يوجه رئيس الفدرالية الوطنية للتبرع بالدم وعضو المجلس التنفيذي الدولي للتبر ع بالدم عبر ''الجزائر نيوز'' نداء إلى كل المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 65 سنة والذين يتمتعون بصحة جيدة للتبرع بدمهم ولبمساهمة في وقف تراجع عدد المتبرعين المسجل خلال عطلة الصيف والمتوقع أن يتراجع أكثر خلال شهر رمضان، داعيا إلى التخلي عن فكرة ''التبرع العائلي''·· يعتبر التبرع بالدم عملا تطوعيا يستدعي عملا مكثفا لضمان توفر هذه المادة الحيوية للمريض، ما هي الفترة التي تسجلون فيها تراجعا في عدد المتبرعين؟ أوجه ندائي لكل المواطنين قصد الالتحاق بأقرب مركز للتبرع بالدم لأننا نسجل في هذه الفترة (عطلة الصيف) تراجعا في عدد المتبرعين فأغلب المواطنين منشغلون بقضاء عطلتهم، لذا نحاول تطبيق استراتيجية بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات قوامها الأساسي تسخير سيارات مجهزة تجوب الشوارع والساحات العمومية لجمع التبرعات دون أن ننسى أن شهر رمضان على الأبواب حيث يتهاون الكثير من المواطنين في خلال الفترة في التبرع، وعليه نتوجه إلى كل المواطنين بنداء للتبرع والمساهمة في إنقاذ المرضى من خطر الموت وتمكينهم من مغادرة المستشفيات، فالتبرع بالدم صدقة جارية، وبدل أن نقدم للمريض كيس تفاح نحن بحاجة إلى تعويضه بكيس من الدم ينقذ حياته، أعتقد أن كيسا من الدم هو أحسن ما يقدم للمريض، خاصة المصابين بسرطان الدم وفقر الدم وحوادث المرور التي تحصد أرواح الجزائريين، ومعلوم أن الجزائر تحتل المراتب الأولى في قائمة الدول التي تشهد ارتفاعا في عدد هذه الحوادث· هل هذا يعني أن كمية الدم المتوفرة حاليا في المستشفيات غير كافية؟ لا أعتقد أن كمية الدم في المستشفيات غير كافية، لكن تأمل أن يكون الدم متوفرا في كل مستشفى ولا ننتظر وقوع الحوادث أو الأمراض لنتبرع بالدم، لأن المريض في هذه الحالة يبقى معلقا في المستشفيات حيث يطلب الطبيب الجراح من المريض إستدعاء أفراد عائلته، ونقصد بذلك ''التبرع العائلي'' الذي نحاول حاليا القضاء عليه، وعلى سبيل المثال هناك العديد من المرضى يقصدون مستشفيات العاصمة من ولايات داخلية على غرار قسنطينة، عنابة، عين تيموشنت وأدرار.. ولا يعقل أن يطلب ذلك من المريض، فالتبرع بالدم لا يخضع لمنطق التمييز ولا العنصرية والتعصب· ذكرتم أن التبرع بالدم يعد عملا تطوعيا، ولا يخضع للعنصرية والتعصب، ماذا تقصدون بذلك؟ أقصد ما سجلناه في أحد المستشفيات الذي لا أريد ذكر إسمه، حيث تعرض شخص لحادث مرور وفقد الكثير من الدم، مما اضطر الطاقم الطبي إلى طلب التبرع بالدم، لكن والدته رفضت أن ينقل إليه الدم إلا من متبرع مسلم ويصلي، وهو ما يعد في نظري تعصبا يتنافى مع مبدأ الإنسانية، فالإنسان له 03 إخوة، أخ في الرضاعة، وأخ في الدين وأخ في الإنسانية، لذلك نسعى بالتنسيق مع اللجان الولائية لمعالجة هذه الظاهرة، ففي شهر جانفي قمنا بإرسال أكياس الدم إلى أشقائنا الفلسطينيين بغزة، وهذا من باب الواجب الإنساني وللتأكيد على أن التبرع بالدم يقوم على مبدأ إنساني بحت الهدف منه هو إنقاذ حياة إنسان. ما هو عدد أكياس الدم التي جمعتها الفدرالية لإخواننا في غزة؟ في الحقيقة لا أملك إحصائيات دقيقة، المهم هو التأكيد على عملية التبرع بالدم، وبناء على ذلك أريد التأكيد على أن التبرع بالدم يفيد صحة الإنسان عكس الاعتقاد السائد لدى فئة من المجتمع، فأنا تبرعت بالدم 160مرة، وأبلغ من العمر 77 سنة ولم أصب بأي مرض يشكل خطرا على صحتي. أما بالنسبة للتخوف من الإصابة بأمراض تنتقل عن طريق أدوات الحقن أؤكد أن الوسائل المعتمدة لحقن الدم ذات استعمال شخصي ومن المنافع التي يجنيها الشخص أنه يعرف فصيلة دمه بعدما يخضع للتحليل وفي حال إصابته بأي مرض يتم استدعاؤه، وبالتالي يتمكن من معالجة المرض قبل أن ينتشر في جسمه، علاوة على ذلك، فإن تحليل الدم مجاني في مراكز ومستشفيات الحقن· تحدثتم في بداية الحديث عن تراجع التبرع بالدم في فصل الصيف وشهر رمضان، لماذا؟ بالطبع نلاحظ تهاون المواطنين في شهر رمضان عن التبرع بالدم وما أريد قوله هو أن الشخص الذي لا يستطيع التبرع بالدم في النهار يمكنه أن يقوم بذلك ليلا بحكم أن المخطط المعتمد خلال الشهر الفضيل في توفير حالات للتبرع بالدم أمام المساجد من الساعة العاشرة ليلا إلى غاية الثانية صباحا بناء على البرنامج المشترك بين الفدرالية ووزارة الشؤون الدينية التي تلزم أئمتها بحث الناس على الصلاة على التوجه للتبرع بالدم، فالرجال يمكنهم التبرع أربع مرات في السنة وثلاث مرات بالنسبة للنساء دون أن يشكل ذلك ضررا على صحتهم· ما هو عدد المتبرعين بالدم حاليا؟ إستنادا إلى الإحصائيات يقدر عدد المتبرعين الدائمين ب 90 ألف متبرع يتبرعون بدمهم مرة أو مرتين في السنة، أما بالنسبة لأكياس الدم التي نزود بها المستشفيات فإن عددها الاجمالي يقدر ب 4900 كيس· يحيلنا البحث عن موانع التبرع بالدم إلى الحديث عن المتاجرة بأكياس الدم في المستشفيات، ما تعليقكم؟ للإجابة عن هذا السؤال أقول أن الشخص الذي يحمل الزمرة مثلا ab- يحتاج إلى عملية جراحية ويطلب من 6 إلى 07 أشخاص من عائلته للتبرع له، في هذه المجموعة لا يوجد أي شخص يحمل هذه الزمرة، فإن الدم يحول إلى مريض آخر حتى وإن كان المريض الأول مبرمجا لعملية جراحية وهذا لا يعني أن الدم تم بيعه، وهو ما يدفع الناس إلى القول أن أكياس الدم تباع وأنه يتم التعامل بمنطق ''البيسطو'' لدى الجزائريين· تحتاج العيادات للتزود بأكياس الدم مثل المستشفيات العمومية، ما هي كمية الدم الموجهة إلى العيادات الخاصة؟ أولا أريد أن أوجه ندائي إلى كل الأطباء الخواص لعدم قبض ثمن الدم الذي يزود به المريض الذي يخضع للعملية الجراحية، فالملاحظ من خلال فاتورة الحساب التي تسلم للمريض لجوء هذه العيادات إلى قبض ثمن الدم الذي يعادل 2000 دج، وهذا لا يجوز و''عيب''، الدم لا يباع فهو مجاني ويفترض في هذه العيادات أن تكتفي بحساب ثمن الكيس ومواد تحليل الدم لأن الاتفاق المبرم بينها وبين المؤسسات العمومية ينص على أن الدم لا يباع وأعتبر ذلك من بين العوائق التي تساهم في إحجام الناس عن التبرع، أما بالنسبة لحاجة هذه العيادات، فإن تزويدها بالدم يتم عن طريق الاتفاق المبرم بينها وبين المؤسسات الاستشفائية العمومية· فيما تتمثل استراتيجية التوعية والتحسيس التي تعتمدها الفدرالية لجلب أكبر عدد من المتبرعين؟ للأسف، الميزانية المخصصة لنا من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تعد بمثابة منحة تحفيزية ولا تتعدى 30 % ، وهي ضئيلة جدا ولا تلبي الاحتياجات الضرورية للفدارلية، ففي الكثير من الأحيان تقطع الكهرباء لأننا لا نسدد الفاتورة، وهذا ما ينعكس سلبا على نشاط الفدرالية، فإعداد ملصقات الحملات التوعوية يكلف الكثير، القيام بزيارات تفقدية إلى مراكز اللجان الولائية وتقديم جوائر رمزية وتسليم الشهادات مكلف أيضا، لذا نطالب الوزارة بإعادة النظر في قضية الإعانة التي تقدمها لنا· أما العائق الآخر الذي أريد التحدث عنه فيتعلق بالمؤتمرات والأيام الدراسية التي تعقد في تونس والمغرب والتي يتم خلالها عرض أحدث طرق وسبل تحسيس المواطنين وتوعيتهم بأهمية التبرع بالدم عن طريق استعمال أساليب إقناع حديثة تعتمد على استخدام تكنولوجيات الاتصال، وبالرغم من أننا نتلقى دعوات رسمية لحضور هذه المؤتمرات والأيام الدراسية لتمثيل الجزائر فإننا نجد أنفسنا مضطرين للإعتذار نظرا لعدم حصولنا على الدعم المادي على غرار مصاريف تغطية تكاليف الإيواء والنقل، ما يحز في نفسي هو أن كل الدول تقريبا تسجل حضورها دولة بنغلادش أفقر دول إفريقيا تشارك في مثل هذه المؤتمرات، وغيابنا المتكرر يعرضنا للإقصاء من المجلس التنفيذي الدولي للتبرع بالدم والاتحادية المغاربية، لم نحضر سوى مؤتمرين أقيم الأول في تونس والثاني في المغرب بحكم أن الدولتين مجاورتين للجزائر، أريد التأكيد على أن مهمة جمع الدم واستقطاب المتبرعين لا تقتصر على الفدرالية فحسب، وإنما تشمل كل الوزارات المطالبة بالتحرك بدء بقطاع التعليم العالي وصولا إلى وزارة الداخلية والجماعات المحلية التي نطالبها بأن تعترف بنا كجمعية ذات منفعة عامة لأن الهدف الأساسي منها هو تحقيق مصلحة المواطن، نحن بحاجة لإيجاد جيل من الشبيبة يخلف المتبرعين الذين وصلوا سن 60 سنة لا يسمح لهم بالتبرع بالدم، وندعو كافة المواطنين إلى تنظيم عملية التبرع بحكم أن كيس الدم تنتهي صلاحيته بعد 35 يوما· ذكرتم أنكم بحاجة لإيجاد جيل جديد من الشباب يخلف المتبرعين الذي وصل سنهم إلى 60 سنة باعتبار السن الذي يتوقف فيه الشخص عن التبرع بالدم بسبب التغيرات التي تطرأ على البنية الجسدية للإنسان، ماهي نسبة الشباب المتبرعين؟ في الحقيقة نسبة التبرع بالدم لدى فئة الشباب ضئيلة جدا وما لاحظناه هو أن نسبة التبرع لدى الإناث تفوق لدى الرجال، وأعتقد أن هذا راجع إلى التركيبة النفسية للمرأة التي تتحكم فيها العاطفة وأريد أن أؤكد للمواطنين أنه لا يوجد أي شخص في الجزائر توفي بسبب التبرع بالدم· بحكم أن عملية إقناع المواطنين بالتبرع بالدم تعد صعبة، ما هي الشريحة التي تقبل على التبرع في المحتمع الجزائري؟ نتعامل مع المؤسسات العمومية على غرار سوناطراك عن طريق إخطار العمال بالموعد الذي يتم فيه جمع الدم لضمان وجودهم ودون أن نتسبب في تعطيلهم عن العمل، لذا نسجل أن الطبقة المتوسطة والكادحة في المجتمع الجزائري هي الأكثر تبرعا بالدم أي بنسبة تعادل 90 % من العدد الإجمالي للمتبرعين. أما فيما يخص ترتيب الولايات فنلاحظ أن هناك أربع ولايات تتصدر قائمة الأكثر تبرعا وتتمثل في قسنطينة، البويرة، عنابة وعين تيموشت، أما بقية الولايات فإن عملية التبرع فيها تقل بسبب غياب الإمكانيات وشاحنات حقن الدم، إضافة إلى ضعف الاتصال والتوعية والتحسيس· تحدثتم عن التحليل المجاني والامتيازات التي يفترض أن يستفيد منها المتبرع، هل فعلا تتجسد في الميدان؟ أريد أولا أن أوضح أن المتبرع لديه حقوق وواجبات تتمثل واجباته في تقديم الدم أما حقوقه فتتمثل في الحصول أولا في الاستفادة من وجبة غذائية، لكن للأسف هذا يغيب تماما في المستشفيات الجزائرية التي نطالبها بتحسين استقبال المواطنين المتبرعين بالدم ومعاملتهم بطريقة لائقة تشجعهم على التبرع أكثر من مرة فلا يقبل أن يتبرع الشخص بنصف لتر من الدم ليقدم له في الأخير علبة بسكويت وشكولاطة فاسد ة وابعضهم لا يجد حتى شربة ماء، ونطالب الوزارة بإعادة النظر في التعليمة التي أصدرتها الوزارة منذ ثلاث سنوات والقاضية بإخراج كل الجمعيات من المستشفيات بما فيها المتبرعين بالدم. ما أريد قوله في هذا المقام أننا لسنا كجمعية مرضى داء السكري أو باقي جمعيات الأمراض المزمنة للمطالبة بالدواء وحقوق المريض، لكننا نزود المستشفيات بالدم ونحاول توفيره لكل مريض، لذا ندعو الوزارة للتراج عن هذا القرار·