أسدل، أمس، الستار على السهرات الرمضانية التي نظمتها جريدة ''الجزائر نيوز'' من خلال برنامجها الثقافي المكثف والمتنوع ''ألف نيوز ونيوز'' الذي احتضنته مكتبة ''سقراط نيوز'' طيلة الشهر الكريم··اختتمت أنغام فرقة راينا راي، أول أمس، برنامج ألف نيوز ونيوز في جو حميمي حضره الكثير من أصدقاء الجريدة وقرائها، يأتي على رأسهم الوزيران السابقان الأمين بشيشي ومحمد عبو وثلة من الكتاب والمثقفين والإعلاميين أمثال أمين الزاوي، حميد قرين، ربيعة جلطي، الإعلامي ورئيس بلدية سيدي أمحمد مختار بوروينة، المخرجة ياسمينة شويخ، الفنان التشكيلي أرزقي العربي·· وغيرها من الأسماء التي رافقت البرنامج منذ بدايته، تتقدمها مجموعة من الجامعيين. وفي كلمته التي ألقاها بالمناسبة، أكد المنادجير العام لجريدة ''الجزائر نيوز'' الذي شكر كل من تقاسم مع الجريدة هذا الحلم ورافقها في هذه المغامرة الثقافية كما وصفها، أكد على الصمود في هذا الخيار الفكري الثقافي والجواري أولا، ووعد بالمزيد لاحقا بالعمل على تطويره، لأن هذا الخيار مبني على تراكمات فكرية فنية وثقافية تجعل من هذه المساحة التي تحولت في البداية من ''قراج'' مستودع إلى مكتبة، وها هي في عامها الثاني وفي طبعتها الرمضانية الخاصة تفتح أبوابها مجددا للكثير من الوجوه الفكرية الجزائرية داخل وخارج الوطن، وبذلك تصل فعلا إلى هدفها المنشود بأن تتحول إلى بيت لكل المثقفين وإلى حلقة وصل حقيقية بين المبدعين والمتعطشين إلى سماعهم والتواصل معهم. وطالب أغلب الحضور الذين تابعوا البرنامج هذه السنة بضرورة استمرار النشاطات طوال العام بنفس الوتيرة، وذلك بالنظر إلى التنوع والثراء الذي ميز الطبعة الثانية من برنامج ألف نيوز ونيوز، حيث تطرق هذا العام إلى الكثير من القضايا الاجتماعية، الفنية، الفكرية، والسياسية ذات البعد الوطني وكذا الدولي من خلال قرابة العشرين سهرة، استهلت بتكريم خاص للسوسيولوجي محمد بوخبزة بحضور عائلته وعدد كبير من الأسرة الجامعية، في حين طبع التنوع الحلقات الباقية التي وقعها عدد كبير من النخبة الجزائرية على غرار الأنثروبولوجي المقيم بفرنسا مالك شبل في محاضرة حول ''الإسلام والحداثة''، الجامعيين عبد المجيد مرداسي ودحو جربال في نقاش بمناسبة 20 أوت حول موضوع ''مسألة الكتابة التاريخية''، المفكر وعالم الاجتماع المتميز علي الكنز في موضوع حول ''المثقفون، الإسلام، ومسألة اللغات''، لقاء مع سمو سفير المملكة العربية السعودية سامي عبد الله حول ''تجربة المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب''، لقاء مع رئيس الحكومة السابق الدكتور أحمد بن بيتور والجامعي أحمد شنيقي حول موضوع ''الأزمة والنخبة''، وإلى جانب هذه اللقاءات الفكرية كانت هناك سهرات أدبية وفنية مميزة التقى فيها المبدعون مباشرة بجمهورهم. هذا البرنامج المتنوع كانت نهايته مسك، أول أمس، على الأنغام الأصيلة والجنونية التي بعثت نفسا مختلفا في روح الشباب الذي حضر اختتام برنامج ألف نيوز ونيوز مع نجم الراي المتميز لطفي رفقة الفرقة الأصيلة ''راينا راي'' التي جعلت من السهرة عنوانا كبيرا لا ينسى بسهولة أنغام القيثارة، القرقابو، الدربوكة والسكسوفون وكلمات الأغنية التي رددها الحضور بطريقة جنونية لأغنية سجلت بذهب في مسار الراي الجزائري ''يا الزينة ديري لاتاي وطيل الطايلة''، ومجموعة من الأغنيات التراثية التي قدمها لطفي ومجموعته وهو يقول لأصدقاء الجزائر نيوز وقرائها كل عام وأنتم بخير وإلى اللقاء إلى ألف نيوز ونيوز في طبعة جديدة. زهور شنوف لطفي عطار ل ''الجزائر نيوز: سنفاجئ الجمهور بألبوم مع بداية السنة المقبلة حاوره: محمد الهادي بن حملة راينا راي تشارك للسنة الثانية على التوالي سهرات ''الجزائر نيوز''، ماذا يمكن أن تقول؟ قبل كل شيء أود أن أقدم شكري الحار ل ''احميدة عياشي'' الذي يقدر كثيرا الفن الأصيل، ويتضح ذلك من خلال كل اللقاءات التي تقوم بها ''الجزائر نيوز''، حيث كانت لنا فسحة للمرة الثانية على التوالي، ما لاحظناه مقارنة بالسنة الفارطة أن سهرات ''الجزائر نيوز'' عرفت تطورا كبيرا، حيث أخذت في التوسع خاصة أنها شملت العديد من الميادين· عرفت الفرقة غيابا عن الساحة الفنية في السنة الأخيرة، ما سبب ذلك؟ نحن لم نكن غائبين بل تم تغييبنا، ورغم شيوع ذلك، فالسبب يعود إلى وزارة الثقافة، إضافة إلى غياب الإعلام الذي لا يتواصل معنا لأنه حلقة الوصل بيننا وبين الجمهور للاطلاع على آخر مستجدات الفرقة، ونشاطنا دائم ومستمر ومن الطبيعي أن يشهد بعض فترات التوقف لأسباب عدة. تكلمتم عن التغييب، نفهم من ذلك أنه تم إقصاؤكم؟ لقد تم تغييبنا من جل المهرجانات الوطنية بدءا من تيمقاد وجميلة إضافة إلى ليالي الكازيف، رغم أن الموسيقى التي نقدمها تنبع من أصالة الموروث الثقافي الجزائري، لكن نحن لم نستلم أي دعوة، ولم أفهم سبب ذلك. لاحظنا أن فرقة راينا راي لم تصدر ألبومات جديدة؟ نحن بصدد التحضير لذلك، فالألبوم كما تعرف يحتاج إلى الكثير من التحضيرات، إلى جانب هذا يتطلب الكثير من الإمكانيات، غير أنني أحب العمل في هدوء، وأن الأغاني التي أقدمها أسعى إلى أن تكون على قدر كبير من التميز، كما اعتادت دائما فرقة راينا راي على تقديمه لجمهورها الوفي، كما أننا لا ننتج أي شيء ونطرحه في السوق الجزائرية· إذن أنتم بصدد التحضير لألبوم جديد؟ بصراحة أنا بصدد التحضير لألبوم منذ مدة وحتى الآن وضعت اللمسات الأخيرة على ثماني أغاني مميزة سأفاجئ جمهورنا بها، كما أؤكد أنها لن تنزل عما قدمته فرقة راينا راين منذ تأسيسها في سنوات الثمانينيات، كما أنها ستتضمن نوعا موسيقيا جديدا يأتي في 21 أغنية وأتمنى من خلالها أن تصل إلى العالمية، ويمكن في هذا الصدد أن أذكر لك بعض الأغاني مثل ''مقطع علوي'' و''المرسول'' وأخرى تكتشفونها بداية السنة المقبلة كأبعد تقدير· قالوا: ربيعة جلطي شاعرة وروائية أشد على يد أحميدة العياشي العقل المدبر لهذه الجلسات الجميلة، وعلى يد كل عمال جريدة ''الجزائر نيوز'' الذين تشعر أنهم يقومون بالعمل ليس على أنه فعل إعلامي بحت وإنما يقومون به بمتعة كأنه جزء من واجب، ويتمتعون بوجود مثقفين، أدباء، شعراء، مفكرين·· معهم، الحلم الذي أحضنه وأتمنى أن تتواصل هذه الجلسات في الأيام العادية وبنفس هذا الإيقاع المتميز، أحلم أن يلقى هذا الفضاء دعما حقيقيا وأن تكون هناك مساعدات لشد العمود الفقري لهذه المبادرة التي تخرجنا من العدم الثقافي، أتمنى ألا يقف أي جدار في وجه هذه المبادرة لأننا بتنا نخاف أن يقتل كل شيء جميل في الجزائر. مختار بوروينة إعلامي ورئيس بلدية سيدي أمحمد بداية أريد أن أبدي كبير تقدير إلى الجزائر نيوز، وأيضا أسفي عن عدم قدرتي لحضور كل برنامج رمضان ألف نيوز ونيوز، لكن أريد أن أشيد بروح التنوع التي تضمنها البرنامج، والعمل الذي يبذله الطاقم لتحريك الفعل الثقافي، وأيضا روح الإنفاق من أجل الثقافة التي ميزت مؤسسة الجزائر نيوز. في الطبعة الثانية من برنامج ألف نيوز ونيوز استطاعت الجريدة في حي جواري إثارة قضايا مهمة ذات أبعاد وطنية ودولية وحركت بجدارة الحي وبعثت فيه الحياة وهذا ما نحن بحاجة إليه فعلا. فيصل مطاوي إعلامي مهتم بالثقافة حقيقة إن الإقبال الكبير على النشاطات التي قدمت خلال الطبعة الثانية من برنامج ألف نيوز ونيوز يعبر عن تعطش الجمهور لهذه الأمور، تمنيت لو أن كل الجرائد تحذو حذو ''الجزائر نيوز'' وتفتح فضاءات للنقاش الثقافي، الفكري، الاجتماعي··· ولذلك يجب أن تشجع هذه المبادرة وتدخل في التقاليد الرمضانية وحتى خارج شهر رمضان. الجزائري لديه إمكانيات أتساءل لماذا بدل أن تصرف في حملات ليس لها أي معنى، لماذا لا تصرف لصالح الفن والفكر والثقافة لتنشيط السينما مثلا لخلق فضاءات فنية··؟ نحن بحاجة فعلا إلى هذه المساحات، ولذلك أقول لو كانت كل جريدة تخصص بعض النفقات لصالح هذه النشاطات مثلما فعلت ''الجزائر نيوز'' لأصبحت فرصنا للنقاش والفن والفكر·· أكبر. يمينة شويخ مخرجة أنا حزينة لانتهاء برنامج ألف نيوز ونيوز، لقد جمع هذا الفضاء المثقفين والمبدعين والجمهور طوال شهر رمضان في جو حميمي مميز، كانت اللقاءات رائعة فبدل أن نذهب إلى المقاهي والمطاعم وتعود أذهاننا جافة سمحت لنا جريدة ''الجزائر نيوز'' من خلال مكتبتها بالنقاش والإثراء الفكري، والحقيقية ما فاجأني هنا هو الجمهور، هذا الجمهور الذي لم نتمكن من لقائه حتى في قاعات السينما، جمهور شاب منفتح واعٍ ومنفتح على مختلف الثقافات، وهذا ما انعكس خلال الحضور الكثيف في السهرات التي كانت برامجها منوعة ومختلفة، ولهذا فإننا نطالب الجزائر نيوز أن تستمر في عطائها هذا وتواصل اللقاءات بعد شهر رمضان. جمعتها: