شنّ، صبيحة أمس، طلبة الإقامة الجامعية بوخالفة للذكورة، حركة احتجاجية عارمة، حيث قاموا بغلق إدارة الحي ومقر الخدمات الجامعية وسط، للمطالبة بالرحيل الفوري لمدير الإقامة بتهمة سوء التسيير، والتنديد بالوضعية الكارثية التي آلت إليها الإقامة، منتقدين بشدة سياسة غلق أبواب الحوار وعدم الاستجابة لمطالبهم، ما أثار تذمرهم واستياءهم الشديدين· أكد الطلبة المحتجون في تصريحاتهم ل ''الجزائر نيوز'' أن الإقامة الجامعية للذكور ببوخالفة، فقدت مؤخرا كل المعالم المرتبطة بالتعليم العالي والبحث العلمي وتحوّلت إلى هيكل تعليمي يصلح لكل شيء إلا لإيواء الطلبة نتيجة لتردي الأوضاع الاجتماعية فيها إلى أسوأ الأحوال، ولم يخفوا أن المعيشة فيها أصبحت مُرة وأثقل من أن يتحمّلوها، وأول مشكل طرحه الطلبة هو الغياب التام للنظافة على مستوى كل مرافق الإقامة على غرار الأجنحة، الأروقة، السلالم، الحمامات، المراحيض، الساحة وفي مختلف زوايا الحي، مؤكدين أن الإقامة تحوّلت إلى مفرغة عمومية· وما زاد الطين بلة هو تأخر أشغال الترميم، الذي جعل الإقامة في ورشة بناء، ينتج منها ضجيج صخب وتخلف بقايا مواد البناء بكميات كبيرة· والمشكل الثاني الذي طرحه الطلبة هوئسياسة التجويع المنتهجة من طرف الإدارة التي -حسبهم- قدمت على فتح مطعم واحد فقط بالرغم من أن الإقامة تتوفر على مطعمين، وأن كل الطلبة المتواجدين في الحي يعانون الطوابير الطويلة ويكاد يستحيل الحصول على وجبة أكل رديئة كما ونوعا، لا تسمن ولا تغني من جوع، حسب أحد الطلبة· والمشكل الخطير الذي طرحه الطلبة هو غياب الأمن في هذه الإقامة وتزايد عدد الغرباء والمنحرفين الذين يمارسون تجاوزات خطيرة في حق الطلبة باستخدام الأسلحة البيضاء· وفي هذا الصدد، كشفوا أن الغرباء يستغلون غرف الإقامة وملعب كرة القدم، ولم يخفوا أنهم يعيشون خوفا وذعرا شديدين بسبب تعرّضهم وبصفة يومية لمختلف الاعتداءات الجسدية والتجاوزات المعنوية من شتم وسب وإهانات وتهديدات··· وكشفوا أن اللجنة المستقلة للحي رفعت عدة شكاوى لكل من مديرية الخدمات الجامعية، السلطات الأمنية ووالي تيزي وزو السابق، طالبوهم بضرورة توفير الأمن بإقامتهم، لكن الطلبة تأسفوا من عدم تسجيل أي تدخل وأن المشكل فاق كل الحدود وحياتهم أصبحت غير آمنة بهذه الإقامة· وفي السياق نفسه، أكدوا أن الغرباء يستغلون المطعم وبصفة يومية ويخرجون منه الأكل على مرأى المسؤولين، ما جعلهم يطرحون عدة تساؤلات· وطرح الطلبة مشكل انقطاع الماء ''هذه المادة الحيوية تسير في الحنفيات ساعتين على الأكثر في اليوم''، وأشاروا إلى أن الحمامات والمراحيض في حالة يرثى لها إلى حد يستحيل استخدامها، ''تنتشر الأوساخ والقاذورات بكل أنواعها وتتسرب المياه القذرة وتنبعث روائح لا تحتمل''، إضافة إلى فقدان معظم الحمامات وبعض المراحيض للأبواب، وانعدام الماء الساخن· كما طرح الطلبة كذلك مشكل غياب سيارة الإسعاف، وأن الإدارة تستخدم سيارة الخدمات لنقل الطلبة المرضى إلى المستشفى، وفي هذا الصدد أكدوا أن مديرية الخدمات الجامعية وسط استفادت من أربع سيارات إسعاف، لكنها لا تزال تحتفظ بها في مقرها دون أن توزعها على الإقامات الجامعية· وما أثار تذمر طلبة الإقامة الجامعية بوخالفة هو قرار مديرية الخدمات الجامعية التي أقدمت على تعيين مدير جديد لإقامتهم، ويتعلق الأمر بالسيد بلحوسين محمد، وأكد الطلبة أن هذا الأخير سبق وأن عُين سنتي 2005 و2006 مديرا للإقامة وتم إقالته بتهمة سوء التسيير والفساد ''لم نفهم قرار تعيين هذا المدير الذي أقيل من منصبه بتهمة سوء التسيير والفساد، فماذا ينتظر منه؟'' حسب أحد ممثلي الطلبة· وما زاد من غليان الطلبة في الحي الجامعي للذكور ببوخالفة، هو رفض مدير الخدمات الجامعية لحرش استقبالهم· وفي هذا الصدد، يقول ممثل الطلبة ''طلبنا منهم عقد اجتماع لمناقشة مشاكل إقامتنا، لكنه يتلاعب بنا ويرفض استقبالنا''· وفي هذا الإطار، أكد المحتجون أن حركتهم الاحتجاجية متواصلة إلى غاية الاستجابة لكل مطالبهم، ويأتي في مقدمتها الرحيل الفوري للمدير والتكفل الفعلي بمشاكل الإقامة، كما هددوا بتصعيد وتيرة الاحتجاج ونقلها إلى الشارع في حالة ما تواصل الإدارة تعنتها في حل المشاكل·