أحصى الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ أزيد من 800 ألف تلميذ يعانون سوء التغذية على المستوى الوطني، أي ما يعادل 10 بالمائة من بين 08 ملايين تلميذ، بسبب عدم الاهتمام بتغذية التلاميذ سواء في المنازل، وفي المطاعم المدرسية التي لا تعطي أهمية كبيرة لصحة التلميذ، مؤكدا أن السبب الرئيسي لهذا الأمر هو انعدام متابعة طبية في المؤسسات التربوية على الرغم من وجود وحدات كشف ومتابعة على مستوى كافة المدارس لكنها لا تقوم بالدور المنوط بها· دعا رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، وزارة التربية الوطنية إلى ضرورة إعطاء حيز كبير من الأهمية إلى صحة التلميذ، في تصريح ل ''الجزائر نيوز''، حتى يكون تحصيل التلميذ العلمي جيدا، خاصة فيما يتعلق الاهتمام بالتغذية الصحية في المطاعم المدرسية، وطالب وزير التربية الوطنية أبوبكر بن بوزيد بأن يتم برمجة فطور الصباح لتلاميذ المدارس خاصة الابتدائية منها أين يكون التلميذ في مرحلة نمو مهمة، مشيرا إلى أن برمجة وجبة فطور الصباح من بين الوجبات التي تقدم للتلاميذ، والتي كان معمولا بها في سنوات السبعينيات، لكن تم الاستغناء عنها في الثمانينيات، تعتبر مهمة للتلاميذ خاصة وأن أغلبيتهم لا يتناولون الوجبة في المنازل، خاصة الأطفال المعوزين منهم· كما أكد خالد على ضرورة توفير هذه الوجبة في المدارس يوميا، خاصة للأطفال المعوزين الذين يقطنون في مناطق بعيدة عن المؤسسات التربوية التي يدرسون فيها· وعن وجبة الفطور التي يجب أن تقدم، كشف رئيس الاتحاد، أنه من المفروض أن تكون عبارة عن كوب حليب، مربى أو جبن، المهم، حسب المتحدث، أن تكون وجبة غذائية كاملة تعطي طاقة للتلاميذ· وفي هذا السياق، كشف خالد أن هناك أزيد من 800 ألف تلميذ يعانون سوء التغذية في المدارس، خاصة في ظل عدم الاهتمام بالتغذية السليمة للطفل في المطاعم المدرسية، أي ما نسبته 10 بالمائة من تلاميذ الجزائر· وأضاف أن هناك العديد من التلاميذ يعانون من الأمراض الناتجة في الأساس عن سوء التغذية، من بينها الإعاقة الذهنية والجسدية، فقر الدم، وأضاف ''في الوقت الراهن لا يجب أن نتحدث فقط عن ثقل المحفظة، كثافة البرنامج، والنقل المدرسي بل يجب التكلم عن أهم شيء وهو صحة تلاميذنا، الذين هم فعلا يعانون الكثير من المشاكل الصحية، ناتجة في الأساس عن سوء التغذية''، وفي هذا الإطار تطرق المتحدث إلى وضعية المطاعم المدرسية، التي اعتبرها السبب الرئيسي لانتشار الأمراض بين التلاميذ، نظرا لانعدام النظافة والتطهير فيها، وقال خالد ''أغلب عمال المطاعم لا يحترمون قواعد النظافة، غير مكونين، إضافة إلى أنه لا يوجد على مستوى تلك المطاعم مفتشون لديهم مؤهلات ومختصون في مجال التغذية، وإنما دائما يتم تعيين أستاذ أو مدير مؤسسة مسؤولا على المطعم''· للإشارة، فقد خصصت وزارة التربية الوطنية أكثر من 13 289 مطعم على المستوى الوطني، استفاد منها قرابة 03 ملايين تلميذ، بينما قدرت نسبة التغطية ب 78 من المائة· وحول المتابعة الصحية للتلاميذ في المؤسسات التربوية، أكد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ أن الوصاية وفرت أزيد من 20 ألف وحدة كشف ومتابعة موزعة على كامل المدارس عبر الوطن، لكن هذه الوحدات لا تقوم بالدور المنوط بها، المتمثل في الأساس في متابعة الحالة الصحية للتلاميذ، بل تقوم أحيانا بتشخيص الداء وتقديم الإسعافات الأولية فقط، وأشار إلى أن هذه الوحدات على الرغم من وجودها إلا أنها تفتقر إلى التجهيزات والأدوية وحتى الأطباء خاصة في المناطق الداخلية والجنوبية·