لم تمر الليلة الثانية من مهرجان تيمفاد الدولي في طبعته الواحدة والثلاثين كما سطّر لها بعد أن غاب عنها سلطان الطرب العربي جورج وسوف، الذي فوّت على الجمهور الباتني فرصة الاستماع والاستمتاع بأغاني الطرب العربي الأصيل· المهمة التي ناب عنه في تأديتها ثلة من أصوات ألحان وشباب، وقد ظهروا بوجه مشرف عادوا من خلاله للواجهة بعد عروض فنية مخزية قدموها في السهرة الافتتاحية· بحضور جماهيري غفير انطلقت، مساء أمس، فعاليات الليلة الثانية من مهرجان تاموقادي الدولي، وبعكس ما كان متوقعا بعد التغيير الاضطراري في برنامجها، السهرة كانت ناجحة على جميع الأصعدة بشهادة الجمهور الذي لم يتوقف عن الرقص والتصفيق طيلة فترات الحفل الذي كانت بدايته قبائلية محضة مع الشاب أحمد شعبي، الأخير قدم أغنيتين من الثراث القبائلي، كانت على إيقاع ريتم سريع عجز الجميع عن مواكبته خاصة أثناء تأديته لأغنية ''يما يما الكاهنة'' التي كان الجمهور الشاوي يحفظها عن ظهر قلب· بعد شعبي حل الثلاثي الصحراوي مرقة جلول، جابا نوري والعلمي سهيلة، وقد أدوا جميعا أغنيتين للراحل عثمان بالي حملت عنوان ''القوماري'' و''لا إله إلا الله''· ومع شباب المدرسة تواصل الحفل، وهذه المرة جاء دور بنت الشاوية أنيسة، وبهدوئها المعروف نجحت في إعادة أغنية ''لاقين بيه'' للراحلة صليحة. وبقدر ما كانت الأغنية عاطفية وريتمها هادئ، بقدر ما أثرت في الجمهور خاصة النساء اللائي عدن بذاكرتهن إلى زمن الفن الجميل· من جهته، ابن مدينة وهران هواري، وكعادته، استطاع أن يحدث الديكليك في السهرة بروحه الخفيفة وهو يقدم أشهر ما غنى الشاب خالد ''لله يا جزائر''. بعد هواري، اعتلت الركح زميلته في الطبعة الثانية من ألحان وشباب سامية بن بني، قبل أن يفتح المجال للفكاهة مع محمد بسام. وعلى مدار حوالي 20 دقيقة لم يتوقف الجمهور عن الضحك، وهو يشاهد عرضا فكاهيا جميلا قدم فيه بسام نكتا نادرة، قلّد الأصوات وأعاد تمثيل لقطات بعض الأفلام من بينها الفيلم الثوري ''دورية نحو الشرق''· وبعد استراحة قصيرة، حل المطرب معطي الحاج، الذي رحل بالحضور في رحلة مجانية على الباهية وهران عندما قدم أغنية للمرحوم أحمد وهبي، جاءت تحت عنوان ''شهلة العيون'' قبل أن يتيح المجال لشيخ الأغنية الوهرانية هواري بن شنات، الذي واصل على نفس المنوال عندما قدم باقة من أجمل ما جادت به أصوات منطقة الغرب ليحل في الأخير دور ابن منطقة الأوراس نصر الدين حرة الذي تكفل بمهمة قيادة الرحلة من وهران، وعاد بالجمهور إلى باتنة وهو يقدم أجمل ما أصدر من أغانٍ اختتم بها فعاليات السهرة الثانية من التظاهرة.