إستفزتني، من جديد، الأرقام التي تداولتها بعض الصحف بخصوص ما يسمى بمشروع إشباع الفقير في شهر الرحمة والغفران·· فاقت الميزانية ثلاث مليارات دينار للتكفل بأكثر من مليوني فقير·· قال حماري·· وأنت، لماذا لا يزال الموال نفسه على لسانك؟ ولماذا تحسد الدولة على فعل الخير؟ قلت له متذمرا·· سأبقى هكذا ما دامت الأمور تمشي بالعوج·· قال ساخرا·· وحدك لن تستطيع تغيير العالم·· ثم أيها الحمار أنت تدعي العقلانية والعقل·· كيف تمر هذه الأرقام الضخمة على مخك الغليظ دون أن تنتبه لما قلت لك من قبل؟ قال مستهزئا·· نعم أتذكر·· قلت أن قلبك يوجعك وأن·· وأن·· ولكن يا صديقي العزيز، هذا أضعف الإيمان·· ضحكت من كلامه وخاصة الجملة الأخيرة وقلت له·· ''أضعف الإيمان؟؟'' قال·· نعم يا سيدي، ماذا تعني المليارات القليلة للفقراء أمام المليارات الكثيرة التي تنهبها الأيدي الخفية؟ قلت له·· رغم أنك حمار إلا أنك وضعت يدك على الداء! لو أن الريع قسم بالعدل ما كان هناك مواطنون درجة أولى ومواطنون درجة ثانية·· ولو كان هناك عدل لما كان هناك فقراء بهذا العدد في بلد يفترض في باطنه كنوز الدنيا كلها·· نهق حماري عاليا وقال·· صح راه واجعك قلبك·· قلت له ·· لالا راني نتمسخر·· يا خي حماري يا خي··