(وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ المعروف) الطفولة عند الإنسان هي المرحلة الأولى من مراحلئعمره حيث تبدأ منذ ميلاده وتنهي ببلوغه سن الرشد حيث يكمل نمو عقل الإنسان ويقوى جسمه ويكتمل تميزه ويصبح مخاطبا بالتكاليف الشرعية· قال تعالى (ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ)، فواجب الوالدين ولا سيما الأم في هذه المرحلة من أكبر الواجبات الملقاة على عاتقها إذ لا بد وأن يهتما بطفلهما من جميع جوانبه، حيث أن توجيه الوالدين في هذه المرحلة له أثره العظيم في حسن تقويم الطفل وصقل مواهبه واستعداده، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال وعي الأب والأم في اختيار كل منهما الآخر، إذ في مقدمة الحقوق التي شرعها المولى للطفل ما يلي: 1 - الحق الأول: حق اختيار الزوجة والزوج: حسن اختيار كل من الزوجين لصاحبه يعتبر حقاً من حقوق الطفل التي أمر بها الإسلام، ونجمل في هذا المقام أهم الأسس للاختيار فنقول: أن تختار المرأة الرجل ذا الخلق والدين عملا بقوله (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) ·· هناك صفات في المرأة مرغوب فيها شرعاً وقد حض الإسلام عليها لما فيها من بقاء الألفة ودوام العلاقة الزوجية منها الزواج بالمرأة الولود، قال عليه الصلاة والسلام: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) ·· ومنها أن تكون المرأة صالحة، فعن ابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) لو تأملنا هذه التوجيهات الإسلامية لأدركنا كيف أن الإسلام اهتم بتربية النشء من قبل ميلاده لما له من أثر في تكوين البيت الذي يكتنفه الحب والوفاء لإنجاب الذرية القوية ذات العقل والذكاء والصلاح، ولأدركنا أن الإسلام سبق النظريات التربوية في عصرنا الحاضر والتي تنادي بضرورة البدء بتربية الطفل منذ ولادته· 2- الحق الثاني: واجب رعاية الأم للجنين: أرشدتنا الشريعة إلى أهم الأسس التي يجب أن يرعاها كل من الزوجين عند اختيار الآخر بهدف إيجاد النسل والذرية السلمية لحفظ النوع الإنساني لعمارة الكون، ووضعت الشريعة الإسلامية القواعد والأسس التي تحمي هذه الذرية منذ تكوينها في بطن الأم حتى تخرج لنا إلى الحياة قوية مكتملة البنية· ويتضح لنا هدف الشارع في المحافظة على الجنين من جهة: (1) توجيه الآباء باتخاذ كافة الوسائل والتدابير التي تكون بها حماية الطفل وصيانته من نزغات الشيطان وذلك عند وضعه في الرحم، حيث قال عليه الصلاة والسلام (أما لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ثم قدر أن يكون بينهما في ذلك وقضي ولد لم يضره شيطان أبداً)· (2) أيضاً نلاحظ من شدة حرص الشارع على الجنين والعناية به قبل أن يكتمل نموه أنه أباح للمرأة الحامل الفطر في رمضان فقد روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة وعن الحامل أو المرضع الصوم أو الصيام والله لقد قالها النبي كليهما أو أحدهما، وكذلك على الأم أن تتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية اللازمة لتكوين الجنين وحمايته، واكتمال نموه· (3) أيضا نلاحظ من شدة حرص الشارع على تعهد الجنين أنه قرر تأجيل إقامة الحد على المرأة الحامل حتى تضع حملها وذلك حماية له، وقد أجمع فقهاء المسلمين على عدم جواز القصاص من الحامل قبل وضعها سواء كانت حاملا وقت وقوع الجناية أو حملت بعدها، وسواء كان القصاص في النفس أو في طرف من أطرافها كل ذلك صيانة ووقاية لهذا المخلوق الضعيف الذي يقطن أحشاءها· (4) ولقد أثبت الشرع أهلية الجنين غير أنها أهلية ناقصة فأثبت حقه في الإرث إن خرج إلى الدنيا حيا وقد اتفق الفقهاء على ذلك، وعلى أن يوقف توزيع التركة قبل الولادة لحين ولادته حتى يتضح أهو ذكر أم أنثى، وهل هو مفرد أم متعدد وذلك فيما إذا لم يكن معه وراث أصلا أو كان معه وراث محجوب به· يتبع ------------------------------------------------------------------------ إرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل الغذاء دواء فخبز الشعير وقاية من الأمراض، وسويق الحنطة ينبت اللحم ويشد العظم ويسهل الهضم، وسويق العدس يسكّن هيجان الدم ويقلّل من حرارة الجسم، واللحوم وخصوصاً لحم الدراج يقلل من الغضب، والهريسة تنشط الجسم وتمنحه الحيوية، والزيتون يطرد الرياح، والعنب يقلل الغضب، والسفرجل يقوّي القلب والخس يصفي الدم، كما أكدوا على العسل والبيض واللبن وسائر أنواع الفواكه· وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين قال ابن القيم الجوزية رحمه الله : إن الناس ينفرون من الكثيف (العبوس) ولو بلغ في الدين ما بلغ؛ والله ما يجلب اللطف والظرف من القلوب فليس الثقلاء بخواص الأولياء؛ وما ثقل أحد على قلوب الصادقين المخلصين إلا من آفة هناك؛ وإلا فهذه الطريق تكسو العبد حلاوة ولطافة وظرفا؛ فترى الصادق فيها من أحب الناس وألطفهم وقد زالت عنه ثقالة النفس وكدورة الطبع· أوائل وأرقام عدد نبضات القلب الطبيعي تقريباً 72 نبضة في الدقيقة، أما عدد مرات التنفس في الدقيقة من 15 18 مرة وهي تزيد عند الإصابة بالحمى إلى 30 مرة في الدقيقة· وتعتبر درجة حرارة الإنسان الطبيعية 37 درجة مئوية· قرآننا شفاؤنا قال الله تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة النور الآية 31 الله قريب مجيب ''اللهم ربَّ السماوات السَّبعِ وربَّ العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، فالق الحبِّ والنَّوى، ومُنزل التوراة والقرآن، أعوذ بك من شرِّ كل شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته، أنت الأوَّل فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شيءٌ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شيءٌ''، آمين يا قريب يا مجيب· السنة منهاجنا قال حبيبنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه· ------------------------------------------------------------------------ لمن كان له قلب : تربية أولادنا على الآداب الشرعية (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَائمِن أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) أولاً : أهميةُ تربية الأطفال: التربيةُ عملٌ شاق، وجهدٍ يحتاجُ إلى وقت، وهي مهمةٌ ليست جديدة، وهي عملٌ فاضل· وتبرزُ أهميةُ الكلام في هذا الموضوع في النقاط التالية: 1- الإقتداءُ بالرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح في تربية أتباعهم، وبمعرفةِ كيفيةِ تربيتهم لأتباعهم يتمُ التعرف على كيفية تربيتنا لأولادنا· 2- الوضعُ الحالي للأمة: فالناظرُ لواقعِ الأمة يجدُ وضعاً سيئاً لم يمر عليها طوالَ الأزمنةِ المتقدمة، لقد أوشكت أن تعدم كثيرٌ من المبادئِ الإسلامية في بعض البلدان الإسلامية، وبالتربية يمكنُ معالجةُ هذا الوضع· 3- بالتربية يتمُ إيجادُ الحصانة الذاتية لدى الولد، فلا يتأثرُ بما يقابلهُ من شهوات وشبهات؛ لأنَّها تقوى مراقبته لله فلا ينتهك حرمات الله إذا خلا بها، ولا يتأثرُ بالشهوات التي تزينت في هذا العصر تزيناً عظيماً فأصبحت تأتي للمسلم ولو لم يأتها، ولا بالشبهات التي قد تطرأ على عقله· 4- التربيةُ مهمة لتحمل الشدائد والمصائب، والفتن التي قد يواجهها الولد في مستقبل حياته· 5- التربية تهيئ الولد للقيام بدوره المنوط به؛ دوره لنفع نفسه ونفع مجتمعه وأمته· 6- تتبين أهميةُ التربيةِ من خلالِ وجودِ الحملةِ الشرسة، لإفسادِ المجتمعِ من قبل أعداء الإسلام، فوجودُ هذه الحملة لا بد أن يُقابل بتربيةٍ للأولادِ حتى يستطيعوا دفعها عن أنفسهم ومجتمعهم· 7- التربيةُ تحققُ الأمنَ الفكري للولدِ، فتبعدهُ عن الغلو، وتحميهِ من الأفكارِ المضادةِ للإسلام، كالعلمانية وغيرها· 8- التربيةُ مهمةٌ لتقصيرِ المؤسساتِ التربويةِ الأخرى، في أداء وظيفتها التربويةِ كالمدرسة والمسجد· 9- إن وُجود بعضُ الأمراضِ التي انتشرت في الأمةِ سببهُ التقصيرُ في التربية أو إهمالها، فالسفورُ والتبرجُ والمخدرات والمعاكسات وغيرها انتشرت بسبب الإهمال في التربية أو التقصير فيها· 10- التربيةُ وسيلةٌ للوصول بالولد إلى المُثل العليا، كالإيثار والصبر وحبِّ الخير للآخرين· ثانياً: مفهومُ التربية: تنشئةُ المسلمِ وإعدادهُ إعداداً كاملا من جميع جوانبه، لحياتي الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام، وإن شئتَ قُل: هي الصياغةُ المتكاملةِ للفرد والمجتمع على وفقِ شرع الله· ثالثاً: جوانبُ التربية: للتربيةِ جوانب مختلفة، فُهناك التربيةُ الإيمانية، والتربية الخلقية، والتربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية النفسية، والتربيةُ الاجتماعية، والتربية الجنسيةِ وغيرها· أي لا بد أن نفهمَ أنَّ التربيةَ ليست قاصرةً على تربية الجسم فقط، وليست قاصرةً على تعريفِ الولدِ ببعض الأخلاقِ والآداب فقط، بل هي أوسعُ وأشمل من هذا· ------------------------------------------------------------------------ إن من الشعر لحكمة فَأَكْثِرْ ذكرَهُ في الأرضِ دأبًا لِتُذْكَرَ في السماءِ إذا ذُكِرْتَا ونَاجِ إذَا سَجدتَّ لَهُ اعتِرافًا بِمَا نَاداهُ ذُو النونِ بنُ متَّى تفِتُّ فؤادَك الأيامُ فتًّا وتَنْحَتُ جِسمَكَ السَّاعات نَحْتًا وتدْعُوكَ المنونُ دعاءَ صدقٍ ألا يَا صَاحِ أنْتَ أرِيدُ أنتَ