أكد رئيس الفيدرالية الوطنية للتبرع بالدم السيد غربي قدور أن دور الفيدرالية محصور في تحسيس وتوعية المواطن للتبرع بالدم استجابة لنداء المرضى المحتاجين لهذا السائل الحيوي، موضحا أن عملية جمع الدم من صلاحيات مراكز الحقن التابعة للوكالة الوطنية للدم و12 وكالة جهوية تتكفل بإنتاج وتسيير نظام التموين بالدم ومواد الدم بشكل مؤمّن وتوضع تحت وصاية وزير الصحة مباشرة. وفي إطار برنامجها لشهر رمضان، سطرت الفيدرالية برنامجا تحسيسيا، حيث تزداد احتياجات المرضى والمصابين للدم بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وأوضح السيد غربي بهذا الشأن أنه وجه رسائل لوزير الشؤون الدينية يطلب فيها إشراك الأئمة في المساجد لتحسيس المصلين بالموضوع ودعوتهم لتلبية نداء القلب ومساعدة المرضى والتبرع بالدم بشكل خاص. مشيرا إلى أنه تم تسخير حافلات لجمع الدم تتجول في رمضان على مستوى المساجد مع فرق طبية خاصة بعد صلاة التراويح. وبما أن العديد من الأسر الجزائرية تفضل ختان أولادها في ليلة القدر المباركة، دعا غربي إلى تحليل دم الأطفال قبل العملية خاصة مرضى الهيموفيليا، حيث أكد ضرورة أخذهم إلى المستشفى وإعطائهم دواء خاصا بالمرض محذرا في هذا السياق من الختان التقليدي. وأكد رئيس الفيدرالية الوطنية للمتبرعين بالدم تزايد عدد المتبرعين هذه الصائفة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حيث وصل عدد المتبرعين الدائمين على مستوى 40 ولاية إلى 80 ألف متبرع من الجنسين. وقال غربي أن التبرع بالدم واجب على كل شخص تهمه حياة الآخرين، وأن هذا العمل التطوعي هو عمل إنساني، خاصة وأن كمية من الدم تنقذ شخصا، أما عن عملية التبرع فتكون مسبقة دائما بحوار صريح مع الطبيب المختص مع ضمان السرية التامة للمعلومات، ولا يتعدى الوقت المخصص للتبرع دقائق على مستوى العيادة المتنقلة المخصصة لذلك، ولم يتوان في توجيه شكره للمواطن الجزائري الحاضر في جميع المناسبات الوطنية والعربية مثل أحداث غزة حيث كان أول المتبرعين. وقال أن كل مواطن فاتته عملية التبرع يمكن أن يستدركها. مشيرا إلى ما يحمله التبرع من فائدة صحية بتجديد الدم في الجسم، فضلا عن الثواب الذي يناله، حيث يمكن التبرع من ثلاث إلى أربع مرات بالنسبة للنساء، ومن أربع إلى خمس مرات بالنسبة للرجال خلال السنة الواحدة. وقال رئيس الفيدرالية إنه لا توجد أية أزمة في نقص أكياس الدم في المستشفيات، وأنه لم تسجل أي حالة وفاة بسبب نقص الدم، لكن يبقى التبرع الدائم سلوك حضاري لابد منه مع العلم أن في المدن الكبرى تتواجد مستشفيات جامعية كبرى تحتاج إلى كميات وفيرة، فمستشفى مصطفى باشا الجامعي مثلا يوجد به حوالي 13 قسما للدم، وهذا يوضح الحاجة إلى التبرع الدائم، في الوقت الذي يسجل فيه نقص في المتبرعين. ومن جهة أخرى طالب المتحدث الأشخاص الحاملين للفصائل السلبية بتسجيل أنفسهم في المستشفيات لتسهيل الاتصال بهم عند الحاجة إليهم، كما أشار إلى ضرورة القضاء على ظاهرة التبرع العائلي في المستشفيات حيث يضطر أي شخص يريد إجراء عملية إلى إحضار 5 أو 6 أشخاص من أقاربه للتبرع له في الوقت الذي كان يفترض وجود الدم في المستشفى قبل وصول المريض. ودعت الفيدرالية المتبرعين بالدم ذكورا وإناثا الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 سنة ويتمتعون بصحة جيدة للتقرب من مختلف مراكز حقن الدم المتواجدة عبر المستشفيات لتقديم المساعدة والتبرع بالدم، ومن شأن هذا العمل الخيري أن يرسم الفرحة على وجوه المرضى وبعث الأمل بالشفاء فيهم.