في جو مهيب مليء بالحزن والأسى، تم، أمس، بقصر الثقافة مفدي زكرياء، إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفنان الراحل العربي زكال، بحضور مقربيه إلى جانب عائلته الفنية الكبيرة المتمثلة في الوجوه الفنية المعروفة على الساحة السينمائية الجزائرية من بين الحضور الفنان القدير سيد علي كويرات، ونادية طالبي، فريدة صابونجي، عثمان عريوات، صويلح، قريقش، حفيظة بن ضياف والفنانة القديرة المعروفة بخالتي دوجة، حسان بن زراري. وقد أبدى هؤلاء حزنهم الشديد لفقدان الساحة السينمائية الجزائرية أحد أعمدة الفن بالجزائر، حيث عبر الفنان سيد علي كويرات عن تأسفه لفقدان شخص بمثل حجم المرحوم العربي زكال، ليضيف في حديثه أن هذه الشخصية لا يمكنها أن تعوض في فترة وجيزة. أما الفنان حسان بن زراري هو الآخر، فقد أبدى تأسفه على وضعية الفنان الجزائري الذي لا يزال يتخبط في صدمة الصمت والتهميش، مضيفا ''الفنان الجزائري يكون مشتاق تمرة وبعد موته يعلق له عرجون''، كما أن جميع الفنانين من الحضور تحدثوا عن الخصال الطيبة والأخلاق الحميدة المعروفة لدى المرحوم، مشيدين بعلاقته الحسنة التي جمعتهم به. للإشارة، يعتبر المرحوم زكال من الوجوه البارزة في السينما الجزائرية، وبدأ مسيرته الفنية من المسرح لينتقل بعدها إلى السينما، شارك في العديد من الأفلام الجزائرية من بينها ''حسان طيرو، الأفيون والعصا، وقائع سنين الجمر، من هوليود إلى تمنراست، وأخيرا شارك الراحل في فيلم جزائري - تونسي ''شارع النخيل'' مع المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار، وها هو اليوم يرحل عنا. قالوا عن الفنان سيد علي كويرات: والله تلقيت نبأ وفاة العربي زكال بأسى وحزن شديدين، وأدركت أن الساحة السينمائية الجزائرية فقدت الأب الروحي للمسرح والسينما، وليكن في علم الجميع أن العربي لم يمت ما دام أنه ترك رصيدا فنيا رائعا تعتز به السينما بالجزائر، كما أؤكد للجميع في هذا المصاب الجلل أن صديق الدرب زكال قدم حياته لخدمة الفن الراقي، كما أن جيلنا من الفنانين تعامل مع كبار الفنانين أمثال علال المحب وبشطارزي، وتخرجنا على أيديهم وليس مثل جيل اليوم الذي يصل إلى الشهرة والنجومية وهو لا يدرك أي شيء عن الفن· صالح أقروت: ''إنا لله وإنا إليه راجعون''، للأسف لم أكن أعلم بمرض الفنان العظيم العربي زكال، لهذا وفاته كانت بالنسبة لي مفاجأة، وما أتمناه من أسرتنا الفنية أن تعيد النظر لبعضها البعض، وأن تعمل على خلق التواصل فيما بينها، أما بالنسبة للمرحوم فالكل يشهد له بأخلاقه الحسنة وبسعة صدره وصفائه، فألف رحمة عليه· عتيقة: فقدان العربي زكال هو بمثابة الصاعقة التي هزت الأسرة الفنية، والله بعد أن سمعت نبأ وفاته ضاقت بي الدنيا وتذكرت يوم وفاة والدي رحمه الله، كما أنني شعرت بأسى كبير لفقدان السينما الجزائرية أحد أعمدتها، وليكن في علم الجميع أنه كانت تربطني علاقة طيبة مع الفقيد، حيث الجميع يشهد له بطيبة قلبه وسعة صدره· سعاد سبكي: كأسرة فنية تلقينا نبأ الوفاة بكل أسى؛ فموت رجل قدم حياته لخدمة الفن ليس بالأمر الهين، لكن ما يمكن أن نقوله أن المرحوم العربي لم يأخذ حقه كبقية الفنانين، فما جدوى أن يأتوا اليوم إلى قصر الثقافة لإلقاء النظرة الأخيرة، وهو طيلة حياته كان يطالب بأن يضع له تمثال للفنان، إذا العربي زكال توفي ولم تحقق له أمنيته الأخيرة، ولذلك أتأسف كثيرا من أجله· قريقش: تلقيت نبأ وفاة الصديق العربي بألم شديد، وأدركت أن الفنان الجزائري يموت واقفا دون غيره من الفنانين، ودليل ذلك أن العربي زكال كان يحرك الفعل الثقافي حتى في أواخر حياته، والشيء الجميل الذي يربطني إلى جانب العربي أننا قضينا وقتا ممتعا بعد أن أدينا فريضة الحج سنة ,2006 ونحن ببيت الله اكتشفت الطيبة والصفاء الذي يتمتع به الرجل، فألف رحمة عليه وما أتمناه الصبر والسلوان لعائلته· عبد الحميد رماس: موته جاء مفاجئا بالنسبة لي؛ فلم أكن متوقعا ذلك لأن زكال بالفعل كان مريضا، غير أنني كنت دائما على اتصال به؛ كانت تربطني علاقة مهمة بالمرحوم، حيث اشتركت معه في العديد من العروض المسرحية، من بينها ''الدهاليز'' لعبد القادر علولة، كان معروفا بالصدق مع نفسه ومع الآخرين· بوعلام بناني: كان لي الشرف العظيم أن أشارك المرحوم في عدة أعمال مسرحية وسينمائية، فقد كان بالنسبة لي مدرسة بجميع معالمها، وأنه قدم مساعدات كثيرة للجيل الجديد· أمحمد بن قطاف: وفاة العربي كانت بالنسبة لي مفاجئة لأننا لم نكن ننتظر ذلك، لكن الموت حق على الجميع ولا يمكن الفرار منه· المرحوم قدم الكثير للفن الجزائري، وترك أعمالا خالدة، إذ لا يمكن أن نعوض شخصا مثل زكال، والحمد الله أننا نملك طاقات أخرى مستقلة بذاتها وستعمل على رفع مشعل الفن بالجزائر· مختار بوروينة: شخصيا وفاة الفنان زكال لم تكن صدمة بالنسبة لي، خاصة وأنني كنت على اتصال دائم بعائلته إلى جانب بعض الفنانين، وعلمنا أن حالته الصحية كانت جد متدهورة، غير أنه كان لي الشرف العظيم حين قامت بلدية سيدي امحمد بتكريمه في الطبعة الرابعة للبرنوس· وما يمكن قوله أن العربي زكال تميز عن غيره بموهبته وقدراته الفنية، خاصة وأنه يصنف ضمن الأهرامات النادرة، التي يجب أن يغتنم الفنانون الجدد الفرص للتعلم منهم· عباس محمد إسلام: أتأسف كثيرا لأنني لم أتعامل مع المرحوم، غير أنه قدم الكثير من التوجيهات والنصائح إلى المسرحيين الجدد، وأعتقد أن الساحة الفنية الجزائرية لم تفقد زكال، ما دام الرجل سيبقى خالدا في الذاكرة·