يعاني سكان قرية ''إخربان'' ببلدية معاتقة التي تقع على بعد حوالي 40 كلم جنوب عاصمة ولاية تيزي وزو في الوضع الراهن من الأوضاع المعيشية المزرية، حيث الحياة هناك ميزتها الضياع والمعاناة المتعددة الأوجه التي يتكبدونها يوميا جراء شبح البطالة ونقص في التهيئة ونقص المرافق الشبابية ومشكل اهتراء الطريق الرابط بين قراهم ومركز البلدية، وكذا انعدام غاز المدينة، حيث أضحت هذه الأخيرة عنوانا لكل أوجه الإقصاء والتهميش·· وحسب تصريحات السكان الذين عبروا عن تذمرهم الشديد من الظروف الاجتماعية الصعبة التي حولت يومياتهم إلى واقع مر بسبب نقص المشاريع الإنمائية الموجهة للدفع بعجلة التنمية في المنطقة التي تعرف ركودا منذ سنوات الاستقلال، حيث أضحت معاناة السكان تتفاقم أكثر ومن يوم إلى آخر، دون أن يسجلوا أي التفاتة من السلطات المحلية لاحتواء الوضع وتجسيد مشاريع تنموية التي من شأنها أن تخرج هؤلاء السكان من دائرة العزلة والتهميش· وحسب ما أجمع عليه أغلبية شباب المنطقة خاصة الجامعيون منهم أنهم يعيشون معاناة يومية، حولت يومياتهم إلى جحيم، نتيجة أزمة البطالة الخانقة التي لا مفر منها بسبب نقص المشاريع التنموية في قريتهم منذ عدة سنوات، وعدم توفرها على أي مشروع اقتصادي الذي قد يساهم ولو بالقليل في التقليص من نسبة البطالة التي هي في تزايد مستمر من سنة إلى أخرى· وما زاد الطينة بلة، حسب هؤلاء الشباب، هو نقص المرافق الشبابية والرياضية والترفيهية، حيث صرح بعض الشباب لجريدة ''الجزائر نيوز'' أن هذا الهاجس بات يؤرقهم ويؤثر عليهم سلبا، وينعكس على يومياتهم خاصة مع معاناتهم من شبح البطالة من جهة، ومخاوفهم من دخولهم في ظلمة دوامة عالم المخدرات والانحرافات التي تؤدي إلى نتائج وخيمة، تؤول إلى ظهور آفات أخرى أكثر شدة من الأولى التي تهدد كيان المجتمع، كالانتحار والهجرة غير الشرعية، محاولة من هؤلاء الشباب الهروب من مواجهة الواقع المر الذي يعتري قريتهم· من جهة أخرى تشكو القرية من انعدام المرافق الترفيهية الثقافية والهياكل الأخرى التابعة لها، حيث تخلو من دار للشباب ومراكز للترفيه التي تعتبر من الضروريات التي يجب توفيرها لهم للأهمية البالغة التي تحظى بها في حياتهم، فحالة العزلة والظلام الدامس الذي يخيم على قريتهم سبب قلقا حادا في نفوس السكان الذي ينعكس على ملامح وجوههم البائسة، الوضع الذي دفع بهم في أكثر من مناسبة إلى رفع معاناتهم للسلطات المحلية من أجل تسوية الوضع قبل تفاقمه أكثر، إلا أن لا حياة لمن تنادي وتبقى الوعود المقدمة لهم من طرف المسؤولين المحليين ما هي إلا حبر على ورق لا أساس لها على أرض الواقع·