أصوات تحرك القلب والوجدان، مزامير من مزمار داوود عليه السلام، الذي كان الطير مسبحا معه، حتى الجبال بقدرة العلي سبحت معه، حناجر تصدح، شفاه تتغنى، جماهير بالآلاف تستمتع عبر الشاشات التلفزيونية ببث مباشر على قناة القرآن الكريم، ومسجل على باقي القنوات. حيث تشد أنظار الجزائريين مساء كل جمعة، إلى مختلف برايمات "فرسان القرآن" في طبعته الثالثة، حيث يشاهد الجزائريون لأول مرة فارسات يتبارين، وفرسانا يتبارون على لقب فارس القرآن، فطبعة هذا العام مميزة عن باقي الطبعات كونها تحمل بصمات قناة القرآن الكريم المنتج الرسمي للحصة، بلباس جزائري موحد، وقد استطاع البرنامج خلال السنتين الفارطتين أن يحصد نسبة مشاهدة عربية كبيرة جدا فاقت كل التصورات، وقد حمل البرنامج في طبعته الثالثة العديد من المفاجآت السارة والجديدة التي سيشاهدها الجمهور في التلفزيون الجزائري، سواء من خلال التسجيلات اليومية للفرسان والفارسات على مختلف قنوات التلفزيون الجزائري، أو من خلال التصفيات النهائية التي تتم عبر البرايمات الأربعة التي تدور أطوارها في باحة قصر المعارض الدولي"سافكس"، خلافا للسنوات الفارطة أين كانت تجري الفعاليات في باحة قصر الثقافة مفدي زكريا، بديكور مميز ينم عن أصالة وتاريخ الشعب الجزائري. أهداف البرنامج قال الدكتور محمد الشيخ رئيس لجنة التحكيم أنه من بين الأهداف المسطرة للبرنامج إبراز قيمة صاحب القرآن كمحتفل به في تاريخنا، وكذا تعليم مبادئ القرآن الصحيحة للقرآن الكريم وتعميمها مع التحفيز وشحذ الهمم عند الناشئة خصوصا، والمشاهدين عموما لحفظ القرآن وتجويده، بالإضافة إلى إبراز ماتحفل به جزائرنا الحبيبة من قراء وحفظة للقرآن الكريم واهتمام أسرنا بذلك. مميزات تطبع البرنامج لهذا العام الطبعة تتميز بمشاركة 24 طالبا، منهم 12 طالبة، حيث فتحت إدارة البرنامج تحت إشراف مؤسسة التلفزيون الجزائري، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، المجال إلى كلا الجنسين للتسابق والمنافسة على لقب فارس وفارسة القرآن الكريم، وكذلك التنافس من أجل أحسن مرتبة ثالثة، هؤلاء الطلبة الذين وصلوا إلى التصفيات النهائية الوطنية التي جاءت بعد التصفيات الولائية التي جابتها أربع قوافل عبر 48 ولاية خلال شهر كامل، كانت انطلاقتها في شهر أفريل الماضي، أما عملية انتقاء الأول والأولي على مستوى كل ولاية كانت في منتصف شهر جويلية، ليتم في الأخير انتقاء 24 طالبا وطالبة، هؤلاء سينشطون البريمات المؤهلة للدور النهائي، وسيبقون في المدرسة لمدة تفوق 35 يوما، يتم اختيار كل أسبوع أربعة طلبة من كلا الجنسين، يتنافسون من أجل بقاء واحد ويكون فائزا في ذلك البرايم، يتلقى الطلبة 24 خلال التصفيات النهائية برنامجا تكوينيا مكثفا، تتمثل في دروس وتطبيقات تدوم كل واحدة ساعة ونصف، يقدم هذه الدروس مجموعة من الأساتذة كهارون بريك، عماد بن عامر، عبد الكريم حماد وش... وغيرهم من الأساتذة يقدمون دروسا في أحكام التجويد وآداب حملة القرآن الكريم. "البرايم "الثاني يؤهل كلا من منيرة رويبي، صالح الدين بوديلمي من المسيلة أسفرت تصفيات الدور الأول من نهائيات مسابقة "فرسان القرآن" في طبعتها الثالثة، عن تاهيل كلا من صالح الدين بوديلمي من المسيلة، منيرة رويبي من المسيلة، إلى التصفيات المقبلة، وعن إقصاء كل من إقصاء كل من المترشحين الثلاثة حمزة تاكرلي من العاصمة، ناصر الدين كتاب من أدرار، محمد رابحي المسيلة، في صنف الذكور، إضافة إلى شهرة بن عزيزة من سوق أهراس، سعاد قويدر ميلة، من الفي صنف الإناث، وحضر البرايم الثاني الذي نظم سهرة أمس، بقصر المعارض "سافكس"، وأشرف على افتتاحه مدير قناة القرآن الكريم المنتجة للبرنامج "محمد عوادي" كل من وزير الاتصال ووزير الشؤون الدينية والأوقاف، إضافة إلى وزير الدولة، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم، ووزير النقل عمار تو، ووزير العمل الطيب لوح، ووزير التجارة بن بادة والعديد من النواب بالمجلس الشعبي الوطني محمد بوعزارة، الدكتور صالح دجال، وبعض السفراء، وأيضا ثلة من المشايخ، والأساتذة والدعاة، وكان الشيخ العلامة الدكتور محمد الشريف قاهر، ضيف شرف ثاني برايمات البرنامج، وشخصيات دينية وفكرية ثقافية إضافة إلى عائلات المتنافسين ومواطنين، كما نشط الحفل الصحي المتعاون مع قناة القرآن الكريم الغمام الأستاذ "بلال جعفر" خريج جامعة الأمير عبد القادر، وتخللتها أناشيد لفرقة أشواق وتدخل الدكتور محمد الشريف قاهر عضوالمجلس الإسلامي الأعلى وأستاذ بالمعهد العالي للقضاء وأحد الطلبة الذين تتلمذوا على يد الشيخ العلامة الطاهر آيت علجت بالزاوية العيدلية تمقرة التي شغل بها العديد من المناصب بعد إتمامه لحفظ كتاب الله وإلمامه ببعض علوم العربية.. حيث أثنى على البرنامج وعلى المتنافسين الذين أدوا أداء رائعا وأصواتا شنفت الآذان، وجعلت لجنة التحكيم المكونة من أ.عبد الهادي لعقاب، أ.سمير جاب الله، د.يوسف سلطاني، ود.عبد الحليم قابة وترأسها د.محمد الشيخ الإطار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف. كما تطعم الحفل باستضافة صاحب الصوت الشجي الذي أبهر الجمهور، ابن مدينة عاصمة الزيانيين تلمسان، "عبد المجيد بن عيسى" الذي أنشد "صلوعلى الحبيب محمد" . ومهد العلامة الشيخ الدكتور "محمد الشريف قاهر" لنهاية السهرة بدعاء رفعت له أيادي الحضور، ليُختتم الحفل على وقع بدايته، بتلاوة قرآنية أعادت فارس قرآن الطبعة الماضية "إلياس شهرة" إلى كرسي المرشحين لخلافته في اللقب. ارتكازات التحكيم وتجدر الإشارة إلى أنّ التحكيم يرتكز على نقطتين، هما أحكام التجويد بشقيها: تطبيق أحكام التجويد والأداء العام، والنقطة الثانية هي الأداء الصوتي من خلال الزخارف الصوتية والقراءة بعذوبة، والمقامات وتصوير معاني القرآن ومراعاة التنفس الصحيح لتدارك الوقف السليم وغيرها، كما أنّ الطلبة الذين غادروا مقاعد المسابقة لن يغادروا مقاعد المدرسة وسيظلون ضمن عائلة "فرسان القرآن" المستفيدة من التكوين بدار الإمام بالمحمدية، إلى غاية انتهاء البرنامج. البرنامج ماهوإلا حلقة من حلقة المسابقات الوطنية والدولية قال محند إيدير مشنان، المدير الفرعي للتعليم القرآني في وزارة الشؤون الدينية، المشرف على المسابقات الوطنية والدولية لحفظ وتجويد القرآن الكريم التي تنظمها الوزارة، قال إن برنامج فرسان القرآن ما هوإلا حلقة مميزة من حلقات المسابقات الوطنية والدولية التي دأبت الجزائر على تنظيمها منذ أمد بعيد، مشيرا إلى أن برنامجا ناجحا كهذا، ما هوإلا تتويج لعمل جبار تقوم به الكتاتيب والزاويا والمدارس القرآنية في الميدان، بدليل العدد الكبير من المشاركين في التصفيات والذي قارب العشرين ألف مشارك. وأضاف مشنان بأن الجزائر خطت خطوات كبيرة في هذا المجال، حيث أصبحت تمد المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم بنخبة من المحكمين والحفاظ. أصوات تصدح بالذكر الحكيم.. منيرة روبيبي "المسيلة" منحدرة من ولاية المسيلة، ذات 25 ربيعا، أتمت حفظ القرآن وختمه في سن ال 15 سنة، تحمل شهادة ليسانس في البيولوجيا، محيطها العائلي يساعدها على قراءة القرآن بحكم أن والدها من بين حفظة القرآن، وبالتالي فقد خطت منيرة خطى والدها، أرادت أن تلبي رغبة جامحة لدى والديها وهي حفظ وتجويد القرآن، خاصة وأن لها صوت رائع شهد بذلك لها كل الأهل وأهم مشايخ المنطقة التي تنتمي إليها. رابحي محمد "بوسعادة" كان قد تحصل على المرتبة الرابعة خلال الطبعة الأولى من برنامج فرسان القرآن الكريم العام الماضي، هذا الأمر لم يثن من عزيمته والمشاركة مرة أخرى، عله هذه المرة يكون الفارس الأول، رغم أن عائلته لم توفر له المحيط المناسب للدراسة، قال ''والدي لم يقرآ القرآن بحكم كبر سنهما وهما أصلا لا يعرفان القراءة، إلا أن هذا الأمر لا يمنعني من دراسة القرآن''، حيث تعلم القرآن وختمه في سن 15 سنة، ابن 26 ربيعا، متحصل على شهادة ليسانس في علم النفس التربوي، ونظرا لموهبته الكبيرة في تجويد القرآن، كان يشارك في عدة مسابقات دولية وولائية ووطنية. ..وأخريات، وآخرون فيما لم يفصح عن الجائزة جائزة فارس وفارسة القرآن الكريم لم يتم الإفصاح عنها، وهي من خصوصيات المدرسة، لكن الأكيد أن هناك تحفيزات مالية معتبرة وعدت بها إدارة المدرسة الطلبة، إضافة إلى هدايا أخرى ستقدم لهم، لكن المهم الآن هوأن الطلبة يتلقون تكوينا وتربصا جيدا حول التجويد وقراءة القرآن، إضافة إلى ذلك فإن إدارة المدرسة سخرت إمكانيات مادية وبشرية معتبرة من أجل إنجاح هذه الطبعة، حيث أنها اختارت مقر إقامة للطلبة في فندق الهناء الذي سطر برنامجا خاصا يتلاءم وبرنامج المدرسة، أما بالنسبة للطلبة فهم يتمتعون بظروف إقامة جد مريحة إضافة إلى تخصيص برنامج دراسي وترفيهي لهم، حيث أن هناك أوقات للدراسة التي تدوم طيلة أيام الأسبوع، وبيوم قبل البرايم يتم الترفيه عن الطلبة لإزالة الضغط عليهم، إضافة إلى استفادتهم من جولات وزيارات لمختلف المناطق بالعاصمة، وكذا أخذ الطالبات للتسوّق جماعة، أما عن صلاة التراويح والجمعة، ففي كل مرة يتم اختيار مسجد للصلاة فيه.