إستضاف، الفضاء الثقافي الإعلامي لمكتبة جريدة ''الجزائر نيوز''، يوم الخميس الماضي، الفرقة الموسيقية المتميزة ''دبزة''، وذلك في إطار برنامجها الثقافي ''ألف نيوز ونيوز'' لشهري أكتوبر ونوفمبر من السنة الجارية· مرزوق، رشيد، مراد.. وغيرهم، إجتمعوا، هذه المرة، مع المثقفين والأصدقاء في الفضاء الحر ''ألف نيوز ونيوز'' للإعلان عن مولودهم الموسيقي الجديد الذي يواصلون، من خلاله، التعبير عن التزامهم بالحديث عن الظروف الاجتماعية والإقتصادية والسياسية التي يعاني منها المواطن البسيط في يومياته. الألبوم، الذي سيصدر قريبا عن شركة ''أزيم برو''، إختارت له الفرقة عنوان ''أشكون فينا المسؤول؟ الحيط ولا المحيط ولا الإنسان البسيط''، وهو نفس العنوان الذي تحمله واحدة من الأغنيات التسعة التي سيتضمنها الألبوم الذي يعرف الرتوشات الأخيرة، بعد أن تم تأجيل إطلاقه أياما قليلة لأسباب تقنية، حيث كان من المقرر أن ينزل الأسواق في الذكرى العشرين لوفاة الكاتب والمسرحي الثائر كاتب ياسين، الذي يعد الأب الروحي للفرقة التي ولدت من رحم الثورة الاجتماعية، عام 1975 في الوسط الجامعي من قبل مجموعة من طلبة العلوم الإقتصادية واللغات الأجنبية نتيجة لانسداد الحوار بين الطلبة وإدارة الجامعة، وهي الفترة التي عرفت بداية الإنفتاح السياسي والاجتماعي، واصطدام المثقف بالسلطة، واختارت فرقة ''دبزة'' المواصلة على نفس الخط النضالي، وهو ما تعكسه عناوين الألبوم الجديد الذي يسلط الضوء على عدة قضايا هامة في المجتمع كأغنية ''المدرسة''، ''أكتوبر''، ''الخبزة'' ''غدوة''·· وغيرها من الأعمال التي لم يبخل بها أعضاء الفرقة عن الحضور خلال اللقاء الحميم الذي تخللته مقاطع موسيقية رائعة، وعروض تلقائية لبعض الأعضاء، ودردشة حميمية بين بعض الأصدقاء الذين ضيعتهم المسافات منذ سنوات طويلة وجمعهم فضاء ''ألف نيوز ونيوز'' مجددا، الذي كان متنفسا لهم بعد غياب طويل، كما أكد ذلك بعض الحاضرين من أعضاء الفرقة، وقد أبدى الجمهور الحاضر، الذي كان قويا، تجاوبا كبيرا مع الفرقة. كلمة أعضاء الفرقة مرزوق (قائد الفرقة) منذ سنة 1975 ونحن نناضل من أجل الكلمة الحرة والديمقراطية في الجزائر، تعرضنا لعدة استفزازات ومضايقات من السلطة في الثمانينيات وصلت إلى حد السجن سنة 1981 بتهمة إثارة الفوضى وأعمال الشغب، لكن لم يزدنا ذلك إلا صمودا وقوة ما دام صوتنا مسموعا والجمهور ملتف حولنا· طالبي رشيد فرقة ''دبزة'' تهتم كثيرا بالجزائر والجزائريين، تحاول أن تعطي وجهة نظر لواقع المجتمع الحقيقي وتهدف إلى الإرتقاء بالثقافة والفن من خلال الأغنية الملتزمة والكلمة الحرة، فمجال الغناء الحالي لا يستجيب لمتطلبات وانشغالات الشعب، ونحن نحاول أن نقدم البديل· مراد بولشرابي ''دبزة'' هي شعار الصراع الدائم لإثباث الذات ونصرة الكلمة الحرة عن طريق الأغنية الملتزمة، كنا نتكلم عن مشاكل الناس، إنطلاقا من الحصص الهزيلة التي كان يبثها التلفزيون الجزائري في الثمانينيات كمجلة المرأة، الأرض والفلاح، الفن السابع، ألحان وشباب التي كانت تمارس نوعا من الإقصاء والتهميش في حق مواهب حقيقية، كنا ننتقدها بطريقتنا ورؤيتنا الخاصة، والحمد لله، كان لنا دعم كبير من الجمهور، وهو سر استمرارنا إلى غاية اليوم· عزيوز شرف كبير أن نلتقي بعد أكثر من عشرين سنة في هذا الفضاء الثقافي الرائع والحر ''ألف نيوز ونيوز''، لنعبر من جديد عن أفكارنا التي لم تتغير ولم تزحزحها التطورات والتقلبات الاجتماعية والسياسية، ففرقة ''دبزة'' هي بحق صوت الجزائر بدون عقد، أعضاؤها يؤمنون بهذا البلد، وبهذا الشعب المكافح، ويؤدون واجبهم النضالي بصدق، ''دبزة'' هي دعوة مفتوحة للمواجهة والتحدي·