بعد غد ينفض الجمع، وتتفرق القبائل المسرحية ·· ينتهي المهرجان، المتوجون سيفرحون ويرقصون، والذين خرجوا منه بخفي حنين سيأسون ويلعنون لجنة التحكيم ·· سيقال كلام نعرفه عن الحسابات السياسية في منح هذه الجائزة لفلان ومنعها عن علان ·· كالعادة الكلام المطحون نفسه تعاد إدارته في طاحونة، والثرثرة في الجرائد وفي المقاهي وفي البارات·· كل هذا ·· وقليلون هم الذين يتساءلون عن ماهية الممارسة المسرحية، عن الإحتراف وحدوده ·· عن الكتابة المسرحية وآفاقها، عن الترجمة وعن الإقتباس، عن فن التمثيل ومستقبله عندنا، عن النقد المسرحي الذي لا وجود له، عن السينوغرافيا وعن الموسيقى المسرحية، عن فن الإدارة المسرحية الذي يشبه عندنا إدارة الحالة المدنية في بلدياتنا المنكوبة ·· بعد غد ينفض الجمع، وتتفرق القبائل المسرحية في ربوع البلاد ·· وبعد أربعة أشهر سيكون هناك مهرجان دولي للمسرح في عين المكان، وسيمتلئ مقهى ''طونطونفيل'' عن آخره بالرواد، وسيحدث الذي حدث، وتدور طاحونة الثرثرة من جديد بلغات جديدة ·· أما أنا فسأحلم كالعادة، من جديد، بكل الذي حلمت به ·· سألمع أحلامي وأنفض عنها ما علق بها من غبار·