شاحنة لنقل أطفال القلعة بغليزان يدفع أطفال الدواوير والقرى النائية ضريبة ''نسيانهم'' من طرف السلطات المحلية والمركزية، حيث يضطرون إلى قطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام أو الاعتماد على ''الأتوستوب'' والنهوض باكرا من أجل الوصول إلى المدرسة، في انتظار أن يتحقق التزام الدكتور سعيد بركات بتوفير حافلة نقل مدرسي لكل بلدية مع نهاية السنة الجارية. دفع أطفال دواوير العزايزية وقديدة وأولاد موسى ببلدية القلعة التاريخية بولاية غليزان ضريبة ''نسيانهم'' من طرف السلطات المحلية والمركزية، حيث تدبر رئيس البلدية الأمر وهيأ شاحنة وحولها إلى وسيلة نقل للتلاميذ في ظل محدودية وسائل النقل المدرسي، وبالمقابل يضطر سكان دواوير السمايقية وكروهة وأولاد بقدور وأولاد سعيد وسعادة التابعين لنفس البلدية التي أنجبت الشيخ إبراهيم التازي وعدي الهواري وغيرهم من العلماء والمفكرين، إلى قطع مسافات تتراوح ما بين واحد و3 كيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى مقاعد الدراسة. ودفعت قلّة وسائل النقل، حسب مجموعة من سكان دواوير العزايزية وقديدة وأولاد موسى السلطات المحلية لبلدية القلعة إلى تهيئة شاحنة لنقل نحو57 تلميذا متمدرسا بثانوية السمار ومتوسطة القلعة الجديدة، حيث يتم نقلهم في ظروف صعبة للغاية رهنت مواصلة بعض التلاميذ للمشوار الدراسي، خاصة الفتيات، وقد يتعقد الوضع مع مرور الوقت ولاسيما شتاء، حين تتراجع درجات الحرارة. وناشد محدثونا السلطات الولائية تمكينهم من حافلة للنقل المدرسي لإنهاء المعاناة عن أبنائهم. وفي السياق نفسه يعاني تلاميذ الدبة والقلعة مركز، المتمدرسون بثانوية السمار، والذين يقطعون مسافة 18 كيلومترا ذهابا وإيابا من جحيم نقص النقل المدرسي، حيث اضطرت البلدية إلى وضع جدول توفيقي متعب لإيصال التلاميذ إلى مؤسساتهم والمساهمة في بقائهم على مقاعد الدراسة. أما تلاميذ دوار بني هاشم البالغ عددهم 17 تلميذا فهم ملزمون على قطع مسافة 16 كيلومترا للوصول إلى مقاعد الدراسة. ولعل أكبر المتضررين من محدودية النقل المدرسي ببلدية القلعة هم تلاميذ دواوير السمايقية ومكروهة وأولاد بقدور وأولاد بوسعيد سعادة، حيث إنهم ملزمون بقطع مسافات تتراوح ما بين الواحد و3 كلم مشيا على الأقدام، وهو ما ولّد الاحتقان لدى الأولياء الذين يكون عدد معتبر منهم قد وضعوا حدا لمشوار أبنائهم الدراسي. وفي رده عن انشغالات أولياء التلاميذ، كشف مصدر منتخب من بلدية القلعة في تصريح ل''الخبر'' أن مشكل النقل المدرسي يبقى مطروحا بحدة بالبلدية، ولاسيما بالدواوير المشار إليها، حيث يعتمد فيها التلاميذ على المشي. وأضاف بأن تهيئة الشاحنة أملته الظروف لتمكين التلاميذ على مزاولة دراستهم. وأضاف بأن حظيرة البلدية تتوفر على حافلتين للنقل المدرسي وكذا سيارة كارسان، وهو عدد قليل مقارنة بعدد التلاميذ الذي يبلغ 850 تلميذ أغلبيتهم موزعون على 17 دوارا. ويتطلع إلى استفادة البلدية من حافلة للنقل لوضع حد لمعاناة التلاميذ. انعدام النقل وراء التسرب المدرسي بالمدية مازالت أزمة النقل المدرسي بولاية المدية تشكل عائقا كبيرا أمام المتمدرسين خاصة في قرى ومداشر المناطق النائية التي ترتفع بها ظاهرة التسرب المدرسي جراء انعدام هذه الخدمة التي تحول دون التحاق التلاميذ بمؤسساتهم التربوية. كشفت آخر إحصائيات مديرية التربية بولاية المدية أن عدد الحافلات التي استفادت منها بعض البلديات لا يتعدى 165 حافلة التي تبقى غير كافية أمام عدد التلاميذ المتزايد مع كل دخول مدرسي جديد. ويكفي القول إن تعداد المتمدرسين وصل هذه السنة إلى أكثر من 187 ألف تلميذ من بينهم 3561 تلميذ جديد التحقوا لأول مرة بالقطاع في الطور الابتدائي، وقد قدرت ذات المصالح أن احتياجات الولاية من حافلات النقل المدرسي يقارب 300 حافلة التي تستدعى من الجهات الوصية التدخل العاجل للتخفيف على الأقل من رقعة اتساع الظاهرة التي تتجلى بصورة خاصة في المناطق الواقعة جنوب وشرق الولاية، ونخص بالذكر دوائر عين بوسيف، تابلاط، السواقي، بني سليمان، شلالة العذاورة، وزرة، وامري التي يواجه بها التلاميذ متاعب كبيرة في الالتحاق بمقاعد الدراسة ويضطرون إلى قطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام، وتتعقد الوضعية أكثر في الأيام الشتوية أين تتحول المسالك والطرقات غير المعبدة المؤدية إلى المداشر والقرى إلى كابوس حقيقي للأولياء والتلاميذ الذين يجدون أنفسهم مجبرين إلى الانقطاع عن الدراسة لأيام دون الحديث عن آثار الظاهرة التي تجبر في الكثير من الأحيان الأولياء على توقيف بناتهم عن التعلم بالنظر لخصوصيات مثل هذه المناطق التي تتطلب تكفلا خاصا بالفتاة الطالبة، خاصة في ظل عدم توفر بعض الثانويات على النظام الداخلي الذي من شأنه أن يخفف من حدة هذا المشكل الذي يخل بالعملية التربوية وبالحق في التعليم بولاية شاسعة تتربع على 64 بلدية و19 دائرة. ورغم أن ولاية المدية استفادت مؤخرا من 22 حافلة في أعقاب الزيارة الأخيرة لوزير التضامن الوطني والعائلة، إلا أنه وبالنظر للاحتياجات المسجلة تبقى نسبة التغطية ضعيفة إلى أجل غير مسمى. المدية: ع.طهاري ورفلة بحاجة إلى 50 حافلة يواجه المئات من التلاميذ، خاصة في البلديات الريفية بورفلة منذ بداية السنة الدراسية، مشاكل كبيرة في التنقل إلى المؤسسات التعليمية بسبب العجز الكبير القائم في مجال النقل المدرسي. تبدو التجمعات السكانية المبعثرة التابعة لبلديات ريفية مثل الطيبات، بن ناصر المنقر، بلدة عمر، سيدي سليمان، المقارين، الحجيرة وانقوسة، وحتى بعض مناطق عاصمة الولاية الأكثر معاناة من هذا المشكل الذي تعقد أكثر هذا العام، لأسباب تتراوح بين عدم توفر الحافلات في حظائر البلديات، وبين عدم قيام البلديات بكراء حافلات لتدعيم خدمة النقل المدرسي، إما بسبب انعدام الاعتمادات المالية التي تأتي في العادة كمساعدات مباشرة من الولاية، وإما بسبب أمور إجرائية تتعلق بالإعلان عن المشاورات الخاصة بمثل هذه العمليات، والتي باتت رغم بساطتها تخيف رؤساء البلديات من احتمال تسببها في تعرضهم للمتابعات القضائية. وقد أدى تأزم هذا المشكل ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة إلى امتناع العديد من التلاميذ وخاصة الإناث عن التوجه للدراسة تماما، أو التغيب اضطراريا في فترات المساء، كما زاد في تفاقم المشكل انعدام وسائل نقل بديلة كان يمكن أن تخفف بعض الشيء من المشكل مثل حافلات ومركبات النقل الجماعي للمسافرين التي باتت خدماتها هي الأخرى ضعيفة وغير منتظمة. ويخشى الأولياء أن يستمر هذا المشكل في الزمن وأن يكون سببا مباشرا في تعطيل أبنائهم عن الدراسة، وهو ما جعل متحدثون منهم ل''الخبر'' يهددون باحتمال اللجوء إلى الاحتجاج بحمل أبنائهم على مقاطعة الدراسة إلى غاية إيجاد الحل لهذا المشكل الذي بات من الأسباب المباشرة -حسبهم- في تراجع نسب النجاح، وفي التسرب الذي يردونه إلى هذه المعطيات السلبية أكثر منه إلى ضعف أداء المؤسسة التعليمية أو ضعف التحصيل لدى أبنائهم. وقدر مصدر مسؤول بمديرية التربية بورفلة حجم الاحتياجات في جانب النقل المدرسي، بما لا يقل عن 50 حافلة لعدد كبير من البلديات، لأن العملية حسبه تخص نحو 8000 تلميذ. وتحدث ذات المصدر عن المراهنة حاليا على الحافلات التي ينتظر أن تتدعم بها الولاية من وزارة التضامن، كما أشار إلى أن اللجوء إلى الاستعانة بحافلات الخواص قد يكون أمرا لا مناص منه، غير أن ذلك يحتاج إلى اعتمادات مالية كبيرة لا تتوفر عليها أغلب البلديات. ورفلة: س.سالم تلاميذ المناطق النائية للأغواط يتنقلون في الظلام والبرد مازال النقص المسجل في النقل المدرسي يصنع معاناة المئات من المتمدرسين القاطنين بالبلديات والمناطق النائية بالجهة الشمالية لولاية الأغواط، حيث يضطر بعضهم لقطع عدة كيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى مقاعد الدراسة، فيما يتنقل البعض الآخر في زحمة الاكتظاظ بسبب نقص المركبات. يعيش هذه الوضعية أطفال مناطق تقيست وكسلان ومنطقة رأس العين ببلدية الحاج المشري، الذين يقطعون مسافات طويلة وسط الظلام والبرد للالتحاق بمقاعد الدراسة بمقر البلدية التي تقدر احتياجاتها بمركبتين للتكفل بنقل هؤلاء. نفس المعاناة يتكبدها حوالي 50 طفلا بمنطقة الصفصاف الذين يقطعون مسافة 10 كلم مشيا على الأقدام للالتحاق بمقاعد الدراسة بتجمع عين الروينة ببلدية سيدي بوزيد التي تتوفر حاليا على 5 مركبات اثنان منها غير صالحة، لنقل 340 متمدرس من تجمعات الشكالة والسخونة والعبادلية في ظروف قاسية. ومن تجمع ترقلل يتم نقل 140 تلميذ في ثلاث مركبات تختنق بهم إلى درجة أنهم لا يجدون مكانا لوضع أرجلهم إلى مقر البلدية على مسافة تزيد عن 20كلم. ونفس الوضعية يعيشها تلاميذ الطور الثانوي ببلدية البيضاء الذين يتمدرسون بثانوية فلتة سيدي سعد، حيث يقطعون يوميا مسافة 80 كلم في ظروف غير لائقة ومتعبة. وببلدية أفلو يتم إحصاء حوالي 200 متمدرس عبر المناطق والتجمعات الريفية يتنقلون يوميا للدراسة لمسافات طويلة، وقد تم تسخير ثلاث حافلات للتكفل بهم، لكنها تبقى غير كافية، حيث يضطر الكثير منهم للمشي على الأقدام. الأغواط: ع.نورين حافلة لكل بلدية دافع وزير التضامن الوطني والأسرة سعيد بركات عشية أول أمس خلال زيارته لقسنطينة، على اختيار وزارته للحافلات الصينية لتدعيم النقل المدرسي، بدل اقتناء المنتوج المحلي للمؤسسات العمومية، حيث اعتبر عجز الشركات المحلية في توريد عدد كاف من الحافلات سبب اختيار الصينيين، مضيفا أن كل بلديات الوطن ستستفيد على الأقل من حافلة واحدة. وصرح وزير التضامن السعيد بركات، خلال توزيع قرابة 300 حافلة للنقل المدرسي ل6 ولايات شرقية إضافة إلى ولاية ورفلة، بأن رئيس الجمهورية كلفه بتحسين ظروف المتمدرسين عبر كافة ربوع الوطن، وذلك من خلال توفير كل الضروريات التي تسمح لهم بمزاولة الدراسة في ظروف جيدة، معتبرا أن وزارته ليست وزارة لقفة رمضان فقط أو وزارة للحافلات، بل هي تعمل على رفع معاناة المواطنين في شتى المجالات، مضيفا أن وزارة التضامن مستعدة لتمويل عمليات صيانة كاملة للمدارس المتواجدة في المناطق النائية الجبلية منها والصحراوية وتوفير المياه، التسخين، والتبريد في كل المؤسسات الابتدائية، كما أن قطاع النقل المدرسي الذي استفاد في السابق من 4000 حافلة سيتدعم بأمر من الرئيس خلال الأسابيع القليلة القادمة، حيث ستستفيد كل بلديات الوطن دون استثناء على الأقل من حافلة واحدة، مدافعا عن اختيار وزارته لممونين صينيين لتدعيم هذا البرنامج على حساب المؤسسات الوطنية العمومية، حيث قال إن الشركة المحلية العمومية لن يكون باستطاعتها توفير حافلة على الأقل لكل بلدية، وإذا اعتمدنا عليها فسيستلزم الأمر قرونا لتدعيم البلديات بالنقل المدرسي. قسنطينة: فطناسي زكرياء