طلبة مدرسة فرسان القرآن الكريم أغلبهم مستواهم جامعي، لم تثنهم الدراسة الأكاديمية من قراءة القرآن، وتعلّم بعض أحكام التجويد، إضافة إلى أن معظم الطلبة ختموا القرآن منذ صغر سنهم، وفي الغالب في عمر لم يتعد 51 سنة، وعليه اقتربت ''الجزائر نيوز'' من بعض الطلبة والطالبات· منيرة روبيبي (المسيلة) كانت من بين الأربع طالبات اللائي اخترن خلال البرايم الأول للطبعة الثانية من مسابقة فرسان القرآن الكريم، نجحت في أن تكون فارسة القرآن خلال أول برايم الجمعة الماضي، منحدرة من ولاية المسيلة، ذات 25 ربيعا، أتمت حفظ القرآن وختمه في سن ال 15 سنة، تحمل شهادة ليسانس في البيولوجيا، محيطها العائلي يساعدها على قراءة القرآن بحكم أن والدها من بين حفظة القرآن، وبالتالي فقد خطت منيرة خطى والدها، أرادت أن تلبي رغبة جامحة لدى والديها وهي حفظ وتجويد القرآن، خاصة وأن لها صوت رائع شهد بذلك لها كل الأهل وأهم مشايخ المنطقة التي تنتمي إليها. ومشاركتها في برنامج ومسابقة فرسان القرآن الكريم كان بدافع من الأهل أكثر منها، تمكنا من أحكام التجويد، تقول منيرة إنها تقدمت إلى الترشح للمسابقة الولائية، فكانت من الأوائل والمرشحة الأولى إلى التصفيات النهائية، وبالفعل احتلت المرتبة الأولى ولائيا، وبقيت في التصفيات النهائية التي تجرى حاليا، لدى منيرة عزيمة كبرى للمنافسة الشريفة، فهي من الطلبة المواظبين على تطبيق ما تلقوه خلال الأيام تربصهم، تقول: ''التعب الذي أعاني منه خلال التربصات المكثفة سيزول، لكن الأجر والفائدة سيبقيان، حتى وإن لم أكن فارسة القرآن الكريم''· عائشة نعيجات (الأغواط) صاحبة مدرسة قرآنية بالأغواط، أرادت أن تعلم الفتيات قراءة القرآن، بعد أن أتمت وختمت القرآن منذ صغرها، كانت من بين التلميذات اللائي اختارهن الشيخ الذي درسهن القرآن في المسجد لتتعلم آداب وأحكام التجويد وإجازتها في رواية ورش عن نافع نظرا للموهبة التي اكتشفها فيها. عائشة ابنة ولاية الأغواط، ذات 26 سنة، متحصلة على شهادة ليسانس في علم النفس العيادي، أرادت أن تنمي إمكانياتها وعلمها بأحكام التجويد من خلال المدرسة القرآنية التي فتحتها لبنات منطقتها، الأمر الذي دفع بوالديها وأختها إلى الإلحاح عليها للمشاركة في المسابقات الولائية والوطنية، خاصة برنامج فرسان القرآن الكريم الذي فتح هذه المرة المجال للعنصر النسوي للمشاركة، وهو الأمر الذي لقي اهتماما كبيرا لدى عائلتها، وبالتالي تقول عائشة ''التحقت ببرنامج فرسان القرآن لألبي رغبة والديّ في الحصول على لقب فارسة القرآن الكريم''، وأضافت ابنة الأغواط: ''وحتى وإن لم أتحصل على اللقب إلا أن دخولي مدرسة الفرسان، ووصولي إلى الأطوار النهائية من التصفيات هو حلم حققته، والأكثر من ذلك أنني سأستفيد من الكثير من الأساتذة والمشايخ الذين يؤطرون الطلبة، وبالتالي الرجوع إلى منطقتنا بزاد علمي وافر''· حنان قويدري (بشار) ابنة ولاية بشار، اختيرت كممثلة للولاية في العاصمة، شاركت في مسابقة فرسان القرآن الكريم في طلعتها الثانية صدفة، لم تكن تعلم بأن المجال للمشاركة مفتوح للإناث كذلك، هي من بين حفظة القرآن الكريم، لها موهبة يقر بها الصغير قبل الكبير في الولاية، تشجعت بدافع من أهلها وأساتذتها بالمسجد إلى المشاركة في المسابقة، بدأت قراءة القرآن منذ أن كان عمرها 05 سنوات وختمته في 14 سنة من عمرها، وبحكم حبها للقرآن وتعلقها بكل الأمور التي لها علاقة به، خاصة في ما يتعلق بقراءته وتجويده، اختارت دراسة العلوم الشرعية في الجامعة لتتحصل على شهادة ليسانس في التخصص، نمّت معرفتها وتحكمها في التجويد، لهذا اختيرت وتحصلت على المرتبة الأولى ولائيا وبقيت إلى غاية التصفيات النهائية. لم تتأقلم حنان في البداية مع زملائها بمدرسة فرسان القرآن الكريم نظرا لخصوصية العيش في الصحراء، حسب تفسيرها، لكنها سرعان ما تعوّدت عليهم، أرادت حنان أن تحقق حلم والديها وعائلتها وتشرّف منطقتها بتقلدها لقب فارسة القرآن· مصطفى بومدل (وهران) صاحب المرتبة الخامسة عالميا في تجويد وقراءة القرآن الكريم بمشاركته في المسابقة الدولية التي نظمتها المملكة العربية السعودية لقراءة وتجويد القرآن، احتل أيضا مراتب أولى في عدة مسابقات ولائية، بعد أن تعلم القرآن وعمره 09 سنوات وختمه وعمره لا يتجاوز ال 15 سنة، خاصة وأن معظم أفراد عائلته من حفظة القرآن، الأمر الذي ساعده على حفظ وتنمية الموهبة التي تم اكتشافها مبكرا من طرف أهله وشيوخ منطقته، تعلم أيضا أحكام التجويد تزامنا مع حفظ القرآن، ونمى معرفته بالأحكام بدراسته الجامعية في كلية العلوم الإسلامية. مشاركته في مسابقة فرسان القرآن تعتبر الأولى، فبعد أن اشتهرت هذه المسابقة شجعه أصدقائه وأهله للمشاركة فيها، لعلمهم بموهبته الكبيرة في التجويد. يحلم مصطفى بنيل لقب فارس القرآن لتحقيق حلم أهم شخص في حياته، وهي والدته التي كانت دائما وراءه من أجل حفظ القرآن وكذا من المشاركة في المسابقة· رابحي محمد (بوسعادة) كان قد تحصل على المرتبة الرابعة خلال الطبعة الأولى من برنامج فرسان القرآن الكريم العام الماضي، هذا الأمر لم يثن من عزيمته والمشاركة مرة أخرى، عله هذه المرة يكون الفارس الأول، رغم أن عائلته لم توفر له المحيط المناسب للدراسة، قال ''والدي لم يقرآ القرآن بحكم كبر سنهما وهما أصلا لا يعرفان القراءة، إلا أن هذا الأمر لا يمنعني من دراسة القرآن''، حيث تعلم القرآن وختمه في سن 15 سنة، ابن 26 ربيعا، متحصل على شهادة ليسانس في علم النفس التربوي، ونظرا لموهبته الكبيرة في تجويد القرآن، كان يشارك في عدة مسابقات دولية وولائية ووطنية، حيث شارك في المسابقة الدولية لتجويد القرآن بليبيا التي شاركت فيها 65 دولة، وكان من بين الأوائل في التصفيات. أراد محمد في مسابقة فرسان القرآن الكريم تحقيق حلمه الذي ضاع منه العام الماضي، وكله عزيمة أن لا يتكرر سيناريو الطبعة السابقة، ويكون هو فارس القرآن· فاروق قرورو (بسكرة) هو أصغر المتنافسين في الطبعة الثانية لمسابقة فرسان القرآن، سنه 18 سنة، ابن بسكرة، كان حلمه المشاركة في الطبعة الماضية، إلا أنه لم يحضر جيدا للمشاركة واجتياز كل مراحل التصفيات، حيث لم يكمل حفظ القرآن، لأنه مازال طالبا في زاوية بولاية غليزان، تعلّم أحكام التجويد والقراءة على يد شيوخ الزاوية، شجعه والداه وعائلته وكذا شيوخ المنطقة للمشاركة في برنامج فرسان القرآن الكريم، بعد أن شارك في مسابقة ولائية بولاية بسكرة احتل بها المرتبة الثانية، كان حلمه تشريف المنطقة، وأن يكون فارس القرآن الكريم تلبية لرغبة والديه· أسئلة إلى: فريد بن حمادة (مديرة مدرسة فرسان القرآن الكريم) ما الذي ميز الطبعة الثانية من مسابقة فرسان القرآن الكريم عن الطبعة السابقة، وما هو الجديد فيها؟ أولا هذه الطبعة من برنامج فرسان القرآن الكريم تتميز بمشاركة 24 طالبا، منهم 12 طالبة، حيث فتحت إدارة البرنامج تحت إشراف مؤسسة التلفزيون الجزائري، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، المجال إلى كلا الجنسين للتسابق والمنافسة على لقب فارس وفارسة القرآن الكريم، وكذلك التنافس من أجل أحسن مرتبة ثالثة، هؤلاء الطلبة الذين وصلوا إلى التصفيات النهائية الوطنية التي جاءت بعد التصفيات الولائية التي جابتها أربع قوافل عبر 48 ولاية خلال شهر كامل، كانت انطلاقتها في شهر أفريل الماضي. أما عملية انتقاء الأول والأولى على مستوى كل ولاية كانت في منتصف شهر جويلية، ليتم في الأخير انتقاء 24 طالبا وطالبة، هؤلاء سينشطون البريمات المؤهلة للدور النهائي، وسيبقون في المدرسة لمدة تفوق 35 يوما· ما هو البرنامج المسطر للطلبة المترشحين خلال هذه الطبعة؟ يتلقى الطلبة 24 خلال التصفيات النهائية برنامجا تكوينيا مكثفا، تتمثل في دروس وتطبيقات تدوم كل واحدة ساعة ونصف، يقدم هذه الدروس مجموعة من الأساتذة كهارون بريك، عماد بن عامر، عبد الكريم حمادوش··· وغيرهم من الأساتذة يقدمون دروسا في أحكام التجويد وآداب حملة القرآن الكريم··· إضافة إلى العديد من المحاضرات التي يتلقونها بمكان التربص الذي حدد بدار الإمام بالمحمدية، كما برمجت في مقر إقامة الطلبة بفندق الهناء ببلفور بالحراش، العديد من الحلقات ينظمها مشايخ معروفين كل سهرة من السهرات· كل برايم يتم اختيار طالب وطالب ناجحين، والستة الآخرين هل يغادرون المدرسة مباشرة؟ كما هي العادة في برنامج المسابقة يتم اختيار كل أسبوع أربعة طلبة من كلا الجنسين، يتنافسون من أجل بقاء واحد ويكون فائزا في ذلك البرايم. أما الطلبة الآخرين، فإدارة المدرسة قررت أن تبقيهم في المدرسة للاستفادة من الدروس المقدمة، لكنهم لا يحق لهم المشاركة في الامتحانات التصفوية كل أسبوع والمشاركة في البرايم، ليتم في الأخير الوصول إلى التصفيات النهائية في ليلة القدر في 27 من شهر رمضان لاختيار فارس وفارسة القرآن الكريم، وأحسن مرتبة ثالثة· ما هي الجائزة التي قررت مدرسة فرسان القرآن الكريم تقديمها لفارس وفارسة القرآن الكريم؟ جائزة فارس وفارسة القرآن الكريم لم يتم الإفصاح عنها، وهي من خصوصيات المدرسة، لكن الأكيد أن هناك تحفيزات مالية معتبرة وعدت بها إدارة المدرسة الطلبة، إضافة إلى هدايا أخرى ستقدم لهم، لكن المهم الآن هو أن الطلبة يتلقون تكوينا وتربصا جيدا حول التجويد وقراءة القرآن، إضافة إلى ذلك فإن إدارة المدرسة سخرت إمكانيات مادية وبشرية معتبرة من أجل إنجاح هذه الطبعة، حيث أنها اختارت مقر إقامة للطلبة في فندق الهناء الذي سطر برنامجا خاصا يتلاءم وبرنامج المدرسة، أما بالنسبة للطلبة فهم يتمتعون بظروف إقامة جد مريحة إضافة إلى تخصيص برنامج دراسي وترفيهي لهم، حيث أن هناك أوقاتا للدراسة التي تدوم طيلة أيام الأسبوع، وبيوم قبل البرايم يتم الترفيه عن الطلبة لإزالة الضغط عليهم، إضافة إلى استفادتهم من جولات وزيارات لمختلف المناطق بالعاصمة، وكذا أخذ الطالبات للتسوّق جماعة. أما عن صلاة التراويح والجمعة، ففي كل مرة يتم اختيار مسجد للصلاة فيه·