حضر بلد الشمس المشرقة بعرض مسرحي لأول مرة بالجزائر، حيث كان بمثابة الاكتشاف الذي أبهر الحضور وفتح أعينهم على نوع مختلف من العروض المسرحية عن تلك التي تعوّد عليها عشاق المسرح في الجزائر. فقد قدمت فرقة ناهاغاكو للفنون المسرحية عرضا فنيا تحت عنوان ''نو''، العرض الذي لخص الأحداث في الصوت والحركة الجسدية، فقد اقتصر الديكور على الحد الأدنى، إذ وقع الاختيار على فضاء مسرحي بسيط ومفتوح تدور فيه الأحداث وكأن صانعي المسرحية قرروا عدم تشويش بصر وبصيرة المتفرج بكثرة الديكور، في رغبة منهم على التركيز على أداء الممثلين. بالفعل، كان الأداء محور المسرحية التي جاءت تروي قصة من تلك القصص الخرافية التي تعج بها الثقافة اليابانية، حيث يكون اللقاء بين الآلهة والبشر. قصة العرض المسرحي الياباني تدور حول مرأة إله تقرر النزول للأرض والتخلي عن ملكوت الآلهة، فتقرر الاستمتاع بالسباحة في نهر مبارك، غير أنها تفاجأ بغياب ثيابها ما يجعلها حبيسة مياه النهر، لغاية مرور صائد بشري من المكان فيحدث حوار بينهما، إذ تطلب منه البحث عن ثيابها لتخرج من المياه، الأمر الذي يقبله الصياد شرط أن تلقنه فنون رقص الآلهة، فتعود بعد خلاصها من المياه لملكوت الآلهة لتلقينه تلك الفنون. المسرحية بالرغم من بعد أجوائها عن المتلقي الجزائري، إلا أن ذلك لم يشكل أي عقبة خلال العرض، فقد جاءت اللغة الجسدية والموسيقية قوية لدرجة جعلت الحضور يتجاوب معها، انطلاقا من الرغبة في التعرّف على هذا النوع الجديد من جهة، ومن جهة أخرى لمتابعة القصة التي نجحت في نسج خيوطها حول المتفرج، الذي تابعها بكل اهتمام. فقد جاءت التعابير الجسمانية واللغة السينوغرافية غاية في الدقة والإبداع، ما جعل العرض ناجحا بكل المقاييس، ولعل أصدق دليل الرضا الظاهر على وجوه كل من حضر العرض. من كواليس سهرة الافتتاح فرناندو أربال، مسرحي من إسبانيا لم يتمكن المسرحي الإسباني من حضور حفل الافتتاح والتكريم الذي خص به بسبب مرض أصابه، حيث بعث برسالة قرئت على الحضور عبّر فيها الفنان الإسباني عن أسفه وخيبة أمله بعد تأكيد الأطباء عدم قدرته على السفر، حيث أكد رغبته الشديدة لحضور مهرجان المسرح الدولي، مشيرا في السياق ذاته إلى شكره للمنظمين على تكريمه، وقد أكد في الرسالة ذاتها على أنه سيكون حاضرا مع نهاية المهرجان، على حسب ما أكده له الأطباء. عبد الرحمن زيدان، مسرحي من المغرب أكد المسرحي عبد الرحمن بن زيدان أن التكريم الذي حظي به لا يقتصر عليه بقدر ما هو تكريم لكل الفنانين والمبدعين في المغرب العربي، مشيرا إلى رغبته في أن يتمكن الفنانون من التواصل بشكل أكثر، على اعتبار أن الفن في الغرب العربي متقارب وفي حاجة لأن يكون على مستوى طموح شعوب المنطقة. صونيا، الرئيسة الشرفية للمهرجان نطمح لأن تكون الطبعة الثانية فرصة لعرض أكبر قدر ممكن من العروض المتنوعة والمختلفة، وقد حرصنا على أن يضمن البرنامج التنوع المسرحي المتواجد عبر مسارح العالم، حيث كان الهدف منح أكبر فرصة للمتفرج الجزائري للاطلاع على التجارب المسرحية المختلفة عبر العالم.