فتح الجنود التايلانديون، الجمعة، النار على المتظاهرين المناوئين للحكومة خلال مواجهات أوقعت على الأقل 61 قتيلا و141 جريحا، وسط بانكوك حيث تحاول قوى الأمن محاصرة ''القمصان الحمر'' وقطع الامدادات عنهم· وخلال أقل من 24 ساعة، قالت أجهزة الطوارىء أن عدد القتلى وصل على الأقل إلى 16 قتيلا و141 جريحا، ما يرفع حصيلة الأزمة منذ منتصف مارس إلى 46 قتيلا على الأقل وأكثر من ألف جريح· وبين الجرحى، ثلاثة أجانب هم مواطن من بورما، وآخر من بولندا ومصور كندي من قناة ''فرانس ''24 التلفزيونية الفرنسية، ومصور تايلاندي مع صحيفة ''ماتيكون'' ومصور من محطة ''فويس تي في'' التايلاندية· ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، بن كي مون، الجمعة، إلى إنهاء أعمال العنف في تايلاند، معربا عن ''قلق متزايد إزاء تصاعد التوتر والعنف''· كماأعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها إزاء اشتداد حدة المواجهات في بانكوك، ودعت ''بقوة جميع الأطراف إلى التحلي بالاعتدال وحل خلافاتهم سلميا''· وأعلنت واشنطن أن السفارة الأمريكية التي أغلقت، الجمعة، ستبقى مغلقة حتى نهاية يوم الاثنين· وبدأت المواجهات، صباح الاثنين، عندما حاول الجيش التقدم باتجاه شارع رئيسي يسيطر عليه ''الحمر'' الذين يطالبون بإسقاط الحكومة· وقال المتحدث العسكري، الكولونيل سونسرن كايوكومنرد، أن ''القمصان الحمر'' سعوا ''إلى تخويف السلطات باستخدام الأسلحة''· واستمر تبادل إطلاق النار الكثيف حتى مساء الجمعة على طول الحدود الجنوبية للحي السياحي والتجاري في بانكوك الذي يحتله المتظاهرون منذ بداية أفريل الماضي· واستخدم الجنود قنابل مسيلة للدموع بينما أحرقت حافلة عسكرية، بحسب ما ذكر صحافي من وكالة ''فرانس برس''· واتهم قادة ''القمصان الحمر'' الذين أقسموا على إسقاط الحكومة، رئيس الوزراء، ابهيسيت فيجاجيفا، ببدء االحرب الأهلية'' وطالبوا بانسحاب القوات التايلاندية من ضواحي الحي الذي يسيطرون عليه· وقال، ناتاوت سايكوار، أحد القادة الثلاثة الكبار للتحرك،''لا أعرف كيف سنصمد هذا المساء إذا لم يوافق، ابهيسيت، على وقف لإطلاق النار· ونأمل أن لا يكون ساعيا لإشعال حرب''· وقال المتحدث باسم الحكومة، بانيتان واتاناياغورن، أن العسكريين تعرضوا لهجوم أثناء محاولتهم صد تدفق ''القمصان الحمر'' باتجاه مكان تجمعهم· وأكد أن االجنود ما كان بوسعهم إلا أن يدافعوا عن انفسهم في وجه الهجمات التي يتعرضون لها''· وتنفي السلطات أن تكون هذه المواجهات تمهيدا لعملية طرد المتظاهرين بالقوة وقد تحصنوا خلف الأسلاك الشائكة والعجلات المغطاة بالكاز وحواجز القصب· وأكد، سونسرن، أن ''السلطات لن تشن الآن عملية ضد موقع راتشابراسونغ، لكننا نتوقع أعمال عنف جديدة هذا المساء''· وتابع ''على القمصان الحمر إدراك الوقائع وإنهاء تجمعهم''· وقال وزير الدفاع الجنرال، براويت وونغسوون، أن العملية ''تهدف إلى الضغط على القمصان الحمر ليعودوا إلى طاولة المفاوضات''· وصرح الجنرال، براويت وونغسوون، ''علينا مواصلة تعزيز الضغط وإلا لن نكون قادرين على تطبيق القانون''· ويريد الجيش خنق ''الحمر'' وقطع الإمدادات عنهم أملا في خفض عدد المتظاهرين إلى أقل مستوى ممكن· وقد أصبحوا حاليا محرومين من الكهرباء ومن إمدادات الماء والغذاء، بينما لا يتم جمع القمامة· وفي أقل من 24 ساعة غرقت العاصمة في دوامة عنف بعد عشرة أيام طغت خلالها المفاوضات بين رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا، وقادة''الحمر'' الذين يطالبون باستقالته·