خرج صباح أمس العشرات من سكان بلدية اليشير ببرج بوعريريج في وقفة احتجاجية أغلقوا خلالها الطريقين الوطني رقم5 والسيار شرق-غرب لأزيد من أربع ساعات أمام حركة المرور، احتجاجا على تماطل الجهات الأمنية في العثور على الطفل عبد الرحيم الذي تم اختطافه ليلة عيد الفطر ويجهل مصيره حتى كتابة هذ الأسطر· سكان الياشير خرجوا في موجة غضب عارمة قاموا خلالها باقتلاع كل ما وجدوه في طريقهم، تعبيرا منهم على تذمرهم من بقاء حال ومصير الطفل عبد الرحيم مجهول، وكذا من أجل مطالبة الجهات المعنية، خاصة الأمنية منها بالتحرك من أجل توقيف المجرمين وتوفير الأمن لأبنائهم وإعادة الطفل الذي اختطف ليلة عيد الفطر إلى أحضان والديه وهي المهمة التي حملها المواطنون على عاتقهم ومنذ عيد الفطر لم يكفوا عن القيام بحملات تمشيطية في مختلف الأماكن للعثور على الصغير المختطف، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل، الشيء الذي اضطرهم إلى الخروج في وقفة احتجاجية تطورت فيما بعد إلى اشتباك مع رجال الدرك والشرطة· غير أن المصادر التي أوردت الخبر ''للجزائر نيوز '' أكدت أنه لم تسجل أي ضحايا·كما لم يوقف أي شخص من قبل رجال الأمن في محاولة منهم لاحتواء الوضع والتقليل من حدة غضب المواطنين· هذا وقد شكل حادث اختطاف الطفل يوسف بوقرة البالغ من العمر 9 سنوات ليلة الخميس الماضي وإطلاق سراحه من قبل المختطفين بعد24 ساعة من ذلك القطرة التي أفاضت الكأس، حيث إن الطفل لدى استجوابه من قبل رجال الدرك قال إنه كان محتجزا في منزل مهجور به عشرة أطفال، رجحت عائلة الطفل عبد الرحيم أن ابنها من بين المختطفين ولذلك انتقلت إلى مصالح الأمن وطالبتها بالتكثيف من عمليات بحثها، غير أن تأخر الأخيرة في العودة بالخبر اليقين لعائلة الطفل جعلها تقرر رفقة بقية الأسر في وقفة احتجاجية والتصعيد مستقبلا في حال استمرار الأمور على حالها· من جهته أكد مصدر أمني مسؤول بولاية برج بوعريريج، في اتصال هاتفي مع ''الجزائر نيوز '' مساء أمس أن جميع الأجهزة الأمنية في حالة استنفار قصوى بحثا عن الأطفال المختطفين وتوقيف الجناة الذين ساعدت تصريحات الطفل يوسف العائد على تحديد عددهم الذي يقدر بين 4 و 6 أشخاص بينما تم تخصيص أكثر من مجموعة لتمشيط جميع المناطق المهجورة وكذلك جميع المنازل المنعزلة، خاصة المتواجدة بعيدا عن المناطق السكانية مع تكثيف دوريات المراقبة على محاور الطرق الرابطة بين ولاية البرج والولايات المجاورة لها لمحاصرة المختطفين الذين -على ما يبدو- ينتمون إلى شبكة اختطاف منظمة، خاصة وأن الطفل العائد ذكر أنه كان برفقة أكثر من 10 أطفال كانوا محتجزين معه ورجح ذات المصدر أنهم ينحدرون من مناطق غير تابعة لولاية البرج، لأن مصالح الأمن بها تلقت شكوى واحدة بخصوص حوادث الاختطاف· هذا ويعيش سكان ولاية البرج والمناطق المجاوزة لها على وقع الشائعات التي تطلق من هنا وهناك حول عمليات اختطاف أخرى لأطفال صغار، الأمر الذي جعل العائلات البرايجية تعيش أيام عصيبة خوفا من أن يكون أحد أبنائها الضحية القادم، خاصة مع حلول الدخول الاجتماعي وعودة التلاميذ إلى المدارس·