إندلعت مواجهات مسلحة جديدة بين القوات الحكومية والمليشيات المتشددة في العاصمة الصومالية، مقديشو، مما أدى إلى سقوط أكثر من 80 قتيلاً وجريحاً، ليل الثلاثاء· وقالت مصادر طبية أن 25 شخصاً لقوا مصرعهم وأصيب نحو 60 آخرون بجراح، إلا أنه لم يتضح إذا كان هناك ضحاي ا من جانب المسلحين أو القوات النظامية· واندلعت الاشتباكات العنيفة إثر مهاجمة قوة مشتركة من مقاتلي حزب الإسلام وحركة الشباب المتشددتين، قاعدة عسكرية في مقاطعة ''هودن'' جنوبي مقديشو· وتعد الولاياتالمتحدة، حركة الشباب تنظيما إرهابيا مقربا من القاعدة يحارب بالوكالة عن التنظيم في هذا البلد الإفريقي الذي يطحنه عنف دام منذ الإطاحة بنظام الرئيس سياد بري عام .1991 شهدت الأوضاع في الصومال تطورات لافتة إذ امتدت نشاطات حركة الشباب المجاهد المسلحة والمرتبطة بتنظيم القاعدة إلى منطقة بونت لاند الذاتية الحكم شمالي البلاد، والتي تعيش حالة من الاستقرار النسبي، فاندلعت معارك بين المسلحين وعناصر الجيش المحلي، ما أدى لمقتل 13 شخصاً· ولم تصرف هذه الأحداث النظر عن المعارك في مقديشو، إذ خاض مسلحون تابعون لحركة الشباب معارك طاحنة مع وحدات حكومية مدعومة من القوات الإفريقية، ما أدى إلى مقتل 19 شخصاً وجرح 34 في المواجهات الرامية لفرض السيطرة على أحياء العاصمة· وقالت تقارير محلية أن مسلحين متشددين شنوا هجوما على معاقل قوات بونت لاند المتمركزة في ضواحي قريتي لاك وكرن، الواقعتين على بعد 35 كلم تقريبا جنوب بوصاصو· ووصفت حكومة بونت لاند المهاجمين بأنهم عناصر من حركة الشباب المجاهدين· وقال رئيس بونت لاند، عبد الرحمن شيخ محمد فارولي لوسائل الإعلام، أن المواجهات بين قوات الإقليم والمسلحين كانت شرسة، وأدت إلى مقتل 13 منهم، وأسر قيادي ميداني مهم يدعى جامع إسماعيل· وقال فارولي أن بونت لاند تواجه حالياً حركة الشباب أوالشبكات الإرهابية الأجنبية التي تدعمها، داعياً سكان الإقليم إلى التصدي لمن وصفهم بأنهم ''إرهابيون مرتزقة'' جاءوا لزعزعة الإستقرار في منطقتهم· يذكر أن مناطق شمالي الصومال تعيش في حالة من الهدوء النسبي مقارنة بالأراضي الجنوبية التي تتقاتل فيها القوى منذ سقوط الحكومة المركزية عام ,1991 وقد تشكلت في تلك المناطق حكومة محلية بإقليم يحمل إسم ''بونت لاند'' وحكومة مماثلة بإقليم ''صومالي لاند'' الذي أعلن استقلاله من جانب واحد· وفي العاصمة الصومالية، سقط 19 قتيلاً في المعارك التي لم تتوقف منذ أيام، والتي يسعى من خلالها عناصر حركة الشباب إلى السيطرة على أحياء إستراتيجية بالمدينة والوصول إلى القصر الرئاسي الذي يتحصن فيه الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد، مدعوماً بقوات إفريقية· وتدرس القمة الإفريقية التي تجري حالياً في أوغندا تعزيز التواجد العسكري الإفريقي في الصومال، إذ تعتزم كمبالا إرسال كتيبة إضافية إلى ذلك البلد لمواجهة حركة الشباب التي نفذت عملية تفجير مزدوجة أودت بحياة العشرات على أراضيها· وتشكل القوات الأوغندية العمود الفقري للقوات الإفريقية، ولكن مهامها تتركز على حفظ السلام، وهي بحاجة لتعزيزات للسيطرة على الأحياء المضطربة·