لا أدري كيف استعاد حماري حس المطالعة التي نسي لمدة طويلة بسبب المشاكل اليومية التي تشغل باله وعقله·· بقيت أرمقه بنظراتي الخاطفة وفجأة قال·· اسمع يا صديقي ما يقول جبران خليل جبران·· ''تسلك المرأة طريق العبيد حتى تسود الرجل ويسلك الرجل طريق الأسياد لتستعبده المرأة''·· قلت له·· ضاحكا·· معه كل الحق وكل النساء هكذا·· هدفهن في الحياة هو استعباد الرجال ولا غير·· قال·· آه فهمت لهذا لم تقع في شباك إحداهن؟ ضحكت ضحكا متواصلا وقلت·· وأنت كذلك يبدو عليك نفس الشيء·· نهق وقهقه وقال·· ربما ولكن أنا لا تستطيع المرأة استعبادي أبدا·· قلت له·· أنت فوق رأسك شمعة·· قال·· ليس كذلك ولكن أنا حمار واعر وكل تجاربي السابقة أثبتت ذلك·· قلت له·· إن شاء الله ربي يسلط عليك أتان قوية في مشاعرها حتى تجرفك·· قال ناهقا·· دعنا في جبران الذي يرى المرأة جبروت وشر لا بد منه·· وقل كيف عدت للمطالعة التي هجرتها منذ زمن؟ قال ضاحكا·· حتى أعرف سر المرأة·· قلت له بغضب·· هذا هو جوابك لي أيها الحمار·· أنا ظننتك عدت للعلم والمعرفة بعد أن غرقت المكتبة في ''ليميديتي'' وأنت تستهزأ بي·· قال·· آه والله كلما ضيعت معالمي وجدتها في الكتاب·· فعلا·· أحسن جليس في الدنيا كتاب·· وغرق من جديد في كتاب جبران·· عله يجد حكمة أخرى··