يسطر الجميع منا كلمات عساها ترقى إلى صمود الأحباب القادمين من وراء البحار ليكونوا بيننا في هذه المدينة الحزينة التي طال فيها الحزن وأمسك أنفاسها بشاعة الصمت الطويل! نعم اليوم هو انتصار من نوع آخر لم نتذوقه منذ فترة طويلة! كتبت البارحة عنكم، وكنت متمنية أن تأتونا في حال أحسن من هذا الحال كي تعرفوا جمال مدينتا وقطاعنا الحبيب، لكن يبقى مجيؤكم هذا وفي أحلك الظروف إنما دليل الوقوف الإنساني للحالة الإنسانية لغزة وشعبها الذي يتجرع يوميا ما لا يطيقه البشر والشجر والحجر· نعم، غزة التي ابتعدت عن العالم أجمع وكأنها في كوكب آخر على هذه الأرض التي تضم جميع البشر· غزة اليوم·· لكم ومعكم·· مرحبة بأمل جديد وروح جديدة للإرادة التي تصنع المستحيل وأن اليأس الذي أصاب أصحابها لربما ينجلي بعد تشريفكم لنا، ربما هو درس جديد لنا في الإرادة! الإرادة التي غابت عنا في غزة لفترة طويلة بين الفرقة والعصا والحصار الذي لم ينته· الإنسان إنسان أينما كان ومهما كان وضعه؟ الأسوار حولنا ثقيلة! واستطعتم فكها بإرادتكم وقوة عزيمتكم، وإصراركم على القدوم هو انتصار، فكيف بالوصول!؟ فانتصاركم اليوم هو انتصار على الظلم وانتصار على الغرور القاتل وانتصار على الخوف وانتصار على الكلمة الخرساء خلف صمتنا!!! والأكثر من ذلك هذا التحدّي العظيم الذي قادكم إلينا، نعم التحدي الذي جعلنا نؤكد أن الكلمة والموقف الواحد هو طريق الانتصار، والتصميم على الهدف هو طريق للوصول إليه· أيادينا مفتوحة ووجوهنا بدون قناع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه! إخواني، أخواتي، أيها الشعب العربي الفلسطيني، لقد سطرت دوما صمودك وقوة عزيمتك في تاريخ طويل، واليوم ومع أسطول الحرية·· البعيد القريب أن تكونوا أخوة لبلد واحد وتاريخ واحد وهدف واحد لتعود مدينتي جميلة كما كانت بكل أطيافها، ففلسطين لنا جميعا···لقد جاءت سفينة الحرية متحدة برغم الأشواك، فكيف نحن وطريقنا بيدنا وإن اختلفت الأقوال، لا يهمنا فلنتعالى على الجراح ولنكبر عن المآسي لتتحول إلى أفراح، لا تخجل يا شعبي من ندائي، فأنا اليوم أترفع عن كل الصغائر ليكون طفلي في مأمن عن كل الظلمات؟ فلا يأس ولا حزن ستبعث الحياة فيك من جديد!