وأصبحنا، أنا وحماري، مثل أشعب الذي دخل كل الأعراس بدون دعوة·· وبعد أن شبعنا وانتفخت كِرْشَينا قال حماري·· نتائج البكالوريا هذه السنة غريبة·· نظرت إليه بدهشة كبيرة ثم ضحكت في وجهه·· وما الذي جعلها غريبة يا حماري التعيس؟ قال في زماني أنا كانت البكالوريا صعبة المنال·· صعبة·· صعبة·· أما الأن فلم أفهم كيف تطورت الأمور والعقول·· يعني هذا الجيل يفهم أحسن من جيلنا أم ماذا؟ قلت له·· الآن بعد أن أكلت وشربت وتبرطحت، أصبحت تبحث عن خفايا الأمور؟ قال·· كي تشبع الكرش تقول للرأس غني·· ضحكت من جديد وقلت له·· غناؤك يا حماري فيه نوع من التلميحات·· ضحك ونهق وقهقه وقال·· تلميحات!·· سبحان الله ''اللي يحب يفهم يخرج من البلاد؟'' قلت له·· أنت لم تتحصل على البكالوريا حتى أعدتها سبع مرات والآن تْشَرَّك فمك بهذا الشك، ومع ذلك تدعي أنك فيلسوف وحكيم، ولا أحد جادلك في الأمر·· عقد حاجبيه ولم يعجبه أن ذكرته بمعضلة السبع مرات وقال·· لكل ظروفه يا صديقي·· أنا كنت متفوقا حتى على المصححين، لذلك لم يكونوا يفهموا كلامي·· ضحكت من كلامه غير المنطقي ككل الأشياء التي تحدث حولنا هذه الأيام وقلت له·· ولبن بوزيد أيضا ظروفه أيها الحمار··