قال الإمام الذي يقف وراء مشروع بناء مركز ثقافي إسلامي قرب موقع هجمات سبتمبر في نيويورك أنه يسعى لإيجاد مخرج للأزمة التي أحدثتها معارضة كثير من الأمريكيين للمشروع، دون أن يوضح ما إذا كان ذلك يتضمن نقل المشروع من موقعه الحالي· واعتبر الإمام فيصل عبد الرؤوف أن المشروع يستحق الجدل المثار حوله لأنه كشف عن الصعوبات التي يتعرض لها المسلمون في الولاياتالمتحدة· وتساءل -في كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية- عما إذا كان بناء المركز ''يستحق كل هذه العاصفة''، وأجاب قائلا ''بالتأكيد نعم''· وكان عبد الرؤوف ومنظمو المشروع الآخرون رفضوا بشكل متكرر نقله من موقعه الحالي قرب موقع مركز التجارة العالمي الذي دمر في هجمات 11 سبتمبر ,2001 لكنه أقر بأن الضغوط لنقل المشروع اشتدت في الأسابيع الأخيرة بعد أن صار قضية سياسية وطنية·وقال عبد الرؤوف -دون الخوض في تفاصيل- ''نحن ندرس حاليا كل الخيارات·· ونعمل من أجل ما سيكون حلا يضع نهاية لهذه الأزمة''· وطعّم عبد الرؤوف كلمته التي استغرقت 20 دقيقة بعبارات تنم عن حبه للولايات المتحدة، ومنها ولعه بكرة القدم الأمريكية وقوله أن إبنة أخيه في الجيش الأمريكي· لكنه قال أن المسلمين الأمريكيين يتعرضون لصعوبات بنفس الشكل الذي تعرضت له أقليات أخرى في الماضي· وأضاف أن المركز المقترح الذي سيتيح أماكن عبادة لأصحاب أديان أخرى هدفه الإعلاء من شأن قبول الآخر· وقال ''كثيرا ما يزيد الرفض تحدي الاندماج صعوبة''، مشيرا إلى التجارب السابقة ''لليهود والكاثوليك والإيرلنديين والإيطاليين والسود والقادمين من أمريكا اللاتينية''· وأضاف أنه ينبغي للمسلمين الأمريكيين أن ''يتغلبوا على التمييز، وأن يتم الاعتراف بهم كأمريكيين مكتملي الانتماء''، وقال ''الآن جاء دورنا نحن المسلمين لنشرب من الكأس''· وكشف استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك وأعلنت نتائجه، الإثنين، عن أن 63 % من الناخبين الأمريكيين المسجلين يرون أنه من الخطأ بناء مسجد قرب ما يعده كثيرون أرضا جديرة بالتبجيل والاحترام· كما أظهر الاستطلاع -الذي شمل 1905 ناخبين مسجلين وأجري الأسبوع الماضي من خلال الهاتف- أن 38 % منهم لديهم رؤية إيجابية عن الإسلام، بينما كانت لدى 40 % رؤية سلبية· وكان زهاء ألفي شخص تجمعوا، يوم السبت، الذي وافق الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر قرب موقع المركز المقترح للدفاع عن المشروع أو التنديد به· وأثار راعي كنيسة مغمور في فلوريدا غضب المسلمين في شتى أنحاء العالم بتهديده بحرق نسخ من المصحف الشريف في اليوم نفسه، لكن راعي الكنيسة القس تيري جونز تراجع لاحقا عن خططه·