حالة من الهلع انتابت حماري ''المكراش'' حينما سمع بأن مخزون البطاطا لا يكفي الجزائريين إلا لسبعة أشهر·· وعمل كل ما في جهده حتى يسمع أهل الحي كلهم بالأمر·· قلت له·· ما بك أيها الحمار لماذا تزرع أخبار ''البطاطا'' بهذا الشكل؟ قال·· وهل تستهين بخبر مثل هذا يا صديقي؟ أظنه الخبر الثاني الذي يهم الجزائريين بعد البالون·· قلت ضاحكا·· ولكن الطريقة التي نشرت بها الأمر في المقهى وفي الشارع توحي بأنك تريد أن تزرع فتنة وتحرك الناس ضد الدولة التي تريد تجويعهم؟ قال·· ما هذا كيف تقرأ القضية بهذه الطريقة السياسية؟ حتى البطاطا تريد تسييسها·· استغفر الله العظيم؟ قلت له·· أنت تعرف أن ''البطاطا'' خلقت أزمة في يوم من الأيام·· أصبحت من المفقودات وبعد أن ظهرت للعيان أصبحت من التفاح والبنان·· وبعيدا عن كل هذا فهي الأكلة الأساسية لكل الجزائريين·· قال ناهقا·· هل فهمت الآن لماذا زرعت الخبر بهذا الشكل ··؟ حتى يحتاط ''الغاشي'' ويدركون مسبقا أن هناك ندرة في ذلك و''يدبروا راسهم'' في طريقة تعويض المنتوج؟ قلت له·· ومن نصبك وصيا على الناس أيها الحمار؟ قال ضاحكا·· حينما يتعلق الأمر بالبطاطا لا نحتاج ''الوصي'' يكفي أن يعلم الحاضر الغايب، وبما أني حمار مثقف ومطلع على شؤون البلاد وأقرأ الجرائد وأطلع على الأخبار المهمة وغير المهمة·· فكان من الواجب عليّ أن أخبر ''أهل حومتي''؟ صمتنا·· ثم قلت له·· والحل أين هو؟ قال·· حل ماذا···؟ قلت·· البطاطا·· إذا انتهى المخزون·· ماذا نفعل؟؟؟