تشهد مديرية التربية للجزائر وسط، بعد قرابة الأسبوعين من الدخول المدرسي، طوابير طويلة لأولياء التلاميذ، كل واحد منهم يحمل مشكلا يرغب في حله وإنقاذ مستقبل ابنه، طوابير يأتي في مقدمة الذين يقفون فيها الذين يرغبون في إعادة إدماج أبنائهم المطرودين من المدارس وأولئك الذين يرغبون في نقلهم من مؤسسة إلى أخرى· وكشف الكثير من الذين التقت بهم ''الجزائر نيوز'' بمديرية التربية للجزائر وسط عن المعاناة التي يتعرضون لها مع كل دخول مدرسي، مشيرين إلى أن البعض منهم يغادر المديرية بعد الوقوف طوال النهار في طوابير لا تنتهي دون أن يسوي وضعية ابنه· ويتكرر الموضوع -حسبهم- لمدة تفوق الأسبوعين منذ انطلاق الدخول المدرسي، كحالة السيدة ''سليمة'' التي أكدت ''أنها بقيت تنتظر لأكثر من أسبوعين بغرض تحويل ابنتها من المدرسة التي تدرس فيها بالعاصمة إلى مدرسة أخرى بولاية بومرداس بسبب انتقال العائلة للسكن هناك''· تقول السيدة ''سليمة'': ''كما ترون لم تحل مشكلتي إلى يومنا، ولم تلتحق ابنتي بالمدرسة لبداية عامها الدراسي الجديد في ولاية بومرداس بسبب هذه البيروقراطية التي تتسبب فيها الإدارة وموظفوها الذين لا يبالون بمعاناة المواطن البسيط، ما يعانيه الأولياء الذين لا يملكون المعريفة في تسوية وضعية أبنائهم شيء فظيع''· ويؤكد المكلفون بأمن وحراسة مقر مفتشية التربية الجزائر وسط أن هذه ''الظاهرة ليست خاصة بهذا العام، لأن المديرية يقصدها العشرات من الأولياء يوميا مع كل دخول اجتماعي''· الطابق الأول الذي توجد به مصلحة التمدرس والمسابقات والامتحانات والأمانة العامة ومصلحة البرمجة، يشكل مقصد أغلبية المشتكين، طوابير ضخمة لمواطنين من مختلف شرائح المجتمع، نساء، رجال وحتى شباب، الكل ينتظر دوره لعرض مشكلته على الموظفين المكلفين بالاستقبال في المكاتب، كل حسب اختصاصه· في هذا الطابق لفتت انتباهنا امرأة جالسة برفقة ابنها وهي تبكي· في البداية ظننا أن ابنها طرد من المدرسة وتريد إعادة إدماجه، غير أنه اتضح لنا أن سبب بكائها أنها أصبحت مهددة بالطرد من عملها بسبب تماطل الإدارة في تسوية وضعية ابنيها اللذين تريد تحويلهما من مدرستهم الأصلية بحي ديار الكاف إلى مدرسة بباب الوادي، لتضمن قربهما من الحي الذي تقطن فيه· هذه السيدة أكدت لنا أن مدير مدرسة الحي أعطاها الموافقة لتحويلهما وأن ملفهما كامل، ولكن ''في كل مرة يجد أعوان الإدارة بمديرية التربية مبررات تعطل عملية حل مشكلتها البسيطة، وذلك لأزيد من 15 يوما، وهو الأمر الذي سيكلفني الطرد من عملي إذا استمر هكذا''· بعيدا عن مشاكل التحويل من المدارس، التقينا مجموعة من التلاميذ الذين فشلوا في اجتياز امتحان البكالوريا مرتين فتم طردهم، رغم رغبتهم في الحصول على فرصة أخرى· وأكد لنا ''ك· ن'' قائلا: ''نحن لا نرغب في التوجه إلى الشارع خوفا من المصير الذي سنلقاه هناك· كما أن فشلنا لا يعني أنه لم يعد لنا الحق في العودة لأننا لسنا كبار في السن ونرغب في النجاح''· في ذات السياق، وجدنا طابورا من الأولياء، عندما اقتربنا منهم كشفوا لنا أنهم سمعوا بقرار الوزير بإعادة إدماج التلاميذ المطرودين الذين لم يتجاوزوا سن ,17 ولذلك قدموا للاستفسار عن هذا القرار، وإذا ما كان سيطبق على كل المطرودين الجدد·