سارعت العديد من الدول والمنظمات الإنسانية الدولية إلى إرسال المعونات والمساعدات إلى باكستان التي تحتاج إلى ملايين الدولارات من أجل إعادة إعمار ما دمرته كارثة الفيضانات التي ضربت البلاد في الآونة الأخيرة وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 1600 قتيل ونحو 20 مليون مشرد. وكانت الأممالمتحدة قد وجهت نداء للمجموعة الدولية من أجل جمع مساعدة عاجلة بقيمة 460 مليون دولار لمواجهة المأساة الانسانية التي خلفتها فيضانات باكستان وقد تم جمع 60 بالمئة من المبلغ حتى الان. وفي أحدث رد دولي على فيضانات باكستان وافق البنك الدولي على منح اسلام آباد قرضا بقيمة 900 مليون دولار. وتأتي موافقة البنك الدولي على القرض بعدما قدمت باكستان طلبا بهذا الشأن. وفي إطار التعبئة الدولية لمساعدة باكستان على مواجهة آثار كارثة الفيضانات جمعت حملة التبرعات التي اطلقتها المملكة العربية السعودية أمس الاثنين لصالح ضحايا الفيضانات التي تجتاح باكستان 20 مليون دولار حسب ما أعلنت وكالة الأنباء السعودية (واس). من جهتها، قررت أنقرة منح باكستان مساعدة نقدية وعينية بقيمة 11 مليون دولار/6ر8 ملايين أورو/ حسب ما أكدت وزارة الخارجية التركية. وأوضحت الوزارة في بيان لها أنه تم الشروع بنقل 140 طنا من المساعدات الانسانية تبلغ قيمتها مليون دولار مشيرة الى ان هذه المساعدة تضاف الى خمسة ملايين دولار سبق وان خصصتها تركيا لهذا البلد المنكوب. بدورها، أعلنت الحكومة الألمانية عن زيادة قيمة المساعدات المقدمة لباكستان والتي بلغت 10 ملايين أورو لتصل الآن إلى 15 مليون أورو. وأشار موقع وزارة الخارجية الالمانية الى أنه نظرا للوضع الذي يزداد تأزما في باكستان تقرر زيادة مخصصات المساعدات الإنسانية لباكستان بمقدار 2,5 مليون أورو سيتم تخصيص المبالغ المقدمة بالدرجة الأولى لتوفير الرعاية الطبية والمواد الغذائية والوصول إلى مياه الشرب. كما قررت فرنسا إرسال المزيد من المساعدات الانسانية إلى باكستان التي تشهد أسوأ فيضانات في تاريخها استجابة لنداء عاجل للمساعدة من كل من الحكومة الباكستانيةوالأممالمتحدة. وذكر بيان لوزارة الخارجية الفرنسية انه "في ضوء الخطورة البالغة للوضع في باكستان قرر وزير الخارجية برنار كوشنير إرسال طائرة تحمل 60 طنا من المساعدات الانسانية استجابة لطلبات قدمتها باكستانوالأممالمتحدة". وتأتي هذه المساعدات لتضاف إلى مساعدات سابقة بقيمة ميلوني أورو سبق أن قدمتها فرنسالباكستان من اجل مواجهة الفيضانات. وتخشى السلطات الباكستانيةوالأممالمتحدة من انتشار الأوبئة في المناطق المتضررة. وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد أيوب وهو طبيب يعاين المرضى في احد المراكز الطبية بمقاطعة خيبر باختونخا ان الحساسية والاسهال هما أهم الأمراض التي وجدوها في المركز الطبي مشيرا الى انهم قاموا بعلاج نحو ألف مريض حتى الان . ومن ناحية أخرى، حذرت الأممالمتحدة من أن ما يقارب ثلاثة ملايين و500 ألف طفل في باكستان معرض للاصابة بامراض قاتلة تنقلها المياه نتيجة الفيضانات مؤكدة استعدادها لمواجهة احتمال إصابة الالاف بالكوليرا. وقد أعرب موريزيو غيليانو المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية عن خشيته من أن تشهد باكستان موجة ثانية من الوفيات إذا لم تقدم الجهات المانحة مزيدا من الأموال. وتضرر من الكارثة المستمرة منذ ثلاثة اسابيع والتي وصفت بأنها "أسوأ ازمة انسانية" يشهدها العالم حاليا نحو عشرين مليون شخص وادت الى تدمير المحاصيل والبنى التحتية وعدد من البلدات والقرى حسب الحكومة الباكستانية.