رحل عنا أول أمس الفنان العربي زكال، أحد أعمدة الفن في الجزائر بعد مرض عضال وعن عمر ناهز 76 سنة تاركا وراءه مسيرة فنية حافلة بالأعمال القيّمة سواء في المسرح، السينما والتلفزيون. العربي زكال الذي ولد في 19ماي 1934 بالعاصمة، انخرط في الحياة الفنية في الخمسينات حسب ما علم من الفنان عبد الحميد رابية الذي تحدث ل''المساء''عن صديقه منذ أربعين سنة، العربي زكال. وأضاف رابية أن زكال عاصر عمالقة الفن الرابع الجزائري مثل بشطارزي، حاج عمار وبودية ليصبح بدوره مناضلا في الحقل المسرحي لينخرط مباشرة بعد الاستقلال في الفرقة الوطنية بالأوبرا ويشارك في الكثير من المسرحيات مثل ''إفريقيا قبل سنة'' لكاكي، ''القاعدة والاستثناء''، ''سلطان حائر'' للكاتب توفيق الحكيم، ''المرأة المتمردة'' لشكسبير و''دم الأحرار'' لرايس عبد الحليم سنة ,1974 كما عمل أحيانا كخرج أو مساعد مخرج مثلما عليه الأمر في مسرحية ''هي قالت وأنا قلت''.وقدم زكال أدوارا كبيرة في أعمال لقيت نجاحا كبيرا سواء من طرف النقاد أو الجمهور، من أهمها ''وقائع سنين الجمر''، ''الأفيون والعصا''، ''ريح الجنوب''، ''حسان طيرو''، ''من هوليود إلى تمنراست''، ''شرف القبيلة''، ''فاطمة جزائرية'' كما مثل المرحوم مؤخرا في فيلم ''الخارجون عن القانون'' لبوشارب ليكون الفيلم الجزائري التونسي ''شارع النخيل الجريح'' آخر فيلم يمثل فيه زكال.وقد كان حضور زكال لافتا أيضا في التلفزيون من خلال مسلسلات ناجحة كالوصية. بالمقابل قالت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي في برقية تعزية أرسلتها إلى عائلة الفنان الراحل، أن العربي زكال كان فنانا موهوبا ومحبوبا من الكثيرين، مضيفة أن الفنان الراحل كان إنسانا متواضعا حساسا رغم انه تعامل مع أكبر المخرجين الجزائريين والأجانب، كما كان يتميّز بقوة الشخصية أيضا.واختتمت السيدة تومي رسالتها قائلة ''تفقد الجزائر بوفاة العربي زكال أحد أبنائها المتميزين الذي أحبها واحترمها وقدم لها الكثير إلى غاية آخر نفس له''. وشكل رحيل زكال صدمة على الوسط الفني الذي يشهد له بقوة شخصيته وخصاله الحميدة، فقد عبر أكثر من فنان عن حزنه الشديد لفقدان قامة من قامات الفن الجزائري. وفي هذا السياق، دعا رابية الرئيس بوتفليقة إلى وضع سياسة ثقافية تكون القاسم المشترك لكل المسؤولين المتعاقبين على الحقل الثقافي وتهتم بحقوق المثقفين والفنانين المهضومة في الكثير من المرات وأضاف أن تأسيس قانون خاص بالفنانين، لضرورة قصوى خاصة في ظل البحبوحة المالية التي تعيشها الجزائر، ليختتم قوله: ''البلد من دون ثقافة لا روح له''.للإشارة تم دفن الراحل العربي زكال أمس في مقبرة سيدي امحمد بالجزائر العاصمة بعد أن تم إلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه بقصر الثقافة، فرحمة الله على الفنان صاحب المسيرة الفنية الثرية والقيّمة وعظم الله أجر عائلته وفي مقدمتها زوجته الفنانة وهيبة.