لم يتردد بن غوريون وخلفاؤه من حكام الكيان الصهيوني لحظة واحدة عن استعمال الجراثيم وأسلحة الحرب البيولوجية أو الكيماوية والإشعاعية ضد العرب سواء قبل إنشاء الدولة الصهيونية أو بعده· أكدت ذلك القرائن على الأرض من الضحايا عبر ستين عاما، وثبتتها تقارير عدة، منهائتقرير الدكتور أفنير كوهين، وهو باحث أول في مركز الدراسات الدولية والأمن في جامعة ماريلاند الأمريكية، عُرف بكتابه المعروف ''إسرائيل والقنبلة''· ونظرا لخلفيته الصهيونية،ئفإنه يبرر الكثير من أعمال إسرائيل الإجرامية، رغم نشره كثيرا من التفاصيل الهامة عن ترسانة إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل، ومنها الأسلحة الجرثومية· معظم كتاباته مستقاة من مصادر علمية منشورة، أخذ قسما منها من إفادات بعض الضباط الذين استعملوا الأسلحة الجرثومية، أو عملوا على تطويرهائفي إسرائيل· بدأ بن غوريون مشروعه التسليحي البيولوجي، قبل إعلان الدولة الصهيونية بجمع العلماء اليهود الألمان، ممن عملوا مع النازيين في مجال الأسلحة البيولوجية والكيماوية، وأنشأ وحدة في إسرائيل متخصصة في الحرب الجرثومية، وقد كتب لأحد عملاء الوكالة اليهودية في أوروبا حينها يأمره بالبحث عن علماء يهود يحثهم لكي (يزيدوا قدرتنا على القتل الجماعي)· كان مستعدا دائما لإبادة العرب، للخلاص منهم والاستيلاء على أراضيهم، فإن لم يكن ذلك بالمذابح والطرد المباشر، فليكن بالإبادة الجماعية· من العلماء اليهود الذين لبوا رغبة بن غوريون افراهام ماركوس كلينبيرج، متخصص الأوبئة في الجيش الروسي، والألماني ايرنست دافيد بيرجمان، والأخوين أهارون وأفرايم كاتاشالاسكي· وعندما أعلن الصهاينة قيام دولتهم على أرض فلسطين عام ,1948 عملوا على تنفيذ مخططات تهجير العرب من 530 مدينة وقرية والاستيلاء على الأراضي العربية بشتى الأسلحة ومنها الحرب الجرثومية · في إسرائيل عدة مراكز لأبحاث وإنتاج أسلحة الحرب الجرثومية، يتم التمويه على وظيفتها بمختلف العناوين، أهمها (مركز إسرائيل للبحوث البيولوجية (IBR)· قامت الصحفية اليهودية (سارة ليبوفيتس) من صحيفة هآرتس باستجواب العلماء اليهود منهم افرايم كاتاشالاسكي (الذي غير اسمه إلى كاتسير)، والكساندر كينان والكولونيل ''شلومو جور'' المسؤول عن وحدة الجراثيم في ذلك المركز، ورغم تهربهم عن الإجابات الصريحة، لكنهم اعترفوا: (بأنهم وضعوا خططا لدراسة احتمالات الحرب الجرثومية)،ئأما الكولونيل ''شلومو جور'' فاكتفى بالقول: (لقد سمعنا عن وباء التيفوئيد في عكا وعن عملية غزة··· كانت هناك إشاعات كثيرة،ئولا ندري إن كانت صحيحة أم لا)· لكن الصحفية الإسرائيلية توصلت إلى تثبيت حقائق جرمية تهرب أصحابها واعترفت: (ئكل ما عُمل في تلك الأيام كان بدافع الإيمان والتفاني، واليوم أصبحوا يتسترون عليه كالعار· الأحياء منهم معظمهم فضل الصمت، وبعضهم ألغى المقابلة في آخر لحظة، وبعضهم أقفل الخط عندما عرفوا بموضوع السؤال، أحدهم قال: ليس كل ما عملناه في الماضي يستوجب المناقشة، عمل في ذلك المركز ما يقارب 300 موظف، منهم 120 من حاملي الدكتوراه في تخصصات مختلفة في علوم البيولوجيا والكيمياء والرياضيات والبيئة والفيزياء، ويعاونهم حوالي 100 تقني مؤهل تأهيلا عاليا· وفي كثير من المرات، احتج سكان مدينة نتسيونا القريبة من المركز الجرثومي الذي بات يُشكل خطرا كبيرا على حياة السكان· ورغم الإنكار والمراوغة حول نشاط مثل هذه المراكز، فإن تواتر الأنباء عن تطوير الأمراض والسموم ونشرها في فلسطين والوطن العربي بدأت تتكشف عن حقيقة العمل الإجرامي الذي يتم وفق خطة صهيونية تستهدف شن حروب إبادةئمستمرة منها علنية ومنها سرية· وتحرص إسرائيل على تسريب المعلومات والأخبار المخيفة والمرعبة بين فترة وأخرى، محاولة منها لردع العرب عن محاولة استعمال سلاح جرثومي مماثل·