مازالت حالة الصمت والاكتئاب تعشش في دماغ حماري·· حتى نصحته ببعض الحبوب المضادة للنكد ولكنه لم يستجب·· قلت له·· واش بيك غرقولك لبوابر؟ نهق·· وقال·· لماذا هل أنت تراني مهما لدرجة أني أملك ''البوابر''؟ قلت·· إذن قضية رؤوس الحمير التي وجدت هنا وهناك تشغل بالك؟ قال·· الله لا يردهم·· إلى لقاو البنة فيهم غير ياكلوهم·· قلت·· إذن مسألة الملاريا والحمى القلاعية التي بدأت تظهر في البلد هي التي تنغص عليك أفكارك؟ قال·· اللي حب يموت يموت·· واشر راحلي أنا·· لست السي ولد عباس·· قلت·· عرفتها الدلاع المسقي بالمازوت هو الذي يحيرك؟ نهق من جديد وقال·· لا دلاع ولا بطيخ ولا بصل··· ما علابالي بوالو·· اندهشت لأمره وقلت·· إذن ما دام ليس مشاكل البلد هي التي تشغلك·· ما بك؟ قال·· دعني وشأني·· قلت·· ولكنك حماري ولا أحب رؤيتك هكذا منكدا·· قال·· كل الدنيا تعيش النكد وتتصنع بالفرح على الأقل أنا لا أنافق وصادق مع الناس ومع نفسي··· قلت·· أه حالتك سيئة يا حماري·· مادمت ترى الدنيا بهذا الشكل؟ نهق وقال·· وهل أنت تراها جميلة؟ قلت·· لا ولكن أحاول أن أرى نصف الكوب المملوء··