الإنتصار على سوء الخلق: رمضان مدرسة الأخلاق الفاضلة كذلك، فيه يتعلم الصائم ويتدرب ويمارس كل أنواع الخلق الحسن، التي رغب فيها الإسلام وحث عليها، وقد يجد بعض الممارسات والأفعال من الناس لتختبر فيه مدى تمسكه بحسن الخلق، سواء مع جيرانه أو أهل بيته أو زملائه في العمل أو معامليه في الأسواق، لذلك كان الحديث: ''الصيام جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب -وفي رواية: ولا يجهل- فإن امرؤ سابه أو قاتله فليقل: إني صائم، مرتين'' (متفق عليه عن أبي هريرة)، كدلالة على أن سوء الخلق يمحق بركات الصيام، وأنه أي الصيام مافرض إلا ليتدرب فيه الصائم عمليا على حسن الخلق، وذلك لما له من عاقبة حميدة، تقربه من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وهو والله العز والشرف، كما أنه يثقل ميزانه عند الحساب وهو عين النجاة، كما جاء في الحديث: ''إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً'' (رواه أحمد والترمذي وابن حبان)· وقال أيضا: ''ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء'' ( رواه الترمذي)· لذلك فإن الإنتصار على السيء من الأخلاق، وعلى العادات السيئة كذلك التي يكون العبد قد تعودها قبل رمضان من الغايات العظمى التي ينبغي أن يجعلها المؤمن على سلم أولوياته في هذا الشهر· 10) الإنتصار على التآكل والهزال الروحي: إن هموم الحياة ومشاغلها وضغوطها، تنحت من الجانب الروحي والإيماني للمؤمن، فإن لم يتعهدها دائما بالتجديد والتزود فإنه الهلاك بعينه، فتأتي نفحات رمضان وفيوضاته الروحية، ليستدرك بها وفيها مانقص من إيمانه، وما تآكل وهزل وجف من روحه، فيجدد التوبة والأوبة والرجوع إلى مولاه، ويكثر من الاستغفار والتذلل والإنكسار والإنابة إليه، ويتصالح مع الصلاة والقرآن والأذكار، ويكثر من الصدقة والإنفاق في سبيل الله، فما يمر عليه الشهر إلا وهو ممتلئ روحيا يقظ إيمانيا، ويجد نفسه وقد ردت إليه روحه التي كاد أن يفقدها في زحمة المغريات والشهوات والجواذب والصوارف، وتخلص من تآكلها وهزالها وجفافها، بعد أن كانت قاحطة جدباء، وأنها قد أشرقت بنور ربها، بعد أن أظلمت وأدلهمت بكثرة الذنوب والمعاصي والآثام والتقصير في جنب الله عز وجل، فيخرج من محطة الصيام وهو أقوى إيمانا وأرق فؤادا وأنور قلبا وأهنأ بالا وأكثر إطمئنانا وأشف روحا وأشد عزما وأصلب عودا وأوفر سكينة وأعظم زادا، فما عليه إلا أن يواصل الترقي الروحي ويحافظ على كل ذلك لينتفع بها بعد رمضان· فالحذر كل الحذر أن يخرج عليك رمضان أخي المؤمن وأنت تراوح مكانك روحيا، فلا أنت تخلصت من جفافها وتآكلها، ولا أنت استطعت أن تتفوق في عمليتي التخلية والتحلية، فإن كان وهو ما لا نتمناه لك فأعلم بأنك قد إنهزمت في معركة الروح، وأنك حرمت بركات الشهر وفضائله· فهذه عشارية من الانتصارات ينبغي على العبد المؤمن الصائم أن يحققها، وأن تكون برنامجه العملي في رمضان، حتى يحكم له بأنه قد كتب في عداد الفائزين والناجحين والحاصلين على الجوائز، وأنه قد قدم الدلائل العملية البينة والقوية للقبول في مدرسة الثلاثين يوما، ووضع لبنة صالحة لتقريب موعد النصر وزيادة فرصه للأمة ودينها، وبأن لا يكون حجر عثر في طريق تحقيق ذلك بتكاسله وهزائمه المتكررة أمام شيطانه وشهواته ونفسه وهواه ولسانه· جعلنا الله وإياكم من المنتصرين ومن المقبولين· أوائل وأرقام العرب أول من عرف مدى اتساع المسطحات المائية وعظم حجمها إذا قورنت باليابسة، كما عرفوا أن التشكيلات التضاريسية المتنوعة تمنع الماء من أن يغمر وجه الأرض؛ فيقول ياقوت الحموي في هذا الصدد: لولا هذا التضريس لأحاط بها (الأرض) الماء من جميع الجوانب وغمرها حتى لم يكن يظهر منها شيء· أما نسبة توزيع اليابسة إلى الماء فقد جاءت واضحة عند أبي الفداء في تقويم البلدان بأن النسبة التي تغطيها المياه من سطح الكرة الأرضية تبلغ 75% منها فالقدر المكشوف من الأرض هو بالتقريب ربعها، أما ثلاثة أرباع الأرض الباقية فمغمور بالبحار.. أرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل النخلة شجرة مباركة إن النخلة شجرة مباركة وردت في العديد من الآيات والأحاديث الشريفة· تمورها تهم المسلمين جميعاً خاصة في شهر رمضان المبارك· وتتميز التمور بأنها تحتوي على عناصر غذائية هامة من بوتاسيوم وحديد وألياف وسكريات مختزلة، حيث إن التمور تحتوي على نسبة عالية من السكر (تصل إلى 70%) فإنها تعطي سعرات حرارية عالية (حوالي 300 كيلو سعر حراري لكل 100 غم تمر)· كما تتميز التمور بأن فترة صلاحيتها طويلة قد تستمر إلى عدة سنوات حسب ظروف التخزين. إن من الشعر لحكمة تَعَوّدَ بسط الكف حتى لو أنه ثناها القبض لم تجبه أنامله تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله قرآننا شفاؤنا ''إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ'' (التوبة111). الله قريب مجيب ''اللهم إنا نسبحك بكرة وأصيلا؛ سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر؛ والله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا'' آمين يا قريب يا مجيب. السنة منهاجنا قال حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ''من شهد الجنائز حتى يصلي عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان؟ قال : مثل الجبلين العظيمين'' متفق عليه. لمن كان له قلب مع التوحيد حقيقة·· نعم كانوا يعبدون اللات والعزى ·· لكنهم يعتبرونها آلة صغيرة تقربهم إلى الإله الأعظم وهو الله جل جلاله ·· ويصرفون لها أنواعاً من العبادات ·· لتشفع لهم عند الله ·· لذا كانوا يقولون ''ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى'' .. كانوا يعتقدون أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت ·· ''وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ'' ..وفي الصحيحين وغيرهما ·· عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خيلاً جهة نجد ·· لينظروا له ما حول المدينة ·· فبينما هم يتجولون على دوابهم ·· فإذا برجل قد تقلد سلاحه ·· ولبس الإحرام ·· وهو يلبي قائلاً : لبيك اللهم لبيك ·· لبيك لا شريك لك ·· إلا شريكاً هو لك ·· تملكه وما ملك ·· ويردد: إلا شريكاً هو لك ·· تملكه وما ملك ·· فأقبل الصحابة عليه ·· وسألوه أين يريد ·· فأخبرهم أنه يريد مكة ·· فنظروا في حاله فإذا هو قد أقبل من ديار مسيلمة الكذاب ·· الذي ادعى النبوة ·· فربطوه وأوثقوه وجاؤوا به إلى المدينة ·· ليراه النبي صلى الله عليه وسلم ·· ويقضي فيه ما شاء ·· فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ·· قال لأصحابه: أتدون من أسرتم ·· هذا ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة ·· ثم قال اربطوه في سارية من سواري المسجد ·· وأكرموه ·· ثم ذهب صلى الله عليه وسلم إلى بيته وجمع ما عنده من طعام وأرسل به إليه ·· وأمر بدابة ثمامة أن تعلف ويعتنى بها ·· وتعرض أمامه في الصباح والمساء ·· فربطوه بسارية من سواري المسجد ·· فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما عندك يا ثمامة؟ قال: عندي خير يا محمد ·· إن تقتلني تقتل ذا دم ·· ''أي ينتقم لي قومي'' ·· وإن تنعم تنعم على شاكر ·· وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت ·· فتركه صلى الله عليه وسلم حتى كان الغد ·· ثم قال له: ما عندك يا ثمامة؟ فقال : عندي ما قلت لك إن تقتلني تقتل ذا دم ·· و إن تنعم تنعم على شاكر ·· وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت ·· فتركه صلى الله عليه وسلم حتى بعد الغد ·· فمر به فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي ما قلت لك ·· فلما رأى صلى الله عليه وسلم أنه لا رغبة له في الإسلام ·· وقد رأى صلاة المسلمين ·· وسمع حديثم ·· ورأى كرمهم ·· قال صلى الله عليه وسلم: أطلقوا ثمامة ·· فأطلقوه ·· وأعطوه دابته وودعوه ·· فانطلق ثمامة إلى ماء قريب من المسجد ·· فاغتسل ·· ثم دخل المسجد.· فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ·· يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ·· فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليّ ·· والله ما كان دين أبغض إليّ من دينك ·· فأصبح دينك أحب الدين إلي ·· والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ·· وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين قال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم): ''إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وقال: ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام وذلاً يذل به الكفر''.