شكيت لحماري همي عندما قرأت أن السردين أصبح يباع ب 400 دينار·· فضحك عليّ واستهزأ بطموحاتي في أكل صحن من السردين·· قلت له·· لماذا تسخر مني؟؟ اللحوم الحمراء لا مجال للوصول إليها·· واللحوم البيضاء أصبحت بشانها والسردين الذي كان أرخسهم أصبح بأذنيه· قال حماري·· لو فتحنا قائمة الأسعار والعجز الذي واجه وسيواجه ''الغاشي'' من جراء ما يحدث لأصبنا بانهيار عصبي وأصبحت عقولنا عاجزة عن التفكير·· لذلك أنصحك بالقليل من الخبز والماء ولا تفكر في الكماليات؟ صحت فيه·· الخبز والماء؟ قال نعم ··لا تتمرد على النعمة وإلا ستطير من بين يديك·· ثم من تكون أنت حتى تفكر في أكل السردين·· أنت مجرد واحد من ''الغاشي'' تطمع وتطمح في مثل هذه الأمور؟ قلت له·· معك كل الحق يا حماري ''النحس'' كيف لي أنا ''شعيب الفقير'' أن أفكر في كيلو سردين ومن أكون حتى أكبّر كرشي وأتركها تحلم بمثل هذه الأحلام؟ قال·· عد إلى عقلك·· البلد مثقوب من كل النواحي·· والخزينة أصبحت ''روبيني'' يحلب منه أصحاب النفوذ وأنت تريد أن تحشر أنفك في وسطهم وتطالب بكليو سردين؟ ارحموا هذه الدولة قليلا؟؟ ارحموا رجالها المخلصين؟؟ نظرت إليه وقلت·· يا حماري·· هل أنا من يقوم باستنزاف الخزينة حتى تحذرني بهذا الشكل؟؟ أنا كل ما أطلبه أن تبقى الأسعار على حالها حتى لا يموت ''الزوالي بالجوع''·· فقط لا أكثر ولا أقل؟؟ قال لي ناهقا·· إذن أحلم في حدود المعقول·· واترك البحر والسردين لأصحابه·· من يطلب السردين اليوم سوف تسول له نفسه طلب شيء آخر·· والبلد ليست ناقصة أمثالك؟