''رانا خائفين من الماضي، الجنون والجهل يلاحقنا أينما كنا، راح وسافر بعيدا وتركني وحيدة· أين أنا من هذا العالم المجنون؛ أخرج من أحشائي، والدك هرب وتركني وحيدة، أين أهرب من العار الذي يلاحقني···'' هي مقتطفات من مشاهد مختلفة لمسرحية ''فوضى'' قدم عرضها الشرفي، مساء أول أمس، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي· تدور أحداث المسرحية حول لوحات مختلفة لمجموعة من النساء جمعتهن الظروف تحت سقف صار ملاذا لهن، فالمرأة الأولى ترملت قبل زفافها وأصبح الحزن الأنيس الملائم لشخصيتها، أما الثانية فارتكبت خطيئة مع ابن قريتها لتحمل منه ويتركها مشردة في غياهب العار والألم، وهو الشيء الذي دفعها إلى الهروب لعل ذلك يقلل من حدّة خطيئتها أمام أسرتها التي تقدس الشرف إلى درجة الموت؛ في حين الشخصية الثالثة أراد أهلها تزويجها من شيخ يكبرها سنا كملاذ للهروب من واقعها المرّ؛ أما الرابعة فقد فقدت والدها الذي أحبته إلى الهوس وأصبحت ترى في كل الرجال والدها وأصبحت تتقن فن المعاشرة مع أي رجل غمرها ذرة من الحب والحنان المزيف. المسرحية من النوع الملحمي حسب حبيب بوخليفة، مختص بالمسرح· وتم تقديم العرض باللهجة العامية، الأمر الذي ساعد الممثلات على إتقان لغة الحوار في معظم المشاهد، إلى جانب تألقهن في تقمص أدوارهن بجدارة، وعليه كل من الممثلة نادية طالبي وعديلة بن ديمراد، سامية مزيان ومنيرة روبحي تميزن بحضورهن القوي على الخشبة؛ أما فيما يخص الديكور فقد كان عبارة عن صفائح خشبية كل واحدة منها تدل على مشاعر وأحاسيس متنوعة تحاول بدورها الغوص في عوالم الإنسانية معتمدة بذلك على الجانب النفسي المؤلم، إلى جانب ذلك إشتغل المخرج على الألوان القاتمة وهدفه من وراء ذلك عكس صورة الظلم والتهميش التي تعيشها المرأة في المجتمع الجزائري على غرار بقية الشعوب العربية الأبوية· للإشارة، يستمر عرض المسرحية إلى غاية نهاية الأسبوع· ------------------------------------------------------------------------ 3أسئلة إلى أحمد العقون (مخرج المسرحية) هل يمكن أن تقدم لنا لمحة عن المسرحية؟ مسرحية ''فوضى'' لكاتبها عبد المنعم عمايري هي محاولة للغوص في عوالم الإنسانية، اعتمدت على الجانب النفسي الناتج عن العوامل الاجتماعية التي تصنع بدورها الكائن البشري باعتباره عاملا يتأثر ويؤثر· ما يلاحظ في العرض أنك جمعت بين جيلين، فما هو المقياس الذي اعتمدت عليه في اختيار الممثلات؟ بما أنني من متتبعي الأعمال المسرحية التي ينتجها المسرح الوطني، فإنني على إطلاع كاف بالقدرات الفنية والإبداعية التي تمتلكها الفنانات، إلى جانب توفر القابلية لديهن لتجسيد مثل هذه العروض. وماذا عن رؤيتك الإخراجية؟ في الواقع لم آتِ بالجديد في الإخراج، وإنما قمت باستغلال جسد الممثلات لأصنع منهن في الأخير لوحات متناسقة الألوان، وبالتالي فإنني اعتمدت أيضا على عمق الصورة.