محمود عباس :رئيس السلطة الفلسطينية ليكن رحيله مدخلا لتجنيد كل طاقات المبدعين أفرادا وهيئات بكل المستويات الأهلية والرسمية ليس فقط لسدّ المنافذ أمام فراغ كبير نشأ برحيله وإنما بالارتكاز إلى تراثه ومدرسته وإبداعه العظيم· شوقي بزيع :شاعر لبناني هل كان ينبغي لمحمود درويش أن يغيب لكي نكتشف في ضوء غيابه كم نحن هائمون الآن على وجوهنا وأقلامنا وكلماتنا، وكم المساحة الشاغرة التي خلّفها وراءه، لا يمكن لأحد أن يردمها من بعده؟ لعلّه بعودته إلى أحشاء التراب الأم يخفف عن نفسه وعنّا هذا العبء القائم على ردم الهوّة بين أمومة اللغة وأمومة الأرض· كانت الكتابة عنده على جمالها رديفة النقصان، وكان يريد في ضوء المنفى أن يستعيد فلسطينه المشغولة بالكلمات· وربما كان يريد أن يوفّر على الشعراء عناء الوقوع مثله في فخ البلاغة، ولذلك بدا كسيزيف راغبا في حمل الصخرة وحده على كتفيه· زليخة أبو ريشة :شاعرة أردنية أنا شخصيا نقمت على لسانك، لأنك -شئت أم أبيت- تستحق أن تعترف بك الإنسانية على ظهر هذا الكوكب (ونوبل بعض هذا الاعتراف)·· أن تنحني لتواضعك الشديد وأنت تشيّد البنيان المهيب من الشعر، وللجسر الجوي الذي خلقته بين مفردات اللغة وصور المجاز عن المعنى الفريد والعادي الذي لفلسطين·· أنت تستحق أن ترصد البشرية ذريرات الأحلام التي خلقتها في صوغك الاستثنائي لإنسانية الفلسطيني كم كنت كبيرا وأنت تبحث في الصغير والهامشي عما تلقطه اللغة وما تطرزه على ثوب قصائدك!! وكم كنت بارعا في نحت مشروعك الجمالي وتعديله وإعادة خلقه على نحو تكون مهنتك فيه هي الحذف· فاروق جويدة :الشاعر المصري محمود درويش في السنوات الأخيرة ورغم رصيده الشعري الكبير كان يسعي إلي إضافة جانب جديد إلى تجربته الشعرية، وهو أنه شاعر إنسان يغني لهموم الإنسان في كل مكان، وليس فقط شاعر قضية يمكن أن يختلف الناس عليها أو يتفقون، كان شعر درويش في السنوات الأخيرة شعرا ناسفا يمثل مأساة الإنسان في هذا العصر بكل جوانب القبح والقسوة فيه· وكنت أتمنى لو امتد العمر بمحمود درويش حتي يكمل هذا التحوّل الخطير والكبير في مسيرته في الشعر· ولا شك أن رحيل محمود درويش خسارة كبيرة للشعر العربي، وخسارة أكبر للقضية الفلسطينية، ولأصدقاء درويش ومحبيه وما أكثرهم،غياب محمود درويش سوف يترك فراغا رهيبا· جمانة حداد :شاعرة لبنانية ها قلبكَ، يا محمود، كان، قبل قليل، يرفرف فوق الحافة المهيبة من جديد، وكنا نسأل أن لا تأخذه الحافة إلى الأبعد منها· فقد علّمنا قلبكَ، يا محمود، أنه لم يكن غريب على أطوار الحافة وأمزجتها· فهي، كالأقدار، كالأرض، كالشعر، كانت ملعبه الأثير· حفظ قلبكَ فخاخها وفجواتها ومطباتها، غيباً، وعن ظهر قلب، كما تُحفَظ القصائد، وكما تُحفَظ الأرض، فلم يخطئ حدودها يوماً، ولم تدوّخه يوما سكرة هوتها العظيمة· وقد ظل قلبك يتلاعب بالحافة، وتتلاعب به الحافة، إلى أن أخذته، أمس، إليها·