ووري أمس بمقبرة ''سيدي امحمد'' في العاصمة جثمان الفنان الراحل العربي زكال الذي وافته المنية مساء أول أمس بالعاصمة عن عمر يناهز ال 76 عاما إثر مرض عضال. وحضر تشييع جنازة فقيد الساحة الثقافية؛ إلى جانب أفراد عائلته، جمع كبير من الفنانين والممثلين وأصدقاء الراحل، فيما ألقيت صباح أمس بقصر الثقافة ''مفدي زكريا'' النظرة الأخيرة على جثمان العربي زكال وسط حضور مكثف للأسرة الفنية. وفي كلمة تأبينية، أشادت وزيرة الثقافة خليدة تومي بخصال الراحل ومساره الفني الحافل بالعطاءات، لتؤكد أن رحيل العربي زكال يعد خسارة كبيرة تتكبدها الثقافة والفن الجزائري عموما. ويعتبر''عمي العربي'' كما يناديه البعض، أحد العلامات البارزة في السينما الجزائرية، حيث سجل حضورا مميزا عبر كثير من الأفلام المهمة التي جمعته بأكبر الأسماء والقامات الفنية المعروفة على غرار المخرج السينمائي العالمي لخضر حمينة. وبدأ الراحل مسيرته الفنية بالمسرح حيث قدم ما يزيد عن 18 مسرحية ليتوجه بعدها إلى السينما أين أبدع من خلال أعمال لا تزال تشهد له بحسن صنيعه في التمثيل أهمها ''معركة الجزائر'' و''حسان طيرو'' و''الأفيون والعصا'' و''وقائع سنين الجمر'' وصولا إلى مشاركته في فيلم رشيد بوشارب ''الخارجون عن القانون'' الذي جسد فيه شخصية ''القايد''، وأخيرا فيلم ''شارع النخيل الجريح'' للمخرج التونسي طارق بن عمار. وكان آخر تكريم حظي به ''عمي العربي'' ذلك الذي منحته إياه بلدية ''سيدي امحمد'' مؤخرا عرفانا منها بمسيرة الرجل وخدمته للحركة الثقافية والفنية في الجزائر. من ناحية أخرى، رصدت ''البلاد'' شهادات الفنانين الذي عملوا مع العربي زكال وعرفوه، حيث عبروا جلهم عن مدى حزنهم وتأثرهم واتفقوا على أن الراحل كان شعلة أنارت درب الكثيرين منهم وانطفأت تاركة بصمة ستظل خالدة في مسار الفن الجزائري. وفي هذا الإطار أعربت الفنانة بهية راشدي عن بالغ حزنها وتأثرها لرحيل ''الأستاذ والفنان الكامل والمتكامل'' كما وصفته، مؤكدة أنها لطالما احترمت فيه خجله وصدقه وتفانيه في العمل من خلال عملهما معا كعضوين في لجنة قراءة النصوص السمعية البصرية بوزارة الثقافة؛ مضيفة أنها كانت ترى فيه ''الموسوعة المتنقلة'' والفنان متعدد المواهب الذي كان مدرسة حقيقية لجميع الفنانين. ومن جانبه أبدى الفنان عبد النور شلوش حزنا عميقا لوفاة ''الفنان الثوري''، كما وصفه، وقال إن غياب الرجل يعد خسارة تتكبدها الساحة الفنية والثقافية في الجزائر، مضيفا أنه يشهد له بأخلاقه العالية والتزامه في عمله وهذا من خلال الكثير من الأعمال التي جمعتهما كان أهمها فيلم ''هجرة الرسول'' للمخرج المعتزل محمد حازورلي ''كان رزينا وهادئا وفنان بكل المقاييس''. ولم يتردد المخرج محمد حازورلي في حديث ل''البلاد'' في التعبير عن حزنه لوفاة الفنان الذي كان أحد أبطال فيلمه ''هجرة الرسول'' ومسلسله ''شهداء العقيدة''، مؤكدا أن الفقيد كان مدرسة نهل منها الكثير من الفنانين بالنظر إلى موهبته وقدرته على التمثيل والتنقل بين الأدوار بسهولة؛ وتقمصه لشخصيات عديدة، مضيفا أنه يشهد له بالتواضع ''كان نجما دون أن تعني له النجومية شيئا''.