التقيتُ عشية يوم الأربعاء في دار الصحافة الطاهر جاووت بالكاتب الصحفي صاحب عمود نقطة نظام سعد بوعقبة، دائما نفس الصوت الهادر، نفس الضحكة المجلجلة، نفس الصخب السجالي، كان لقاؤنا على عجالة·· حدثني عن العمود الذي بدأ يكتبه زميل مشترك لنا وقال لي بأنه معجب بالطريقة التي يتناول بها قضايانا الشائكة بأسلوب لا يخلو من السخرية والجدة والإستفزاز، لكنه يذهب إلى صميم الأشياء، وفي الحقيقة لقد فاجأني الصديق بوعقبة عندما تعرف على اسم الزميل منذ الوهلة الأولى ثم قال بوعقبة وهو يتحدث إلى زميلنا الذي كان برفقتي هو الزميل المواطن الصالح على حد تعبير بوعقبة، علي رحايلية بأنه يحترم كاتب كل عمود عندما يتوقف لحظات عن الكتابة، عندما لا يجد مايقوله، وقال بوعقبة أنه لم يعش مثل هذه الحال ! وهذه الوضعية وأنه لا يستطيع مقاومة إغراء الكتابة اليومية حتى وإن كان يعاني في بعض الأحيان من جفاف الأفكار وأثقال الضغوطات اليومية· - 2 - في المساء التقيت بزميلنا وصديقنا الذي بدأ متعاونا في جريدة الجزائرنيوز، الذي يمضي عموده باسم خاسيس، وحدثته عن إعجاب بوعقبة بعموده، وعندئذ سألني إن كنت أنا الذي أفشيت باسمه فأكدت له أن بوعقبة قد تعرف عليه دون أن يخبره أحد وذلك هوما فأجابني بفراسته وخبرته· - 3 - التقيتُ مساء الخميس بصديق لي إسمه كمال وهو صاحب فندق سياحي، وما أثارني فيه هو تلك العلاقة التي تربطه بشاب منغولي اسمه توفيق حيث تمكن بفضل إنسانيته وحسه العميق من أن يبعث هذا الشاب الذي لم يكن يثق في نفسه ولا في أسرته ولا في الآخرين ،صار توفيق المنغولي يفضل الحب الأبوي الذي أغدقه عليه كمال مخلوقا سويا يحب الحياة ويحب الآخرين ·· شكرا كمال على إبداعك الإنساني·