انطلقت نهاية الأسبوع عملية ترحيل سكان شاليهات بوبصيلة ببلدية بوروبة، شرق العاصمة، الذين يقدر عددهم ب201 عائلة وسط استياء وسخط كبيرين أبدته العائلات التي رفضت إخلاء الشاليهات والتوجه نحوالسكنات الجديدة بحي 240 مسكنا ببوروبة. أبدى سكان الشاليهات سخطهم على التوزيع غير العادل للسكنات، حيث استفادت عائلات يزيد عدد أفرادها على العشرة من سكن بغرفتين في حين وزعت السكنات ذات ثلاث غرف على العائلات الصغيرة دون أدنى مراعاة لعدد الأفراد في العائلة الواحدة. ما سبب حالة من الغليان والغضب بين صفوف المواطنين الذين رفضوا تفريغ حمولة الشاحنات التي تقل أثاثهم داخل السكنات الجديدة، في حين فضلت بعض العائلات مقاطعة عملية الترحيل والبقاء في الشاليهات بعد أن تفاجأت بالسكنات التي اعتبرتها غير لائقة لتعوضهم عن ثمان سنوات أمضوها داخل الشاليهات منذ زلزال عام .2003 ولدى توجهنا إلى موقع الشاليهات ببوبصيلة وجدنا عشرات العائلات التي ترفض الترحيل، حيث حدثنا الكثير منهم عن الفرحة التي عاشوها منذ أربعة أيام بعد أن زارهم منتخب من بلدية بوروبة ليزف إليهم بشرى الترحيل التي ستكون إلى موقعين في كل من بوروبة وبئر توتة، ليفاجأوا بعدها بتوجيههم إلى موقع واحد فقط بحي 240 مسكنا ببوروبة• كما أبدى السكان استغرابهم من الطريقة التي انتهجتها المصالح المحلية معهم التي لا هم لها حسبهم سوى التخلص منهم ليظهر وكأنها أعادت إسكان منكوبي الزلزال في عملية ترحيل ناجحة أياما قبل شهر رمضان، بعد أن وجهت إليهم منذ صباح أمس تعليمات بضرورة إخلاء الشاليهات وتسليم المفاتيح. وهددت العائلات التي حدثتنا بالبقاء في الشاليهات ومقاطعة الترحيل، مؤكدين أنهم ليسوا من سكان البيوت القصديرية أو الفوضوية حتى يتم إسكاتهم بسكنات دون المستوى، خاصة أنهم كانوا يملكون منازل خاصة بهم في كل من أحياء جنان مبروك و''لافايونص''و''لانقري'' ببلدية بوروبة وما جاورها. وبعد زلزال 2003 تم استقدامهم إلى الشاليهات بعد أن تضررت منازلهم دون أن يُقدَّم لهم أي تعويض، بالإضافة إلى الأوضاع السيئة التي عاشوها طوال سنوات داخل الشاليهات ليكون الختام سكنات بغرفتين ومقاييس مصغّرة لا تسع أفراد العائلة الواحدة التي في المتوسط يتجاوز عدد أفرادها الخمسة. تنقلنا إلى موقع السكنات الجديدة بحي 240 مسكنا ببوروبة، وهناك غابت الزغاريد وملامح الفرحة التي طالما رافقت أعراس الترحيل، بالإضافة إلى العدد الكبير من الشاحنات التي مازالت تنتظر التفريغ. ولدى اقترابنا من بعض العائلات لنستفهم سر هذا الغضب وعدم الرضى، أشار من حدثنا منهم إلى أن الصدمة عقدت ألسنتهم ليضيفوا أن الشاليه أفضل بكثير من هذه السكنات التي وصفوها ب''القبور''، مستغربين الطريقة العشوائية لتوزيع السكنات التي لا تتم على أي أساس ودون حتى الاطلاع على الدفتر العائلي للعائلات من أجل تسليمها سكنات تليق بعدد أفرادها. وفي المكان نفسه قصدنا العائلات التي رفضت تفريغ حمولة شاحناتها وهناك حدثتنا عائلة يتجاوز عدد أفرادها العشرة استفادت من سكن بغرفتين قالوا إنه لا يتسع حتى للأثاث الذي جلبوه معهم في شاحنتين من الشاليه، فما بالك بأفراد العائلة الذين يتجاوز عمر أصغرهم 21 عاما. كما أبدى السكان امتعاضهم من أوضاع الحي الجديد الذي تحيط به البيوت القصديرية التي تعرف وضعا أمنيا متدهورا بالإضافة إلى الأشغال التي لم تنته بعد بالسكنات التي لا تتوفر على الكهرباء والغاز والماء مما يدل على عقلية ''البريكولاج'' التي مازالت تتعامل بها السلطات. كما أن الحي الجديد الذي يختفي بين أكوام الأتربة والمخلفات تغيب عنه ظروف التهيئة ويختلف كثيرا عن الأحياء الجديدة التي دأبوا على مشاهدتها في نشرات الثامنة عند كل عملية ترحيل.