برأت محكمة الجنايات للجزائر العاصمة، آخر المتهمين العائدين من معتقل غوانتنامو المدعو حدرباش سفيان من تهمة الانتماء لجماعة مسلحة تنشط بالخارج وتهمتي التزوير واستعمال المزور· وقد استمعت المحكمة إلى المتهم الذي روى تفاصيل القضية بداية من مغادرته الجزائر باتجاه فرنسا بحثا عن العمل سنة 1999 ثم توجهه إلى بريطانيا سنة 2000 ومنها إلى بشاور بباكستان ليتوجه بعدها إلى أفغانستان· واعترف المتهم أنه تدرب على استعمال رشاش من نوع كلاشنيكوف على يد شخص يدعى محمد الجزائري، نافيا بالمقابل أن يكون أحدا قد فاتحه في موضوع جماعة مسلحة أو قتال محتمل ضد أي كان· كما نفى وجود أية علاقة تربطه بجماعات إرهابية داخل أو خارج الوطن، مشيرا إلى أن التدريب العسكري الذي خضع له ''دام ساعات قليلة فقط'' ويندرج في إطار ''التعرف على طريقة استعمال الأسلحة''· وقد طالب الدفاع بدوره ببراءة حدرباش من التهم المنسوبة إليه، داعيا إلى أن يعامل كضحية بسبب إصابته في رأسه خلال قصف أمريكي بأفغانستان ومعاناته في معتقل غوانتنامو· وذكر الدفاع أن القضاء الأمريكي كان قد ''برأ المتهم واعتبر أنه لا يشكل خطرا على الأمن الأمريكي''، مسجلا أنه ''يعاني من مرض عقلي جراء إصابته في القصف الأمريكي وبقائه 6 سنوات بمعتقل غوانتانامو''· وجاء في قرار الإحالة أن المتهم ألقت عليه القبض القوات الأمريكية بعد قصفها منطقة كابول بأفغانستان سنة 2001 وحوّل إلى معتقل غوانتنامو، حيث مكث به إلى غاية جويلية 2008 تاريخ تسليمه إلى السلطات الجزائرية· وكانت النيابة العامة قد التمست، خلال محاكمة المتهم حدرباش، 7 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية نافذة تقدر ب 100 000 دج· للتذكير، أجلت المحكمة نفسها في جلسة 6 جانفي الماضي النظر في ملف آخر متهم ضمن المتابعين بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج والتزوير واستعمال المزور العائدين من غوانتنامو لوجوده بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة آنذاك·