تشهد، مدينة نيويوركالأمريكية، جدلاً واسعاً أعاد ذكريات هجمات سبتمبر ,2001 وذلك بعد تقديم مشروع لبناء مسجد يقع على بعد أمتار مما يعرف ب ''الموقع صفر'' الذي كان يضم مركز التجارة العالمي الذي استهدفته الهجمات· يقول، الشيخ فيصل عبد الرؤوف، وهو رئيس منظمة ''مبادرة قرطبة'' العاملة على بناء المسجد أن التكاليف ستزيد عن 100 مليون دولار سيتم تأمينها من تبرعات المسلمين في الولاياتالمتحدة بشكل خاص، إلى جانب تبرعات من دول عربية وإسلامية· وقال أن موقع بناء المركز الثقافي والمسجد لم يتم اختياره لأنه قريب من ''الغراوند زيرو''، بل لأن المكان في شرق منطقة برودواي مناسب· واعترف الشيخ فيصل بأن بناء المسجد أثار حفيظة بعض ذوي ضحايا هجمات 11 سبتمبر، وفضول وسائل الإعلام· ويقول المعارضون للمسجد وهم من أهالي الضحايا بأنهم لا يستطيعون أن يتقبلوا المرور بجوار مسجد، وهم يحيون ذكرى أبنائهم· فيما قالت والدة أحد الضحايا أن المسجد ''يلوث المنطقة''· والمسجد هو جزء من مشروع متكامل يحمل إسم ''مساكن قرطبة''، ويتألف من 15 طابقاً، ويضم أيضاً معارض فنية ومسابح ومراكز رياضية، ولكن الإعلان عنه أطلق العنان لمشاعر متباينة بين سكان المنطقة وعائلات قتلى الهجوم ممن كانوا في برجي مركز التجارة· وقدم المشروع من قبل ''مبادرة قرطبة'' و''الجمعية الأميركية لتقدم المسلمين''، وهما جهتان مستقلتان تعملان لتحسين التفاهم وزيادة الحوار بين الأديان المختلفة، وجرى عرض جانب منه على لجنة إستشارية ببلدية منهاتن· أما مشاعر عائلات ضحايا هجمات الحادي عشر سبتمبر فكانت متباينة للغاية، وقال مارفن بيثا، الذي عمل ضمن فرق الإسعاف بعد الهجوم ''لقد خسرت 16 من أصدقائي في المبنى، ولكن كان هناك ضحايا من بين المسلمين أيضاً، وقد يكون المركز المقترح والمسجد إشارة إيجابية إلى أننا لا ندين كل المسلمين بل المتطرفين فقط''· ولكن الفكرة لم ترق لميشال فالنتين، وهو محقق سبق له العمل في المركز بعد الهجوم، إذ قال ''يجب أن تكون المنطقة نصباً تذكارياً لتخليد ذكرى الضحايا، والمشروع يجعل قلبي ينفطر حيال عائلات القتلى، أعلم أنهم سيبنونه بطريقة محترمة، ولكن لا يجب أن يكون في هذه المنطقة''· ووافقه، باري زيلمان، شقيق أحد القتلى، الذي قال أن ظهور مسجد قرب موقع الهجوم سيكون ''ذكرى أليمة لعائلات الضحايا الذين سقطوا باسم الإسلام''، على حد تعبيره·