أغرق الإعصار توماس المخيمات المزدحمة بالناجين من الزلزال في هايتي واجتاح بلدات ساحلية، أول أمس، محدثا فيضانات وانهيارات طينية أدت إلى سقوط سبعة قتلى على الأقل، الأمر الذي يعمّق مأساة بلد لم يتعاف بعد من آثار كارثة الزلزال· وابتعد مركز الإعصار عن ساحل شمال هايتي بحلول الليل، وتعتقد السلطات أن الأسوأ انتهى، ولكن خبراء الأرصاد الجوية حذروا من أنه مازال هناك خطر من الأمطار المستمرة· وقال رئيس هايتي رينيه بريفال، إن بلاده نجت نسبيا من الخطر، داعيا إلى التحلي بالحذر· وأعلنت حالة التأهب القصوى في الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة استعدادا لخطر حدوث كارثة إنسانية أخرى في أفقر دول النصف الغربي من الكرة الأرضية· وتترنح البلاد بالفعل من تأثير وباء كوليرا قاتل، بالإضافة إلى الدمار واسع النطاق الذي سببه زلزال 12 جانفي الماضي وأودى بحياة أكثر من ربع مليون شخص· وأعلنت السلطات حالة الإنذار الحمراء على مجمل أراضيها، واتخذت إجراءات لإعادة إيواء مائة ألف شخص مؤقتا· وفي جنيف، أوضحت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، إليزابيث بيرز، أن الوكالات الأممية تخوض سباقا مع الزمن لأنها تخشى أن يتضرر نصف مليون شخص على الأقل من آثار الإعصار، خصوصا مئات الآلاف من ضحايا الزلزال الذين يعيشون في مخيمات· كما تخشى هيئات دولية من زيادة تفشي حالات الإصابة بالكوليرا التي خلفت 450 قتيل بسبب زيادة هطول الأمطار وحجم المياه الملوثة، وانتشار الوباء إلى دول الجوار· وأعلنت جمهورية الدومينيكان التي تتقاسم مع هايتي جزيرة هيسبانيولا، حالة الإنذار الحمراء في ثمانية أقاليم·