صرح سفير إسبانيا في الجزائر، غابريال بوسكيتس، الخميس الماضي أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين الحرافة إلى إسبانيا تراجع بشكل كبير سنة 2010، مقارنة بالسنوات السابقة· وفي تدخله، خلال مائدة مستديرة نظمت بالمجلس الشعبي الوطني حول العلاقات القائمة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي، أكد بوسكيتس أن هذا التراجع يعود أساسا إلى نقص مناصب الشغل في إسبانيا بسبب الأزمة الاقتصادية وجهود السلطات الجزائرية والتعاون القائم بين البلدين لمكافحة هذه الظاهرة، موضحا أن إسبانيا سجلت ما لا يقل عن خمسين مهاجرا غير شرعي على سواحلها سنة .2009ئ هذا ما نقلته وسائل الإعلام عن السفير الإسباني بالجزائر الذي نستشف من كلامه أنه على الأقل كان للأزمة الإقتصادية أثر إيجابي على تدفق الحرافة على الأراضي الإسبانية، بمعنى أن الظروف الإقتصادية التي أفرزتها الأزمة وصعوبة العيش هناك في الضفة الشمالية من المتوسط، دفعت بالشباب الجزائري إلى العدول عن التفكير في الحرفة والمجازفة بحياتهم· هل علينا أن ندعو الله أن يديمها أزمة؟! كي لا تلتهم أسماك المتوسط المزيد من الأبرياء الذين يجازفون بحياتهم من أجل سراب العيش بدول أوربية·· الظاهر أن الصعوبة التي يجدها الشباب في العيش في الجزائر لم تعد ذريعة للإبحار، بل و أصبحت نفس الظروف التي كانت تدفعهم إلى ذلك هي نفسها التي تحثهم على العدول عن المخاطرة والرحيل إلى إسبانيا· و لعل المأساة الحقيقية هو أنه حتى ولو كانت ظروف العيش مواتية هنا في الجزائر لكافة الشباب، إلا أن هؤلاء لا أحد بوسعه أن يثنيهم عن خوض المغامرة المميتة لسبب واحد هو أن نمط العيش هناك هو الغاية·· حتى وإن تحقق هنا في الجزائر· ثم إن الاخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام في الأشهر والأعوام السابقة عن غرق زوارق كانت تقل شباب حرافا أواعتقال العشرات منهم على يد حرس السواحل، ربما يكون سببا آخر جعل الكثير من الشباب يتراجعون عن مشاريع الإبحار·· وهناك سبب آخر، وهو المنتخب الوطني الذي بعث الأمل في نفوس الشباب وجعلهم يحلمون من جديد·· يحلمون بجزائر أفضل··