تزامنا مع تحضيرات اليوم العالمي للتبرع بالدم، ونظرا لحاجة المرضى لهذا السائل الحيوي، تجدد الاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم نداءها لكل لمواطنين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 سنة للتقرب من مختلف بنوك الدم المتواجدة عبر المستشفيات لتبني ثقافة التبرع تلبية للنداء الإنساني. تسعى الاتحادية الوطنية للتبرع بالدم كعادتها كل سنة قبيل حلول اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي يصادف ال14 من جوان الجاري، إلى مناشدة الجزائريين الذين يتوفر فيهم شرط السن ويتمتعون بصحة جيدة الالتفات إلى فئة المرضى المحتاجين لقطرة دم، أن يجعلوا من هذه العملية الحيوية ثقافة راسخة، خاصة وأن الجزائر تعاني من ندرة في التبرع بالدم عبر مستشفياتها التي تجد نفسها في وضعية صعبة نظرا لأهمية الدم خلال العمليات الجراحية والحالات المستعجلة كحوادث المرور وكذا في حالة بعض الأمراض المزمنة. وتسعى الجمعية في إطار نشاطاتها للتغلب على هذا القصور في إطار البرنامج الوطني للتبرع بالدم الذي يتواصل منذ سنة ,2006 وإلى غاية نهاية ,2009 والذي رصدت له ميزانية قدرها 1.5 مليار دينار، وإلى ترقية 36 مركزا قائما، وتأسيس 12 مركزا جديدا لحقن الدم، وشراء سيارات لنقل وحدات جمع ومعالجة الدم المتبرع به، مع تزويد مرافق المستشفيات بأجهزة حديثة لعزل مكونات الدم على اختلافها، والمراهنة على بلوغ السعة الوطنية لعزل الدم نسبة 100٪ مع نهاية 2009 مما يرجح فرضية أن تقوم الاتحادية الجزائرية للتبرع بالدم ومعها وزارة الصحة والسكان بتقييم نتائج هذا البرنامج الوطني خلال اليوم العالمي للتبرع بالدم يوم 14 جوان. ويبقى هدف الاتحادية الذي تسعى لتحقيقه بجهود مشتركة مع بلدان أخرى بناء مرافق على نطاق القطاع الصناعي لمعالجة الدم المتبرع به التي هي في طور الإنجاز. وبإكمال بناء مختبر مرجعي وطني لفصائل الدم والبدء في تدريب العاملين في مؤسسات حقن الدم في الجزائر والخارج. ومن مشاريع الفيدرالية التي تسبق شهر رمضان اعتماد برنامج مكثف خلال هذا الشهر الكريم بتجنيد عدد من العيادات المتنقلة بعد الإفطار في الأماكن العمومية لتشجيع التبرع وجمع الدم وتمويل بنوكه بهذه المادة الحيوية التي يقل التبرع بها خلال الصيام لتخوف الناس من آثار ذلك على الصحة، وهو اعتقاد لا أساس له من الصحة. للإشارة فإن 70 ألف شخص يقومون بالتبرع بالدم بصفة منتظمة، إلا أن عددهم يبقى قليلا مقارنة مع من يتبرعون لصالح الأهل والأقارب دون غيرهم، وتتطلع إدارات المستشفيات إلى ضمان زيادة سنوية بنسبة 10 بالمائة على الأقل، من أجل جمع التبرعات المطلوبة لسائر احتياجات الهياكل الطبية، خصوصا مع النقص المسجل في مجال حقن الدم، ووفقا لبيانات نشرتها المنظمة العالمية للصحة، فإن 82 بالمائة من سكان العالم غير متأكدين من أنهم سيحصلون على الدم الذي يحتاجون إليه، بينما يشكّل الدم الملوث بفيروس السيدا ''هاجسا مستمرا''، إذ لا يزال يمثل 5 بالمائة من الإصابات بفيروس السيدا في إفريقيا. وبيّنت دراسة ميدانية أجرتها المنظمة العالمية للصحة أن 39 بلدا فقط من بين 178 يمكنهم الاعتماد على 100 بالمائة من التبرعات التطوعية غير مدفوعة الأجر، ودعت المنظمة في هذا السياق إلى إعداد استراتيجيات واضحة لتطوير الاستفادة العالمية من أمن نقل الدم الذي يقوم على ترقية التبرع بالدم المنتظم والتطوعي وغير مدفوع الأجر.