يلتحق، اليوم، مترشحو شهادة البكالوريا لدورة جوان الجارية، بولايات الجنوب، بمراكز إجراء الامتحانات تحت درجة حرارة تفوق 45 درجة، في ظل إخلال وزير التربية الوطنية بوعده المتمثل في تجهيز المؤسسات التربوية بمكيفات هواء، ليتكرر بذلك سيناريو تسجيل حالات إغماء وسط الممتحنين نتيجة تكاتف عدد من العوامل في مقدمتها العامل الطبيعي المتمثل في ارتفاع درجة الحرارة، وعامل الضغط النفسي لتضاف إلى جملة الاختلالات التي شهدتها السنة الدراسية الجارية، بدءا بالإضراب عن الدراسة الذي هز قطاع التربية وما انجر عنه من انعكاسات سلبية على نتائج امتحانات السداسي الأول والثاني، وصولا إلى ظروف إجراء الامتحان· فهل يمكن توقع ارتفاع معدل نسبة النجاح في امتحان شهادة البكالوريا في ظل المعطيات الحالية؟ وحذر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين من الانعكاسات السلبية للظروف الطبيعية التي تميز المناطق الجنوبية المتسمة بالحر الشديد، حيث تتفاوت درجات الحرارة من منطقة إلى أخرى لتفوق الخمسين درجة على نتائج المترشحين لامتحان شهادة البكالوريا، حيث تشير التقارير المرفوعة من المكاتب الولائية للاتحاد عبر ولايات الجنوب، حسب تصريح الأمين الوطني المكلف بالإعلام عمراوي مسعود ل ''الجزائر نيوز''، إلى افتقار المؤسسات التربوية إلى مكيفات هواء، وإن وجدت، فإن الأعطاب المتعلقة بضعف التيار الكهربائي يحول دون أدائها الوظيفة الأساسية التي وجدت من أجلها أصلا، وهذا يتنافى مع الوعود التي قدمها وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد أثناء اتخاذ قرار توحيد امتحانات شهادة البكالوريا وتعميمها على المستوى الوطني دون استثناء المناطق الجنوبية خلافا لما كان معمول به سابقا، وقد اشتملت وعود وزير التربية الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المناطق الجنوبية عن طريق تجهيز مراكز الامتحان بمكيفات هواء للتخفيف من حدة الحر الشديد وفقا لما يضمن للتلاميذ إجراء الامتحان في ظروف تبعث على الراحة النفسية للممتحنين خاصة في شهادة البكالوريا، لكنها لم تتجسد على أرض الواقع، وهو ما يساعد على تسجيل معدل نسبة نجاح منخفضة في هذه الولايات وصلت العام الماضي إلى تسجيل نسبة نجاح بمعدل صفر في شهادة البكالوريا· ولم يستبعد المتحدث لجوء وزارة التربية الوطنية إلى فرض سلم تنقيط خاص أو منح نقاط إضافية للمترشحين في حال وجود أخطاء في الأسئلة المقترحة في مواضيع امتحانات شهادة البكالوريا إذا لم تلتزم الوزارة بالتأكد من عدم اشتمال مواضيع الامتحان على أخطاء خاصة بعد أن قامت بتشكيل خلية تصحيح تتألف من أساتذة ومفتشين أوكلت لهم مراقبة أسئلة امتحانات شهادة البكالوريا·