يعاني تلاميذ بلدية مكيرة الواقعة على نحو 50 كلم غرب مدينة تيزي وزو، والذين يزاولون دراستهم بالطور الثانوي بتيزي غنيف أوضاعا مزرية بسبب النقص الفادح لوسائل النقل المدرسي، بالرغم من أن البلدية استفادت من حافلتين من الحجم الصغير خصصتا للنقل المدرسي، لكن ذلك لا يكفي لنقل العدد الهائل من التلاميذ الذين يدرسون بثانويتي تيزي غنيف· يحدث هذا في الوقت الذي تشهد أشغال إنجاز مشروع ثانوية بالبلدية تأخرا كبيرا· لا تزال بلدية مكيرة تعاني من الإهمال والعزلة حيث لم تحصل على القدر الكافي من المساعدات في قطاع التربية، لا سيما في مجال النقل المدرسي، حيث يتنقل أزيد من 70 تلميذا في حافلة واحدة لا تتسع سوى ل 28 مقعد، مما يخلق اختناقا واكتظاظا كبيرين بداخلها، وفي ذات السياق، أكد التلاميذ أن أغلبهم يعجزون عن إيجاد مكان لهم في الحافلة، والعديد منهم يلجأون للتنقل مع الخواص· وأشاروا إلى أنه ونظرا لنقص النقل المدرسي، كثيرا ما يصلون متأخرين عن أوقات الدراسة، وأوضحوا أن ذلك يسبب لهم مشاكل حادة مع الإدارة، حيث يتعرضون للطرد وإرسال إستدعاءات لأوليائهم، وأضافوا أن تعرضهم للطرد المتكرر من طرف الإدارة يتسبب في توتير العلاقة بينهم وبين الإدارة، لا سيما المراقبين والأساتذة، ما يؤثر سلبا على النتائج الدراسية، ولتفادي الوصول متأخرين وتجنب هذه المشاكل يضطر التلاميذ للنهوض على الساعة الخامسة صباحا، لحجز مكان لهم في الحافلة، وبعضهم يتنقل مع الخواص· وهذا المشكل يعاني منه خصوصا تلاميذ كل من قرية آيث مسعود وثاقة الذين يدفعون كل يوم 100 دج في النقل الخاص للإلتحاق بالثانوية، وبعض التلاميذ الذين ينتمون إلى الأسر المعوزة والفقيرة يتوقفون عن الدراسة بسبب مشكل النقل المدرسي· ولا يقتصر مشكل النقل المدرسي على الطلبة الثانويين فقط، حيث يشمل حتى تلاميذ الأطوار الأخرى، إذ يواجه تلاميذ مكيرة الذين يدرسون في الطور الثاني بمتوسطة ثيغيلت بوفني من مشكل النقل المدرسي الذي أصبح هاجسا يوميا يؤرقهم، خاصة منهم تلاميذ قرية إمليكشان الواقعة 7 كلم شرق المتوسطة، حيث يقطعون 7 كلم مشيا على الأقدام ذهابا وإيابا، ناهيك عن التعب والإرهاق الذي يترتب عن ذلك، إضافة إلى الخوف على التلاميذ من مخاطر الطريق والمنحرفين، لا سيما على مستوى طريق قرية إيعموران· ونفس الشيء يعيشه تلاميذ قرية ثمعانط المعزولة والتي تبعد ب 3 كلم عن المتوسطة، حيث يعبرون غابة كثيفة للوصول إلى مقاعد الدراسة بموسطة القاعدة ,3 ما يشكل خطرا على حياتهم. علما أن هذه الغابات يوجد بها حيوانات مفترسة· وقد اعترف رئيس بلدية مكيرة السيد فاهم محند الشريف في تصريح ل ''الجزائرنيوز'' بتفاقم مشكل النقل المدرسي من سنة لأخرى، وبأنهم يعانون كثيرا في هذا المجال ويعجزون عن حله. وأشار في هذا الصدد إلى أن وزارة التضامن منحتهم هذه السنة حافلة، كما تلقت البلدية مساعدة مالية بقيمة 50 مليون سنتيم من ولاية تيزي وزو لكراء حافلات الخواص واستعمالها في النقل المدرسي، سعيا منهم لتدارك العجز، حسبه، وأن ذلك لا يكفي لأن بلديتهم بحاجة إلى حافلات أكثر· ومن جهة أخرى، أكد رئيس البلدية أن المشكل يتفاقم مع تأخر أشغال إنجاز ثانوية بمكيرة، وهو المشروع الذي يعلق عليه السكان آمالا كبيرة للتقليل من معاناة أبنائهم·