هناك شعوب تسكن الوطن وهناك وطن يسكن الشعوب·· سألت حماري الغارق في التفكير·· ماذا تقول يا حماري·· من أي الشعوب أنت؟ طأطأ رأسه وقال·· بعد كل الذي يحدث تسألني عن ملتي؟ قلت له·· مجرد سؤال·· حتى أتأكد من مشاعرك·· نظر إليّ نظرة المعاتب وقال·· وطننا يسكن قلوبنا·· ولن تجد شيئا فيها سواه·· عكس البعض الذي لا يربطه بوطنه سوى المكان والزمان·· قلت له·· نحن عاطفيون هذا الذي يجعلنا نعيش على الأعصاب دائما؟ صمت قليلا ثم قال·· أدعو الله أن لا ينزع عنا هذه العاطفة التي تقلقك·· تخيل لو كنا ''باردين قلب'' كيف سيكون أمرنا؟ قلت له·· ربما أحسن مما نحن عليه الآن·· صرخ في وجهي وقال·· أنت تلمح عن حالتنا بعد ضياع الفوز من الفريق الوطني؟ قلت·· نوعا ما قال حماري·· صدقني تنهداتي كلها ليست بسبب الخسارة وإنما بسبب الحسرة فقط على أننا وصلنا إلى البئر ولم نشرب·· قلت له·· ماعليش نهق عاليا وقال·· فعلا ماعليش ولكن كنا نقدر كنا نقدر·· قلت له·· ربما هي السياسة العوجة؟ صمت وقال·· الحمد لله ولكن يجب أن نستوعب الدرس··