كانت صدمة الكثير من العائلات التي تم ترحيلها أمس، والمتمركزة في ست مواقع شرق الولاية المتواجدة في كل منطقة كوريفة ببلدية الحراش، والموقع الكائن بالطريق الوطني 38 في بلدية بوروبة، وموقع درقانة ببرج البحري، وموقع بوقرة ببلدية المرسى وموقعي الابلة وعلي عمران، كبيرة عندما تنقلت إلى 1680 مسكن ببئر توتة و240 مسكن ببوروبة، خاصة أنها سكنات غير مهيأة، ولا تتوفر على أدنى المرافق، مما جعل الكثير منهم يتمسكون بعدم التخلي عن الشاليهات التي كانت تأويهم منذ سبع سنوات، أي منذ تاريخ زلزال بومرداس· بعد الإعلان عن بدء عملية ترحيل عائلات من الشاليهات المتواجدة في بلدية الحراش في كل من حي كوريفة، والموقع الكائن بالطريق الوطني 38 في بلدية بوروبة التي تعتبر من بين ست مواقع المتواجدة في شرق الولاية التي تقرر ترحيلها، حيث تنقلت ''الجزائر نيوز'' إلى هذه البلدية للوقوف على عملية الترحيل، وعند وصولنا وجدناها بدأت منذ الساعة الخامسة صباحا، حيث وجدنا شاحنات مركونة أمام الشاليهات تنتظر نقل متاع وأثاث العائلات إلى حي ''لامونتاني''، ولكن لاحظنا أن بعض العائلات القاطنة في الشاليهات منذ ثماني سنوات تقريبا، رفضت أن تنقل أغراضها إلى السكنات الجديدة، ورفضت حتى تحميل أثاثها على الشاحنات التي خصصتها بلدية الحراش لترحيلهم، رغم المعاناة التي يعيشونها في هذه الشاليهات التي تفتقر إلى أدنى شروط الحياة، وهذا ما لاحظته ''الجزائر نيوز'' خلال جولة بالشاليهات التي اهترأت مع مرور السنوات، حيث أكد لنا أحد القاطنين، أنها أصبحت ''تشكل خطرا كبير علينا خاصة في فصل الشتاء نظرا لتسرب مياه الأمطار''· عائلات ترفض ترحيلها إلى السكنات الجديدة رفضت أكثر من 200 عائلة، رغم المعاناة الكبيرة، ترحيلها إلى السكنات الجديدة، لأن أغلب السكنات الجديدة من فئة غرفتين لا تتسع لإيواء أسر تتكون من 4 إلى 7 أفراد، فهي، حسب ما كشف لنا جمال، وهو يقطن هذا الحي منذ ثماني سنوات، ''لن نرحل عن الشاليهات ولو على جثتنا، خاصة أن السلطات لم تف بالوعود التي قدمتها لنا والمتمثلة في ترحيلنا إلى سكنات لائقة تحفظ كرامة الجزائري''، بدا الغضب ظاهرا على محيا كل العائلات التي زرناها، والاستياء من السكنات التي استفادوا منها يغمرها، حيث طالبوا ''الجزائر نيوز'' بالتنقل إلى حي 240 مسكن الجديد، لاستطلاع وضعية السكنات التي رفضوا التنقل إليها· سكنات تفتقر إلى أدنى شروط الحياة وما زالت عبارة عن ورشات عمل قادنا الفضول إلى التنقل للسكنات الجديدة المتواجدة في حي 240 مسكن الجديد لمعرفة السبب الحقيقي لرفض العائلات الانتقال إليها رغم ما يعيشونه من متاعب في الشاليهات، وعند وصولنا شاهدنا حركية غير عادية في الموقع··· العشرات من الشاحنات في طوابير طويلة وهي تحمل أغراض العائلات التي قررت الانتقال إلى الحي، بحيث وجدناه يعج بالعائلات التي تنتظر وهي كلها دهشة من وضعية السكنات التي سيقطنونها وهي ما زالت ورشات عمل، وحقيقة لما دخلنا إلى إحدى العمارات التي ستستقبل المرحلين الجدد، تفاجأنا بأنها حقيقة ما زالت ورشات عمل وهي غير مهيأة تماما لاستقبال السكان، حتى أننا صادفنا بعين المكان عمال البناء لا يزالون منكبين على أشغال التشطيب داخل شقق ما زالت أرضيتها بالاسمنت والجبس، إضافة إلى افتقارها إلى أدنى مرافق الحياة كالكهرباء، الغاز وحتى المراحيض التي وضعت حديثا··· السكان يصرخون: سياسة البريكولاج ما زالت··· يا الرايس ما زلنا نتجول في الشقق التي ستستقبل 139 عائلة كانت تقطن في الشاليهات، أين كان عمال البلدية يقومون بنقل أغراض العائلات إلى شققهم التي استفادوا منها، وخلال زيارتنا بعض الشقق شدنا شيء غريب بإحداها والمتكونة من غرفتين، حيث لاحظنا أن المرحاض كانت حديثة الوضع، إن لم نقل أنها وضعت في الساعات الأولى قبل استقبال هذه العائلات التي رحلت من الشاليهات، بحيث كشف لنا أحد المستفيدين من هذه السكنات ''والله رضينا بضيق هذه الشقق ولكن أن تفتقر إلى المرافق الصحية فهذا كثير''، مؤكدا أن سياسة البريكولاج ما زالت في الجزائر رغم كل ما خصصت الدولة من أموال طائلة لتسليم سكنات جاهزة للمستفيد من السكن بمختلف صيغه، وأضاف ذات المتحدث أن كل التعليمات التي أعطاها الرئيس القاضية بإلزام المقاولين تسليم مشاريع جاهزة للمستفيدين وتوفير كل مرافق الحياة فيها، ولكن هذه السكنات التي استفدنا منها، ضربت كل تعليمات الحكومة عرض الحائط· بكاء وغضب أمام مسؤولي ديوان الترقية العقارية للدار البيضاء صبّت معظم العائلات غضبها على المسؤولين الذين كانوا يقومون بتسليم المفاتيح للمستفيدين، وصل إلى حد شجارات معهم وتوافد العشرات من العائلات للإسراع بإيداع الطعون والتعبير عن رفضها استلام سكنات، تفتقر إلى أدنى المرافق، بينما لزم المسؤولون الحاضرون الصمت··، وحتى النساء لم يستطعن إخفاء دموعهن وبكين بالحرقة أمام مسؤولي ديوان التسيير العقاري، خاصة أنه لم يكن هناك أي مسؤول من مصالح السكن أو الولاية للاستفسار منه عن السكنات التي استفادوا منها والتي ''لا تناسبهم تماما''، بحيث كشفت ''خالتي فاطمة'' التي لم تكف عن البكاء للتعبير عن صدمتها لما دخلت إلى السكن الذي استفادت منه هي وأفراد عائلتها السبعة مؤكدة بقولها '' أين هي تعليمات الرئيس بوتفليقة التي لم تحترم في إنجاز هذه السكنات''· المواطنون يؤكدون أن المشروع قديم تم ترميمه والسلطات تجزم أنه مشروع جديد كل العائلات التي زارتها ''الجزائر نيوز'' في الشاليهات وخاصة التي رفضت التنقل إلى السكنات الجديدة، أكدت أن المشروع السكني 240 مسكن بُني قبل زلزال 2003 وتوقف لسنوات طويلة، لتعود السلطات وتقرر ترميمه بعد أن تأثر من الزلزال، ولكن مسؤولي ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء الذين تقربت منهم ''الجزائر نيوز'' لتحري صدقية ما قاله المواطنون، حيث أكد لنا أحدهم ''أن حي 240 مشروع سكني ب ''لامونتان'' هو مشروع تم إدراجه في برنامج الرئيس وهو مشروع سكني جديد''، مفندا مزاعم المستفيدين· تعليمات من الوالي أمرت بتنفيذ عملية الترحيل قبل شهر رمضان وخلال تقربنا من أحد مسؤولي ديوان الترقية للاستفسار عن سير عملية الترحيل وإعادة الإسكان، أكد لنا أن تعليمات صدرت عن الوالي تقضي بترحيل المستفيدين قبل حلول شهر رمضان، وهي تهدف إلى إعادة إسكان كل العائلات القاطنة في البيوت القصديرية والشاليهات، وهذا ما جعلنا نضطر إلى إسكانهم وإتمام في نفس الوقت الأشغال المتبقية كالربط بشبكة الكهرباء والغاز · إعادة إسكان 116 عائلة وتقديم أكثر من 24 طعنا خلال الساعات الأولى من بدء عملية الترحيل أكد مصدر مسؤول في ديوان الترقية العقارية للدار البيضاء ل ''الجزائر نيوز'' التي بقيت في حي 240 مسكن حتى منتصف النهار لمتابعة سير عملية إعادة إسكان 116 عائلة من أصل 240 عائلة مستفيدة، أن عدد الطعون وصل إلى 24 طعنا خلال الساعات الأولى من بدء عملية الترحيل التي بدأت منذ الخامسة صباحا من نهار أمس. العائلات التي رفضت الالتحاق بمساكنها مهددة بالترحيل بالقوة!؟ معظم العائلات التي التقتها ''الجزائر نيوز'' سواء القاطنة في الشاليهات أو التي انتقلت إلى الحي الجديد المتواجد في ''لامونتاني'' بالحراش أو إلى بئر توتة، أكدوا أنهم تلقوا تهديدات من المسؤولين بإخلاء الشاليهات وإلا سيضطرون إلى استعمال القوة العمومية لإخراجهم منها، رغم تأكيدهم أن السلطات المحلية وعدتهم بإسكانهم في مساكن لائقة وليس بمساكن تفتقر إلى أدنى شروط العيش الكريم· وحسب تصريحات السكان بعين المكان، والتي أكدت تمسكها بالشاليهات على الأقل لتوفرها على الإنارة والغاز الطبيعي، فضلا على كونها أرحب من الشقق الضيقة التي أراد المسؤولون حشرهم فيها، على حد تعبيرهم·