قدم، أول أمس، الصحفي والروائي والقاص الخير شوار بيعا بالإهداء لكتابه الجديد المعنون ب ''الأوهام الشهية'' الذي صدر مؤخرا عن منشورات ''ألفا''، وذلك على هامش البرنامج الأدبي الذي تقدمه محافظة مهرجان الجزائر الدولي للمسرح موازاة مع أشغال المهرجان. يقدم الخير شوار في ''أوهام شهية'' مجموعة من أجمل الأكاذيب والأساطير التي جادت بها قريحة الأدباء عبر العصور، حيث يلطف الخير شوار في كتابه الجديد بقرائه مجموعة كبيرة من الأوهام الشهية التي جعلتنا نتلذذ بالأدب العالمي وجعلتنا نعيش بها ومعها، هذا اللطف الذي يمكن أن نقارنه بلطف الطبيعة على ليوناردو ديفانشي في مقولته الشهيرة ''إن الطبيعة تلطف بنا لأنها جعلتنا نعثر على المعرفة حيثما أدرنا وجوهنا في العالم''، هذه المقولة التي افتتح بها الكاتب إهداء كتابه. جمع الخير شوار في آخر إصداراته من عالم الأدب والقصص أجمل الأكاذيب التي بدأها من ''عيسى بن هشام'' بطل حكايات ومقامات بديع الزمان الهمذاني، مرورا بالبطلة مجهولة النسب في الأدب العالمي شهرزاد التي حاربت في كل حياتها الموت بالحكي، دون التقصير في رائعة أكاذيب الأدب العالمية دونكيشوت دي لامانشا مع الكاتب العالمي ميغيل دي سيرفانتاس. يقول الخير شوار عن هذه الأكاذيب في كتابه ''إنها أعلى وأجمل درجات الصدق الفني''، هذه الحكايات عينة جميلة لبداية ''الأوهام الشهية'' لتليها الكثير من الحكايات لعباقرة الأدب العالمي الذين لم يرضوا بالأفكار المتاحة على الطريق، بل بحثوا عنها وبطرق مختلفة الزوايا البعيدة، أمثال الروائي غابريال غارسيا ماركيز ورائعته ''مئة عام من العزلة''، الروائي الإيطالي أمبرتو إيكو و''اسم الوردة'' التي أدخلته التاريخ في عقده الخامس، ليمر بنا الخير شوار في ''النصوص المبنية للمجهول'' تلك النصوص التي تبقى خالدة بعيدا عن كاتبها، بل حتى تلك التي لم يعرف لها كاتب أو زمان.