أكدت منظمة الصحة العالمية ظهور إصابات بمرض الكوليرا في باكستان ونيجيريا وتحديدا في المناطق التي تعرضت لفيضانات بالبلدين المذكورين، وسط أنباء عن احتمال ارتفاع معدل الإصابة بهذا المرض الخطير نظرا للإفتقار إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية المناسبة· فقد أعلنت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن باكستان أكدت لها اكتشاف 99 حالة إصابة بالكوليرا في أنحاء مختلفة من المناطق التي ضربتها الفيضانات، وذلك خلال الفترة ما بين أواخر جويلية ونهاية سبتمبر الماضيين· ولفتت المنظمة في بيانها الصادر، الإثنين، إلى أنها تلقت من الحكومة الباكستانية إخطارا في الثاني عشر من الشهر الجاري بهذا الخصوص، وأن العمل جار منذ ذلك الحين مع الحكومة والمنظمات الدولية لاحتواء هذا المرض الخطير، دون أن يذكر البيان الأسباب التي دعت لتأخير نشر هذه المعلومات رغم مرور أكثر من شهر على تلقيها· وأوضحت منظمة الصحة العالمية أيضا أن الحكومة الباكستانية قد أبلغتها بست وعشرين إصابة -بينها ثلاث وفيات- بالمرض المعروف باسم حمى الكونغو القرمية النازفة، وهو مرض نادر ينتقل بواسطة حشرة القراد، وقلما يصيب الإنسان لكنه يقضي على 30% من المرضى المصابين به· كذلك أبلغت الحكومة الباكستانية بارتفاع معدلات الإصابة بحمى الضنك إلى 1500 إصابة مؤكدة مخبريا، بينها 15 حالة وفاة، فيما عزت منظمة الصحة العالمية انتشار الحمى النازفة وحمى الضنك إلى مياه الفيضانات التي غطت مساحات واسعة في إقليميْ السند والبنجاب· أما في نيجيريا فقد وصلت معدلات الإصابة بمرض الكوليرا حالة تنذر بالخطر، مع تأكيد السلطات المحلية وفاة أكثر من 1500 شخص خلال العام الجاري، بحسب بيان منظمة الصحة العالمية· وأوضح البيان أن ارتفاع حالة الوفيات من الكوليرا في نيجيريا يعود أيضا إلى الأمراض التي تنتقل عبر المياه، مع تحذيرات باحتمال انتقال المرض إلى دول مجاورة مثل البينين، حيث أعرب مسؤولون في مجال الشؤون الإنسانية عن احتمال أن تؤدي الفيضانات إلى انتشار الوباء، وعن أملهم في تراجع معدل الإصابة في نيجيريا بسبب اقتراب موسم الجفاف، وجهود السلطات المحلية في توعية المواطنين بمخاطر الإصابة· وكانت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف، ماري ميرسادو، قد أعلنت في مؤتمر صحفي، الإثنين، أن الحكومة النيجيرية أكدت في العشرين من الشهر الجاري وفاة 1555 شخصا بمرض الكوليرا، من أصل 38 ألفا و137 إصابة تم رصدها خلال العام الجاري· ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، تعتبر معدلات الإصابة بالكوليرا هي الأسوأ في نيجريا منذ عام 1991 عندما قضى الوباء على أكثر من سبعة آلاف شخص· ولفت الخبراء إلى أن الإفتقار إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية يسرعان من انتشار العدوى، وهذا ما حذرت منه المنظمة الدولية التي أشارت إلى وجود مناطق واسعة في نيجيريا تفتقر لهذه العناصر الوقائية، على الرغم من كونها دولة نفطية غنية·