تركت الهزيمة التي تكبدها المنتخب الوطني أمام جمهورية إفريقيا الوسطى بصمات كبيرة، إلى درجة أن الشارع الجزائري فقد الثقة من فريقه وأصبح لا يؤمن إطلاقا بإمكانياته للتأهل إلى كأس إفريقيا للأمم المقبلة، وذلك بالنظر إلى مستواه الذي ينهار من يوم إلى آخر، إلى درجة أن المنتخب الوطني عجز عن الفوز على أضعف المنتخبات الإفريقية، ما يعكس الوضعية الكارثية للفريق الوطني· الوضعية معقّدة ولا تبشر بالخير تقلصت حظوظ المنتخب الوطني للتأهل إلى كأس إفريقيا 2012 بعد الهزيمة القاسية التي مُني بها بن شيخة في أول خرجة له رفقة ''الخضر'' أمام جمهورية إفريقيا الوسطى، وبذلك تبقى مأمورية ''الخضر'' في ما تبقى من المشوار التصفوي جد صعبة، حيث صار المنتخب الوطني مطالبا بالفوز في المواجهات الأربعة المتبقية، وعليه الفوز على المنتخب المغربي ذهابا وإيابا، وكذا انتزاع النقاط الثلاث أمام المنتخب التنزاني في عقر داره، وفي الأخير يتحتم على ''الخضر'' تجاوز عقبة منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى ما يعني أن المنتخب الوطني مطالب بتحقيق 12 نقطة في 4 لقاءات، وأن أي تعثر في المستقبل سيقضي على حظوظ الجزائر للمشاركة في الكأس الإفريقية القادمة· فوز المغرب يجعل ''الخضر'' في حالة لا يحسد عليها وما زاد تعقيدا في مهمة مرور الجزائر إلى كأس إفريقيا بغينيا الاستوائية والغابون، هو الفوز الثمين الذي عاد به المنتخب المغربي من تنزانيا، ودعم رصيده إلى أربع نقاط، ويحتل المركز الأول رفقة منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث وضع أسود الأطلس بعد فوزهم المنتخب الوطني أمام حتمية الفوز، الأمر الذي لم يتحقق أول أمس في بنغاي، وجعل وضعية الجزائر صعبة للغاية بخصوص الظفر بتأشيرة التأهل، وبات المنتخب الوطني في وضعية لا يحسد عليها بعد جولتين من التصفيات، وأصبح يقبع في المركز الأخير برصيد نقطة وحيدة فقط· خيبة أمل كبيرة·· والمنتخب الوطني في انهيار متواصل الكل يتذكر الفوز الأخير للمنتخب الوطني في مباراة رسمية، وذلك في الدور ربع النهائي لكأس إفريقيا للأمم بأنغولا أمام المنتخب الإيفواري، الذي انتهى بنتيجة 3-2، ومنذ تلك المواجهة، وبالتحديد منذ عشرة أشهر، لم يحقق ''الخضر'' أي فوز باستثناء فوزه وديا على الإمارات، ما يوحي أن المنتخب الوطني منذ دورة أنغولا في شهر جانفي الماضي دخل في مرحلة سبات، ومستوى اللاعبين تراجع بشكل مذهل لا يتصوره أحد، بدليل الانهيار الكبير الذي يضرب المنتخب الوطني وعجزه عن الفوز على أضعف المنتخبات الإفريقية، على غرار منتخبي تنزانيا وجمهورية إفريقيا اللذان صنعا السمعة بالجزائر وتحديهما لمنتخب لعب المونديال الأخير، ليواصل المنتخب الوطني، رغم استنجاده ببن شيخة لتعويض سعدان، نتائجه المخيبة للأمل، إلى درجة أن الشارع الجزائري فقد الثقة في منتخبه وأصبح لا يثق إطلاقا بإمكانياته للتأهل إلى دورة غينيا الاستوائية والغابون سنة .2012 العجز الهجومي متواصل والدفاع ممر مفتوح المتتبع لمباراة جمهورية إفريقيا الوسطى، أول أمس، يدرك أن الخلل الكبير في المنتخب الوطني يكمن في الخط الأمامي، الذي أصبح الهاجس الكبير للفريق، لكن هذا العقم ليس مشكلا راهنا في التشكيلة الوطنية، بل تعود جذوره إلى بعد دورة أنغولا· فإذا رجعنا إلى مواجهة أول أمس، فهجوم المنتخب الوطني كان خارج الإطار تماما· وباستثناء فرصة وحيدة عجز جبور تحويلها إلى هدف، لم يخلق الخط الأمامي أمام فريق متواضع فرص أخرى للتهديف، ما يوحي أن بن شيخة مطالب بمراجعة خياراته الهجومية في مباراة المغرب· وأخطر من ذلك، أضحى الخط الدفاعي المتكون من بوقرة، عنتر يحيى، بلحاج ومجاني ممرا مفتوحا وسهلا لمهاجمي الفريق الخصم، حيث جاء الهدفان بعد أخطاء دفاعية بدائية لا يتحمّل الحارس مبولحي إطلاقا مسؤوليتها، فالمسؤولية يتحمّلها رفقاء بلحاج· وفيما يخص هذا الأخير الذي لم يكن في يومه، الهدفان جاء من جهته، كما فقد بلحاج منذ التحاقه بالدوري القطري روحه القتالية وانطلاقته السريعة ومساهمته في الهجوم·