محافظة منذ ثلاث سنوات، تراهن دليلة ناجم من خلال نجاح المهرجان على المواهب الجديدة لخلق نفس جديد وإعادة بعث ثقافة الفقاعات المصورة· كيف يتم التحضير للمهرجان؟ تعتبر لجنة التنظيم العصب الحيوي لتحضير أي مهرجان، ولحسن حظنا أننا نتمتع بفريق مهني ممتاز يستجيب لتطلعاتنا والمشاركين· صحيح أن أيا منهم مختص في مجال الشريط المرسوم، أنا شخصيا كناشرة لم أهتم كثيرا بهذا المجال والناشرين على العموم على اعتقاد أنه لا يوجد طلب كبير نستجيب له، ولكن بفضل هذا المهرجان استطعنا أخذ فكرة حول ما ينتظره الجمهور منا ومدى الاهتمام الذي يبديه لهذا الفن· مع أن الشريط المرسوم كان رائجا لدى الجزائريين في سنوات مضت، لماذا تأخرنا في تكريس مهرجان يحتفي به؟ صحيح، لقد برز منذ سنوات السبعينيات جيل كامل نجح في رواج ثقافة الشريط المرسوم، ولقد كانت هناك محاولة لتخصيص أول مهرجان له بمبادرة من سيد علي ملواح عام ,1985 كما تعرفون فإن أي مهرجان يحتاج لإمكانيات كبيرة، أعتقد أنه لهذا السبب انطفئ هذا المهرجان سريعا· ثم دخلنا في العشرية السوداء، وكما نعرف فإن الرسامين إن لم يغادروا البلاد، فقد غيروا مهنتهم، وبالتالي كادت هذه الثقافة أن تزول· ثم جاءت وزارة الثقافة التي أدت دورا كبيرا في إعادة بعث هذا الفن مع ترسيم مهرجان دولي· وكمحافظة أشرف عليه، يتمثل دوري في اختيار الفريق المنظم، معاينة الوضع الحالي في هذا المجال، متابعة وبحث المقارنة مع المهرجانات الموجودة في دول أخرى· كذلك البحث عن مؤلفين ورسامين على وجه الخصوص من المواهب الجديدة التي من شأنها الدفع بالإنتاج الوطني، وبالتالي فإن فكرة تأسيس مسابقة وطنية ودولية تفرض نفسها، ونحن مرتاحين للنتيجة رغم أن البداية كانت محتشمة في الطبعة الأولى، نجد أنفسنا في هذه الطبعة الثالثة أمام إقبال كبير للمرشحين، حيث سجلنا 137 مشارك تم الانتقاء منهم 71 مرشحا لاستجابته للمعايير المعتمد عليها أي النص، اللوحات ونوعية العمل أساسا ولاحظنا لدى المشاركين تطورا واضحا مقارنة بالطبعة الأولى مع أن غالبيتهم من العصاميين، حيث نجد أن حب هذا الفن هو الذي يحكم على نوعية العمل المقدم· كيف يتم اختيار لجنة التحكيم؟ تتكون لجنة التحكيم أساسا من قدامى الرسامين والمتخصصين المعترف بهم في هذا المجال، لكن الأهم من المسابقة في نظري هو ذلك الجو الذي يخلقه هذا اللقاء بين الجيلين، هذا التناسق وإعادة الاستمرارية، وتبادل الخبرة بين الأجناس· إطلاق مسابقة ذي صيغة دولية، أثارت اهتمام الأجانب كذلك كونها تفتح لهم الفرص للبحث عن الناشرين والسماح بخيارات أكثر للعمل في ظروف لا تخضع لمتطلبات النشر والتسيير التجاري· وفي اعتقادي فإن مهرجان الجزائر نجح في نسج العلاقات ومد الجسور إذا ما أخذنا في عين الاعتبار هذا الاهتمام بمعرفة الآخر سيما أن معظم المشاركين من الأفارقة· كما أنه يختلف عن باقي أهم المهرجانات الدولية لكونه لا يتمتع بصبغة تجارية لأنه مؤسس على اللقاء بين المؤلفين وهواة الشريط المرسوم، وبالمناسبة أشير إلى أن جميع المؤلفين المشاركين ستكون كتبهم متوفرة خلال المهرجان· صرحت، مؤخرا، أنك تراهنين على إعادة بعث فن الشريط المرسوم، ألا تجدين ذلك مبالغا فيه، مع العلم أنه يوجد جيل كامل اختص في هذا المجال؟ لا، أراهن على استرجاع ثقافة الشريط المرسوم، المواهب موجودة وكثيرة، وحتى بعض دور النشر بدأت تهتم بهذا النوع من الإصدارات منذ تأسيس المهرجان الذي عكس صورة واضحة لكمية الطلب والإقبال على كتب الشريط المرسوم· وتشجيعا لهذه المواهب سيبادر المهرجان بإصدار ألبوم خاص يشمل أعمال جميع المشاركين في هذه الطبعة· وبالحديث عن المشاركين، أشير إلى أن أعمال عشرة من السبعين مشاركا تستحق النشر، يبقى التفكير في إمكانية توفير أسعار معقولة لهذا النوع من الكتب لنظرا لأهمية التكاليف التي تتطلب إنجازها· هكذا يلعب المهرجان دورا آخر في خلق مناصب شغل جديدة، يمكن أن تذهب إلى أبعد ما نتصور إذا ما اقتدينا بمهرجان انغولم الفرنسية فقط، هذه المدينة الصغيرة التي استطاعت منذ تأسيس مهرجان للشريط المرسوم خلق صناعة، تجارة وثقافة بأكملها من الكتب إلى صناعة الأفلام وحتى المتاحف الخاصة بالشريط المرسوم· لا ننسى كذلك أن إعادة بعث ثقافة الشريط المرسوم له جانبه الإرشادي والعلاجي· أتمنى فقط أن تلعب وزارتي الثقافة والتربية دورا في ذلك بحيث يتسنى للتلاميذ الاستفادة من الكتب المصورة في رفوف المكتبات المدرسية وتنظيم ورشات بيداغوجية خاصة بالرسم· ------------------------------------------------------------------------ فقاعات من المهرجان انغولم تحيي الجزائر ''لقد استطاع مهرجان الجزائر للشريط المرسوم أن ينجز في ظرف ثلاث سنوات ما تمكنت من إنجازه انغولم خلال 37 سنة على إنشائه···'' تصريح جاء على لسان محافظ مهرجان انغولم، هذه المدينة الفرنسية الصغيرة التي اقترن اسمها بأحد أهم مهرجانات الشريط المرسوم في أوروبا والعالم، وذلك خلال حفل تكريم الوفد الجزائري في الطبعة الأخيرة لهذا المهرجان، دليل -حسب دليلة ناجم- على مدى نجاح المهرجان دوليا وأصبح قبلة مهمة خصوصا على المستوى الإفريقي رغم صغر نشأته، ''صحيح أنه يوجد مهرجانين في تونس والمغرب، لكنه ليس بأهمية مهرجان الجزائر، ولا ننسى كذلك أن الجزائر عميدة في فن الشريط المرسوم···'' ''من زيد يا يوزيد'' إلى ''جلول البحري'' الجزائريون مولعون بالكتب المصورة، مهما اختلفت الأجيال تظل ثقافة الشرائط المصورة مترسخة لدينا، ومن القصص الرمزية التي يحيكها المهرجان هذا المراهق من مدينة عنابة الذي فاز بالجائزة الأولى في مسابقة العام الماضي، الوالدان اللذان لم يعلما بمشاركة ابنهما، تلقيا الخبر عبر الهاتف من طرف محافظة المهرجان عشية امتحانات البكالوريا، فدخل الأب يستعلم من ابنه ويخبره بفوزه قبل أن يضيف ''لم أكن أعلم أنك تحب الكتب المصورة، هل تعلم أنني كذلك من هواة الأشرطة المرسومة؟'' هكذا يجد الأب وابنه قاسما مشتركا يجمعهما· فلسطين في الشريط إحدى محاور المهرجان المسألة الفلسطينية عبر الشريط المرسوم، وموضوع آخر يتطرق للصراعات في الشرق الأوسط والشرائط المرسومة، حيث يحتل الفن التاسع مساحة تعبيرية واسعة لدى أجيال العرب وتختلف التجارب من منطقة لأخرى في تعاطيها مع القضايا الراهنة، دعوة إذن للاطلاع على التجربة العربية· ------------------------------------------------------------------------ ضيوف الطبعة الثالثة السمندل تجربة رائدة في لبنان، مجلة السمندل ستكون حاضرة في مهرجان السنة من خلال فريق من رساميها ضمن معرض خاص· هذه المجلة التي نشأت بمبادرة مجموعة شبانية، استطاعت فرض نفسها كعلامة خاصة في مجال الشريط المرسوم في لبنان والعالم العربي عموما· وقفة مع هارون الرسام الجزائري أحمد هارون، أحد أعمدة الرسم في الصحافة الجزائري سيكرم في الطبعة الثالثة، صاحب سلسلة مقيدش، التي تؤرخ لنشأة الشريط المصور في الجزائر وبعدها نشأة الرسم الكاريكاتوري في الصحافة السياسية سنوات التسعينيات، فرصة للتقرب أكثر والتعرف على هذه الشخصية التي طالما ظلت بعيدة عن الأضواء· تيتوف ومافالدا الأول سويسري الجنسية والثانية مكسيكية، من لا يعرف لدى الأجيال الشابة هاتين الشخصيتين اللتين ستكونان حاضرتين في المهرجان، مع المؤلفين زيب وكينو في فرصة للقاء مع الجمهور الشاب·