لم أفهم لا أنا ولا حماري التعيس السياسة التي تسير بها التلفزة التي أصبحت ''تضرب وتخطي'' كما تريد وأصبحت تضرب أدمغتنا في الحيط كما تريد أيضا·· وأصبحت تلوم وتزيد لوما كل ما أصبحت تراه عيبا وكان في القريب العاجل أكثر من صحيح·· قال حماري·· لقد غضبوا على الفريق الوطني وعروه كما لم يفعلوا من قبل·· قلت له·· سبحان مغير الأحوال·· ولكن يبدو أن الأوامر فوقية··''لقد غضب أصحاب النهي والأمر عن هؤلاء الشبان الذين لم يعودوا يسعدوا الملايين·· لقد انتهى مخدرهم الذي استعملوه لتغطية عورة المشاكل التي تتخبط فيها البلد·· قال ضاحكا·· يا ويلهم لقد استفقنا من سباتنا·· قلت له·· لا تخف سوف يجدون شيئا آخر يشغلنا عنهم·· قطع كلامي مذيع الأخبار الذي قال بأن الأمطار خلفت خسائر معتبرة·· صمتنا وقلنا سبحان الله·· نهق حماري عاليا وقال·· حتى الأمطار تفعل الأفاعيل·· وتقول بالفم المليان·· لا لسياسة البريكولاج·· قلت له·· الأمطار منذ زمن بعيد تفعل ما تريد بنا·· أطلق قهقهة عالية وقال·· مثل ما يفعل المسؤولون بنا·· ولا أحد يحاسبهم على كوارثهم الطبيعية وغير الطبيعية·· إنخرطنا في موجة الضحك·· حتى أطل المذيع من جديد وهو يخبرنا بأن الدولة سوف تعمل جاهدة على إصلاح الأوضاع·· قلت لحماري·· هل سمعت·· الدولة تجرح وداوي·· قال·· طبعا طبعا·· لست أدري لماذا أصبحنا نترقب نشرة الأخبار أكثر من أي وقت مضى·· هل لنسمع فعلا ما يسمى بملفات الثامنة التي تضع الملح على الجرح؟ أم لأننا أصبنا بالنميمة المستدامة؟ أم ترانا مازلنا مندهشين لمستوى الأخبار الذي ارتفع بسلمة واحدة على سلم ريختر؟ المهم أصبحنا نتسلى بالنشرة بعد أن كان الملل يتسلل إلينا بمجرد سماع الجنريك··